الوضع المظلم
الجمعة ١٩ / أبريل / ٢٠٢٤
Logo
تأثير النظام الغذائي منخفض الكربوهيدرات على صحة القلب
النظام الغذائي منخفض الكربوهيدرات
كانت هناك معلومات شائعة مختلفة عن الأنظمة الغذائية منخفضة الكربوهيدرات لسنوات عدّة. ونظراً لارتفاع نسبة الدهون المشبعة في هذه الحميات، يقلق الأطباء وخبراء التغذية بشأن تأثيرها الضار المحتمل على أمراض القلب والأوعية الدموية.

في الآونة الأخيرة، وجدت دراسة جديدة نُشرت في المجلة الأمريكية للتغذية السريرية أن النظام الغذائي منخفض الكربوهيدرات والدهون المشبعة قد لا يكون سيئاً كما كنا نخشى.

اعتبرت الدراسة جميع المشاركين البالغ عددهم 164 يعانون زيادة الوزن أو السمنة، وكانوا قد انتهوا للتو من تجرِبة إنقاص الوزن لفقدان 12٪ من وزن أجسامهم. تم توزيعهم بشكل عشوائي على واحدة من ثلاث وجبات تحتوي على نسب مختلفة من الكربوهيدرات والدهون. وتم الاحتفاظ بمحتوى البروتين كما هو (عند 20٪ سعرات حرارية) للجميع.

والوجبات الثلاث تنوعت كالتالي: الوجبة الأولى أتت بنسبة منخفضة من الكربوهيدرات (20٪)، نسبة عالية من الدهون (60٪)، دهون مشبعة 21٪ من السعرات الحرارية: هذا يشبه نظاماً غذائياً منخفض الكربوهيدرات، ويحتوي على دهون مشبعة أعلى بكثير من الموصى به.

أما الوجبة الثانية: كربوهيدرات معتدلة (40٪)، دهون معتدلة (40٪)، دهون مشبعة 14٪ من السعرات الحرارية: هذا ليس بعيداً عن النظام الغذائي الأمريكي النموذجي المكون من 50٪ كربوهيدرات و 33٪ دهون، وهو مشابه تماماً لنظام غذائي متوسطي نموذجي.

صحة القلب

بينما الوجبة الثالثة فاحتوت على نسبة عالية من الكربوهيدرات (60٪)، دهون قليلة (20٪)، دهون مشبعة 7٪ من السعرات الحرارية. وهو نظام غذائي نموذجي عالي الكربوهيدرات، بما في ذلك الكثير من الحبوب والخضروات النشوية، والفواكه أو العصائر.

وجد الباحثون أنه في نهاية تناول هذه الحميات لمدة خمسة أشهر، لم يكن لدى المجموعة منخفضة الكربوهيدرات، التي استهلكت أيضاً أكبر كمية من الدهون المشبعة التي يُفترض أنها مقلقة، أسوأ علامات الدَّم لأمراض القلب والأوعية الدموية. لم تكن كمية الكوليسترول الجيد والضار في الدَّم مختلفة عن المجموعات الأخرى.

في الواقع، تم أيضاً تحسين درجة مخاطر القلب والأوعية الدموية LPIR واثنين من علامات المرض الأخرى (Lp (a) و adiponectin) أكثر في هذه المجموعة. يبدو أن هذا يشير إلى أنه يمكننا المضي قدماً وعدم القلق بشأن الدهون المشبعة التي تترافق عادةً مع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات.

اقرأ أيضاً: 7 عادات صحية يجب التوقف عنها بعد سن الستين

وعلى الرغم من أن النظام الغذائي كان يحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة، فإنه يحتوي أيضاً على نسبة عالية من الدهون الصحية المتعددة وغير المشبعة الأحادية. كان اللحم عبارة عن مزيج من كميات أعلى من (السلمون) الصحي وكمية صغيرة من الخيارات غير الصحية (السُّجُق).

يبدو أنه من بين مجموعة صغيرة نسبياً من الأشخاص الذين يتمتعون بصحة جيدة، لا يبدو أن الكميات العالية من الدهون المشبعة في سياق نظام غذائي صحي تؤثر سلباً على بعض مؤشرات مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية على المدى القصير. ومع ذلك، هناك أدلة كثيرة تشير إلى أن النظام الغذائي الذي يتكون من أطعمة صحية وكميات معتدلة من الكربوهيدرات والدهون يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بهذه الأمراض.

إنّ الوقاية من الأمراض عملية طويلة الأمد، يَجِبُ ألاّ يكون النظام الغذائي الصحي فعالاً فحسب، بل يجب أن يكون أيضاً مرناً بدرجة كافية حتى يلتزم به الأشخاص على المدى الطويل. لذلك، قد يكون اتباع نظام غذائي صحي بكميات معتدلة من الكربوهيدرات الصحية والدهون الصحية الوفيرة هو الأسهل لتحقيق صحة جيدة. وقد تكون النظم الغذائية منخفضة الكربوهيدرات واعدة، ولكن هناك حاجة إلى مزيد من الاختبارات طويلة المدى.

ليفانت نيوز_ health.harvard

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!