-
"جواز سفر مستعجل" حيلة النظام الجديدة لسرقة أموال السوريين
"يطاردنا حلم السفر، ومنذ بضعة أشهر ونحن نحاول الاستحصال على جواز السفر، لكن واجهتنا معوقات كثيرة، من ضمنها إيقاف استصدار جوازات السفر، وتأمين المصاريف ببيع ممتلكاتنا بثمن بخس" تقول نسرين لـ "ليفانت نيوز ( أسم مستعار لمواطنة من سوريي الداخل وتقطن في أحد أحياء دمشق).
وتتابع: "رغم توقعاتنا لقرار رفع تكلفة جواز السفر، مع فقدانه في الأشهر الماضية، لكنّ القرار جعلني مرتاحة، لأنني اقتربت من تحقيق تطلعاتي "الخروج من سوريا إلى أي مكان آخر" فالوضع لم يعد يُحتمل". وتضيف: "يريد النظام أن يسرق بقية أموالنا قدر ما يستطيع قبل "طفاشنا" من هذا البلد".
اقرأ أيضاً: مستقبل قاتم لمياه العراق.. إيران وتركيا تحجب الأنهار ومنظمات تحذّر
سياسة إغراق الشعب في دوامة من الأزمات المفتعلة ضمن أقصى درجات الحاجة والإذلال، من ثمّ اجتراح حلول قاسية مفصلة على مقاس مصالح السلطة، سياسة معروفة منذ القدم عند الأنظمة الديكتاتورية.
وهي تستهدف سحق الذات الإنسانية للجمهور تدريجياً دون تشكيل عامل صدمة، تجنباً للانفجار. ومن بعدها الإذعان لأي شئ.
وقبل أيام، أصدرت وزارة الداخلية قراراً يقضي بإمكانية الحصول على جواز السفر السوري في يوم واحد مقابل 100 ألف ليرة سورية. وذلك بعد كان يستغرق ستة أشهر.
الإفراج عن جواز السفر السوري
إذ قالت الوزارة، في تعميم صدر عنها،24 نوفمبر الحالي 2021، إن "القرار جاء لتلبية رغبة المواطنين، حيث يمكن إصدار الجواز الفوري بعد دفع رسوم 100 ألف ليرة من دون الحاجة إلى حجز دور على المنصة الإلكترونية، واستلام الجواز خلال يوم واحد".
تزامن ذلك، مع إعلان وزارة الخارجية في اليوم نفسه، الأربعاء 24 نوفمبر، عن استقبال معاملات المواطنين المقيمين خارج سوريا، مشيرةً إلى أنّ إنجاز المعاملات سيجري إلكترونيًا لدى المركز القنصلي الإلكتروني، اعتبارًا من الخميس 25 من تشرين الثاني.
كانت الوزارة قد استأنفت إصدار الجوازات منذ منتصف تشرين الأول الفائت. بعد أن توقف دام لأشهر بحجة عدم الحصول على الأحبار والأوراق المستوردة من الخارج.
حسب الموقع الرسمي لوزارة الخارجية السورية والمغتربين، فإن السعر العادي لرسوم منح أو تجديد جواز أو وثيقة سفر للسوريين ومن في حكمهم، الموجودين خارج سوريا، بشكل فوري 800 دولار أمريكي، و300 دولار أمريكي ضمن نظام الدور العادي.
سوريون في الخارج
تنتظر نور مواطنة سورية تقطن في أربيل التي تعدّ بلد عبور لمعظم السوريين الذين هربوا من الحرب والفقر في بلدهم، تنتظر تأشيرة السفر إلى أستراليا بعد أن منحتها الموافقة على احتضانها، لكنّها تواجه منذ أشهر مشكلة كبيرة تمثلت بقرب انتهاء مدّة جواز سفرها، ويُشترط في حالة السفر إلى أي دولة أخرى أن تكون المدة المتبقية لانتهاء صَلاحِيَة جواز السفر في الأقل 6 أشهر.
تقول نور لـ ليفانت نيوز: "هاتفت السِّفَارة السورية في بغداد مراراً منذ أشهر لتجديد جواز سفري وكان الرد أنّ علي الانتظار، واليوم مع القرار الجديد، أواجه مشكلة أخرى وهي تأمين مبلغ 800 دولار وهو ما لا أستطيعه، بسبب تراكم آجار البيت المرتفع الثمن" عادة" مع الإغلاق السابق خلال 2020 نتيجة فيروس كورونا، إلى جانب، العمل بأجور زهيدة بعد اكتظاظ السوريين في الإقليم".
تضيف نور: "إلى هنا تطاردنا حكومتنا معتقدةً بأنّ السوريين في الخارج يعيشون "مرفهين"، وهي على هذا تريد سلبنا أموالنا التي نكدّ بها ونتعب يومياً".
شهدت إدارة الهجرة والجوازات وفروعها في جميع المحافظات ازدحاماً شديداً من أجل الحصول على جوازات سفر، ولم تقتصر الأزمة على داخل سوريا فقط، بل واجهت القنصليات خارج سوريا الأزمة ذاتها.
اقرأ أيضاً: عدم تجريم جرائم الشرف في إيران رخصة للقتل
تبلغ رسوم الحصول على جواز السفر العادي حالياً 13 ألف ليرة سورية (حوالي 3.71 دولارات)، وقبل قرار النظام الأخير، كان سعر جواز السفر "المستعجل" داخل سوريا يبلغ 31 ألف ليرة سورية ومن المفترض أن يصدر خلال 24 ساعة بينما قد تصل مدة الحصول عليه إلى أسبوع.
يرى بعض السوريين من أن هذا القرار قد يزيد من الوقت المستغرق إلى مدة عام أو أكثر للدور العادي بغية الحصول على جواز سفر بعد أن كان يستغرق في دوائر النظام أحيانا ستة أشهر.
وبجولة سريعة على ردود فعل السوريين في فيسبوك على القرار، تظهر التعليقات حالة من السخرية السوداء، والاعتياد على تلاحق الأزمات.
ويحتل جواز السفر السوري الترتيب الأخير بقائمة الجوازات التي تسمح لحامليها بالوصول إلى وجهات من دون تأشيرة مسبقة (فيزا)، وفق مؤشر "هينلي باس بورت" لتصنيف ترتيب جوازات السفر عالمياً.
حنين جابر
ليفانت نيوز_ خاص
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!