-
أفاعي السوء وباعة الكذب في مهب الريح (50)
-
كهنة ولاية الفقيه وعبودية المرأة؛ رأس الأفعى في إيران؟
الإسلام دين قيمٍ وأخلاق تعزز العبادات من فرائض وسنن وليست بمعزلٍ عنها إذ يقول نبي الإسلام عليه وآله وأصحابه الصلاة والسلام الصلاة "إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق" وتمام الشيء زينته وكماله، ولقد كتب الله وفرض مكانة عليا للمرأة وجعل لها قدراً رفيعا منذ خلقها، وجعلها شريكة الوجود وكتب على الرجل رعايتها وحمايتها واحترامها وفق قوله سبحانه وتعالى (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض) ، ولا يُدرك قدر المرأة إلا من صان مروءته وإنسانيته وكرَمَ واحترم ذاته وأطاع ربه وشكر أنعمه.
من عرف الإسلام عرف وأدى حقوق النساء زوجةً وأم وابنة وأخت وجارة ومعلمة ومربية وإنسانة لا يكتمل وجوده الكريم إلا بها؛ ومن آمن بالله ورسوله وبكتابه يعرف ويقدس مكانة المرأة ويفيها حقها، فقد كرم الإسلام المرأة وامتدحها الله العزيز الجبار ورفع قدرها وأوصى بها، ويقول القرآن الكريم عدلا وإنصافاً بحق المرأة: (للرجال نصيبٌ مما اكتسبوا وللنساء نصيبٌ مما اكتسبن) وفي آية أخرى يقول: (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف)، وكذلك قول الله تبارك وتعالى:( ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن) ثم قول الرسول (ص) "استوصوا بالنساء خيراً" وقوله " رفقاً بالقوارير" كذلك قوله صلوات الله وسلامه عليه وآله : " أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وخياركم خياركم لنسائهم" ... ولو نظر المدعون جيدا إلى وفاء الرسول للمرأة وعطفه عليها وتكريمه لها وكان فيهم ذرة من مروءة لاستحوا من أنفسهم وأفعالهم معاناة المرأة الإيرانية
لا يمكن لسطور محدودة أن تعبر عن معاناة المرأة الإيرانية في ظل حكم الكهنة في إيران، ووفقاً لما ورد أعلاه في مضمون هذه المقالة البسيطة لا يمكن لهؤلاء الكهنة أن يكونوا على صلة بالإسلام أو الإنسانية وقد نالوا أكثر من غيرهم من الإسلام والإنسانية من خلال نهجهم الطغياني الاستبدادي من أجل السلطة، وقد كانت المرأة التي كرمها الإسلام الذي تدعي به كهنة ولاية الفقيه مِن أكثر مَن عليه الظلم والإجحاف في نفسها وكرامتها وحياتها، وأبنائها وإخوانها الذي قضوا نحبهم إما تحت مقاصل الإعدامات أو في جبهات حروب الباطل أو في غياهب السجون أو في مهالك الاغتراب وسمم بناتها وقتل أطفالها وسائر أبنائها في الشوارع ونكل بها وسجله في هذا المجال مشهور ومعروف للقاصي والداني، ومن النساء من فقدن أسرهن بالكامل ويقبعن في غياهب السجون لأنهن طالبن بحقوق ذويهن الذين أُعدِموا بالباطل في مجازر الإبادة الجماعية ومن هؤلاء النسوة السجينة السياسية المنكوبة الصابرة مريم أكبري فرد، وأمهات شهداء الانتفاضة اللائي يقبعن في ظلمات السجون أو قيد الإقامة الجبرية، وغيرهن كُثُر.
تعاني المرأة من ممارسات نظام تنعدم فيه القيم والحقائق مارس عليها الإكراه في ملبسها وكافة جوانب حياتها ولم يترك لها خياراً في شيء.. استعبدها وسلب حريتها ورأيها ونكل بها وشوه دينها وعقيدتها ومسها فيها وفي كامل وجودها وبلغ المساس بشرفها في الشوارع وفي أماكن العمل والأسواق وفي السجون تحت التعذيب الأمر الذي لم يعد تحتمله المرأة وكافة أفراد الشعب وأدى إلى تأجج انتفاضة الشعب الإيراني بقيادة المرأة، ولم يتمكن الكهنة من إطفاء جذوتها ولن تنتهي.
لم تقتصر تلك المعاناة على المرأة الإيرانية بل امتدت إلى المرأة في دول الجوار حيث يتمدد نظام الكهنة من خلال آفات الأرض الموالية له في العراق وسوريا ولبنان واليمن، وأشد المعاناة اليوم هي معاناة نساء فلسطين التي تسبب ويتسبب فيها كهنة إيران، وكم أوردت من الآيات والأحاديث والأمثلة لن يستوعبها أولئك المفسدين الذين فقدوا بصرهم وبصيرتهم، وهنا في هذا النص لا أقصد أن الاستدلال بالنصوص العقائدية على شيء بل أضع هذه النصوص بيد القارئ البصير ليطابقها مع واقع ما تتعرض له المرأة في إيران والبلدان الخاضعة لسلطان الكاهن الأكبر ليخرج القارئ من خلال تلك المطابقة بالحقيقة مستعدا للمواجهة احتواءً للمخاطر التي يحيكها الملالي لبلدان وشعوب المنطقة.
ليس كل من ادعى الإسلام بمسلم ولا يمكن لفاقد آدميته ولم يسلم الناس من لسانه ويده أن يكون مسلماً.. وللحديث بقية.. وإلى عالم أفضل.
ليفانت: د. محمد الموسوي
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!