-
ردود أفعال مختلفة داخل نظام الملالي في أعقاب فرض العقوبات على ظريف
حسين داعي الاسلام - عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية
نشهد هذه الأيام، العديد من المخاوف وردود الأفعال المختلفة داخل النظام في أعقاب فرض العقوبات على ظريف.
من النقاط الرئيسية التي نلاحظها في ردود الأفعال هذه هي القلق والتهيج بسبب فرض العقوبات على مسؤول يمثل الجانب الرسمي للنظام في المفاوضات.
وكتبت صحيفة "جوان" التابعة لحرس الملالي: "على مدى الـ 25 عامًا الماضية، لم يحدث أن تجاهلت حكومة أمريكية الإصلاحيين".
ثم تدعي بعد تولي الحكومة الأمريكية الجديدة أنها لا تفرق بين زمر نظام الملالي، لدرجة أنها تفرض عقوبات على ظريف. وذكرت صحيفة "جوان": " إن السبب وراء نظرة أمريكا الموحدة تجاه الإصلاحي والأصولي في نظام الملالي هو أن إدارة ترامب تواكب سياستها مع أخطر قوة مدمرة لنظام الملالي، وهي منظمة مجاهدي خلق الإيرانية".
سبب الاعتراف بقوة مجاهدي خلق
إذا نظرنا إلى هذه المواقف من وجهة نظر نظام الملالي؛ ندرك أن هذه الرؤية لا تصُب في مصلحة النظام، لأنها تبرز قوة وتأثير العدو المدمّر لنظام الملالي؛ وهو منظمة مجاهدي خلق الإيرانية.
قبل بضعة أيام، قال أحد قادة حرس الملالي، محمود شاعري، رداً على هذا السؤال: "أدائنا الخاطئ في تقييم مجاهدي خلق يرجع إلى سببين رئيسيين: السبب الأول هو أننا أظهرنا العدو على أنه حقير وجبان ولم نأخذ خطورته على محمل الجد؛ وبالتالي يجب علينا أن نضع في إعتبارنا أن العدو يمثل لنا تهديدًا خطيرًا، لأنهم ما زالوا يعملون بشكل مؤسسي صحيح ولديهم الدافع والتنظيم المناسب لمواجهة الثورة الإسلامية. والسبب الثاني هو خطر تغلغل مجاهدي خلق داخل نظام الملالي". (28 يوليو 2019)
ويقول عنصر نظام الملالي هذا بوضوح أن حرب النظام مع منظمة مجاهدي خلق قد وصلت إلى نقطة لا يمكن فيها مواجهتها بالحرب النفسية والتعتيم الإعلامي.
لهذا السبب، تم توجيه إعلان رسمي لجميع الأجهزة ووسائل إعلام نظام الملالي، في عهد رفسنجاني، بتجاهل مجاهدي خلق حتى ولو بكلمة "المنافقين" التي إبتدعها الملالي.
وكان نظام الملالي في عهد رفسنجاني يرمي إلى عدم ذكر اسم عدوهم المدمّر، خاصة للأجيال الشابة، حتى لا يتم الترويج للتوجه نحو المجاهدين والاقتناع بسياسة الإطاحة بالنظام التي يرمزون إليها.
إلا أن وسائل إعلام نظام الملالي كتبت الأسبوع الماضي: "إستراتيجية الصمت تجاه المجاهدين قد انتهت".
والسبب في هذا التغيير في الاستراتيجية بشأن مجاهدي خلق هو الإجبار الذي يتورط منه نظام الملالي.
نظرة على الأحداث الرئيسية
إن هدف نظام الملالي من خرافة الإصلاحي والأصولي هو تأجيل الاطاحة به. إذ أنه يريد بهذه المناورة الخبيثة، التظاهر بأن هناك أحزابًا بداخله لديها القدرة على التغيير؛ وبالتالي فإن النظام برمته لديه هذه القدرة أيضًا.
نتيجة لذلك يظنون أن أمريكا ستتراجع عن موقفها وترى من الضرورة الاستعانة بهذا النظام مرتكزة على تعزيز ما يسمى بالفصيل القابل للإصلاح، وألا يصل الأمر إلى حد التدمير والإطاحة بنظام الملالي الذي تسعى إليه منظمة مجاهدي خلق الإيرانية.
