الوضع المظلم
الثلاثاء ١٦ / أبريل / ٢٠٢٤
Logo
  • بروباغندا الممانعة الكاذبة في موضوع النازحين السوريين

بروباغندا الممانعة الكاذبة في موضوع النازحين السوريين
جوسي حنا خليفة

لطالما كان موضوع النازحين السوريين شماعة يتناولها محور الممانعة، وخاصة التيار الوطني الحر لاتهام القوات اللبنانية بالسعي لإبقائهم في لبنان إلاّ أن الحقيقة معاكسة تماماً.
‏ 
‏بداية، إنّ الحكومة التي بعهدها بدأ دخول النازحين السوريين إلى لبنان كانت حكومة الرئيس نجيب ميقاتي في العام 2011 وكانت جميعها من فريق ٨ آذار وكان لتكتل التغيير والإصلاح وحده 11 وزيراً فيها، ولم يتحرك حينها التيار لوقف هذا النزوح.

‏من بعدها، عيّن التيار الوطني الحر في عدة حكومات عدة وزراء للشؤون الاجتماعية ووزراء لشؤون النازحين، من بينهم الوزير صالح الغريب الذي زار سوريا مرات ومرات ولم يتمكن من إعادة نازح سوري واحد.

‏يتهمون وزراء الشؤون الاجتماعية، بيار بو عاصي وريشار قيومجيان، بالتواطوْ، فهل يمكنهم أن يخبرونا ماذا فعل وزراء الشؤون الاجتماعية التابعون للتيار الوطني الحر بموضوع النازحين؟ الحقيقة هي إنّ وزارة الشؤون الاجتماعية ليست سوى صلة وصل بين المنظمة الدولية UNHCR لا أكثر ولا أقل.

‏كذلك استلم التيار الوطني الحر وحلفاؤه الحكم بشكل شبه تام وكامل منذ عام ٢٠١٦ من خلال رئيس للجمهورية وكان لديهم أغلبية في الحكومات والمجلس النيابي ولم يعدّوا أو ينفذوا أي خطة لإعادتهم بل ذهبوا إلى مؤتمر ميونخ للنازحين ممثلين بالوزير إلياس بو صعب، حيث رفضوا قيام مناطق آمنة في الداخل السوري برعاية وحماية أممية إن لم يوافق عليها بشار الأسد.

‏كذلك أعلن حزب الله عن تأليف لجان للعودة إلا أن خطوته اختصرت على إعادة عدد ضئيل منهم لا أكثر.

‏أما القوات اللبنانية فقد طالبت عبر رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع بخطاب متلفز في قداس شهداء المقاومة اللبنانية، في أيلول ٢٠١٨، بإنشاء مناطق آمنة داخل الحدود السورية على أن تكون تحت رعاية أممية لحماية النازحين من النظام السوري وداعش، كما واقترح على الدول التي ليس لديها أزمات اقتصادية أن تقوم بتوزيعهم على أراضيها لتخفيف العبء عن الدولة اللبنانية، كذلك اقترحنا عبر وزير الشؤون الاجتماعية ريشار قيومجيان خطّة لإعادتهم عدّة مرّات لم يتم وضعها على جدول أعمال مجلس الوزراء حتى لمناقشتها، لم نكتفِ بذلك، فقد طالبنا بإسقاط صفة لاجىء عن كل من صوّت لبشار الأسد في الانتخابات الرئاسية السورية، كذلك لكل من يدخل إلى سوريا ثم يعود.

‏شاركنا نظرتنا في موضوع حل أزمة النازحين مع عدد من المسؤولين الأمميين كسفيرة الاتحاد الأوروبي أنجيلينا إيخهورست بعد لقاء مع الدكتور جعجع في ٣٠ تموز ٢٠١٣ كما كررنا المطالبة مع السفير الأميركي ديفيد هيل في ٥ تشرين الأول ٢٠١٣.

ختاماً.. إنّ الحقيقة هي أنّ محور الممانعة، وخاصة التيار الوطني الحر، اكتفى بالكلام والشعارات والمواعظ الفارغة ولم يُبادر أحد منهم إلى إجراء أيّ تحرّك جديّ تجاه حليفهم السوري أو تجاه الجهات الدولية المعنية لحلّها، وخاصة بواسطة وزارة الخارجية التي كانت بيد العهد طيلة ولاية عون الرئاسية، واستثمروا بملف النازحين منذ بداية الازمة فحوّلوه إلى أداة لصالح النظام السوري لأجل تعويمه وفتح علاقات دبلوماسية معه لفك عزلته.

‏يبقى أنّ أكثر مُسبّبين لأزمة النزوح السوري إلى لبنان هما النّظام السوري وحزب الله الذي ساهم إلى جانب بشار الأسد في قتل المواطنين السوريين مما دفعهم باللجوء إلى لبنان وغيره من الدول هرباً من بطش سفاح الشام والميليشيات الإيرانية المتحالفة معه.

‏ ليفانت - جوسي حنا خليفة

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!