الوضع المظلم
الخميس ٢٤ / أكتوبر / ٢٠٢٤
Logo
  • بقصف عشوائي.. تركيا تستغل أحداث أنقرة للتصعيد شمال سوريا

  • يعكس التوقيت المريب للتصعيد العسكري سعي تركيا لاستغلال أحداثها الداخلية لفرض أجندتها التوسعية في المنطقة، فيما تؤكد سياسة القصف العشوائي للمناطق المدنية نهج أنقرة في استخدام العنف المفرط
بقصف عشوائي.. تركيا تستغل أحداث أنقرة للتصعيد شمال سوريا
عملية عسكرية تركية شمال سوريا/ ليفانت نيوز

صعدت القوات التركية عملياتها العسكرية في شمال وشرق سوريا، مستهدفة مناطق مدنية متفرقة بقصف مدفعي وجوي كثيف، في تزامن مثير للشكوك مع الهجوم الذي استهدف منشأة عسكرية في أنقرة.

وطال القصف العنيف مدينة كوباني الاستراتيجية التي تمثل رمزاً للصمود الكردي في مواجهة تنظيم داعش الإرهابي، كما استهدف محيط بلدة تل رفعت وريف مدينة منبج شمال حلب، ومناطق في ريف تل أبيض شمال الرقة، وصولاً إلى منطقة كوجرات في ريف مدينة ديرك أقصى شمال شرق سوريا.

وتأتي هذه الهجمات في سياق سياسة تركية ممنهجة تهدف إلى تقويض أي استقرار في المناطق ذات الغالبية الكردية، خشية تأثيرها على الوضع الداخلي التركي، خاصة مع تنامي المطالب الكردية بحقوق متساوية في سوريا المستقبل.

اقرأ أيضاً: نساء كاخرة يقدن احتجاجات ضد انتهاكات مليشيات تركيا في شمال سوريا

وتستغل أنقرة الهجوم على شركة الصناعات العسكرية "توساش"، الذي أسفر عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة 14 آخرين، كذريعة لتصعيد عملياتها العسكرية، في محاولة لربط أحداثها الداخلية بالوضع في سوريا.

ويؤكد مراقبون إن تركيا تتجاهل في عملياتها العسكرية كافة القوانين والمواثيق الدولية التي تحظر استهداف المدنيين، مستخدمة سياسة العقاب الجماعي ضد السكان المحليين في محاولة لكسر إرادتهم وإجبارهم على التخلي عن تطلعاتهم المشروعة.

وحسب المراقبين، يكشف التصعيد المفاجئ عن قلق متزايد لدى صناع القرار في أنقرة من تنامي الوعي السياسي والثقافي في المناطق الكردية السورية، وتأثيره المحتمل على المشهد السياسي التركي الداخلي الجاهز ليكون مضطرباً.

وتتزامن هذه العمليات مع مساعي تركية حثيثة لعرقلة أي حوار سوري-سوري حول مستقبل المناطق الكردية، في محاولة لفرض رؤيتها الأحادية على المشهد السوري ومنع أي تطور ديمقراطي قد ينعكس على الداخل التركي.

وتثير سياسة القصف العشوائي مخاوف جدية من كارثة إنسانية في المناطق المستهدفة، خاصة مع استمرار استهداف البنى التحتية والمرافق الحيوية، في نمط يؤكد سعي أنقرة لتفريغ هذه المناطق من سكانها الأصليين.

ويرى مراقبون أن التصعيد التركي الحالي يهدف إلى تقويض أي مشروع للحكم الذاتي في شمال سوريا، في استراتيجية تتجاوز الأهداف العسكرية المعلنة إلى محاولة فرض واقع ديموغرافي وسياسي جديد في المنطقة.

ليفانت-متابعة

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!