ليس هذا فحسب، بل يتطلعون إلى ضرورة تدمير مجاهدي خلق الذين يواصلون دق طبول الإطاحة بنظام الملالي.
مثلما أدرجت إدارة كلينتون مجاهدي خلق في قائمة الإرهابيين عندما تولى الملا خاتمي السلطة في عام 1997.
من الواضح أن نظام الملالي كان يحاول بهذه المناورة الخبيثة أن يُمسك بطوق النجاة، لدرجة أن حجاريان وهو أحد مؤسسي وزارة المخابرات سافكة الدماء، ومُنَظِّر الاصلاحات في نظام الملالي اعترف بهذه الحقائق يوم السبت الموافق 24 مارس 2018 وقال: "رفعت منظمة مجاهدي خلق لأول مرة شعار تخطي الإصلاحيين بعد 23 مايو تحديدًا. ووصفت منظمة مجاهدي خلق؛ خاتمي بأنه مثير للفتنة لأنه كان يعتقد أن حكومة الاصلاحات مددت عمر الجمهورية الإسلامية ومنحتها الفرصة وأجلت الإطاحة بها لمدة 20 عامًا. وقد انعكست هذه الحالات في بيانات المنظمة؛ لذلك، منذ البداية، اعتبرت الإصلاحيين أكثر خطورة من الأصوليين ووصفتهم بعناصر معقدة".
ما هي الآلية التي غير المجاهدون بها هذه المعادلة؟
والسؤال المطروح الآن هو بأية آلية استطاع مجاهدو خلق أن يكون لهم مثل هذا التأثير على السياسة المهيمنة بحيث يضطر جهاز حرس الملالي إلى الاعتراف بأن: " كلمة إدارة ترامب تتواكب مع خط منظمة مجاهدي خلق الإيرانية " بمعنى أنه كيف لقوة عظمى أن تغير المسار وتعادل استراتيجيتها (حسب قول نظام الملالي) باسترايجية العدو الذي يسعى للإطاحة بالنظام (رغم أنه لم يتول السلطة بعد) ؟.
ويجب الإشارة هنا إلى أن الآلية التي تتبعها منظمة مجاهدي خلق مبنية على القاعدتين التاليتين:
أولاً : تحديد المسار الصحيح والمبدئي (رد نظام ولاية الفقيه يكمن في الحسم والإطاحة بنظام الملالي، ليس إلا).
ثانياً : الإصرار على هذا المسار ودفع الثمن على مر السنين.
عولمة "الرواية" التي انتهت بانتفاضة 2017
والآن نفس الشعار ونفس الموضوع الذي رفع في انتفاضة 2017 أي "الإصلاحي والأصولي انتهت اللعبة" أصبح يمضي قدماً في السياسات العالمية.
أمريكا نفسها التي كان وزير خارجيتها (جون كيري ) قبل 3 سنوات يرافق ظريف في المشي في لوزان وكان يوقع الاتفاق النووي؛ هي نفسها الآن تفرض عقوبات على وزير خارجية نظام الملالي، ظريف، (كواجهة للمناورة الخبيثة للإعتدال) وتقول إنه "سمسار إرهاب". ويقول مستشار الأمن القومي الأمريكي إن ظريف مشعوذ ومحتال ومارق".
ولهذه الأسباب نرى الصحيفة الناطقة باسم قوات حرس الملالي في حالة خوف وقلق و السبب تحول السياسة الأمريكية واعتبار نظام الملالي بأكمله كياناً إرهابياً وبربرياً، و ذلك يعود لتوحد كلمة أمريكا مع تقييم منظمة مجاهدي خلق.
ردود أفعال مختلفة داخل نظام الملالي في أعقاب فرض العقوبات على ظريف
لـ ليفانت نيوز - المكتب الإعلامي للمقاومة الإيرانية
ردود أفعال مختلفة داخل نظام الملالي في أعقاب فرض العقوبات على ظريف
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!