الوضع المظلم
الخميس ٠٩ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
أردوغان يقامر بأرواح السوريين
علي الأمين السويد

بتاريخ 5 آذار 2020 قام الإرهابي بوتين بإذلال الإرهابي أردوغان حين فرض عليه توقيع اتّفاق رضوخ بتسليم طريق M4 للنظام وهو الذي كان يتبجّح في شباط الماضي بنيّته دحر النظام و كرشه خلف نقطة مورك حربا أو سلمى. بأرواح السوريين


كان أردوغان قد أوعز لجبهة النصرة الإرهابية بأن تصدر بياناً حول الاتفاق تعلن فيه موافقتها على الهدنة وتعلن أيضاً تأييدها لنتائج القمّة التركية الروسية. وبالفعل وبتاريخ 7آذار 2020 أصدرت النصرة بيانا مليئاً بالحشو واللّف والدوران إلا أنّه يفهم منه وبشكل واضح بأنّها موافقة على الهدنة.


ومع مرور الأيام الثلاثة الأولى لعودة أردوغان إلى تركيا جارّاً أذيال الخيبة والذل والمهانة راح أردوغان يسمع كلاماً من قادة المعارضة أقسى من الرصاص، وراحت قواعده الحزبيّة تدخل في حيص بيص.


فما كان من قادة الحزب إلا التفكير في محاولة رأب الصدع الداخلي. وقدّرت إدارة أردوغان بأنّه ليس هنالك طريقة تجعل أردوغان يتملّص من اتفاقية الذل مع بوتين إلّا بجعل أدواته المسلحة ترفض مرور الدوريات الروسيّة على M4.


و بتاريخ 13 و14 آذار 2020 أوعزت المخابرات التركيّة إلى عملائها قادة جبهة النصرة الإرهابيّة بتنفيذ اعتصامات "مدنية" على طول طريق M4.


بتاريخ 15 آذار 2020 فشلت الدوريات الروسيّة بإكمال طريقها بسبب المعتصمين وصرّح المسؤولون الروس بأنّ سبب اختصار مهمة الدوريات الروسيّة هو: "استخدام الفصائل الإرهابيّة التي لا تخضع لتركيا المدنيين كدروع بشريّة على الطريق لمنع مرور الدوريات الروسية". بأرواح السوريين


من الواضح بأنّ الرّوس أعطوا الأتراك مرة أخرى مهلةً لا يُعرف مدتها، لتنفيذ الاتفاق وإلا فسيتمّ الهجوم العسكري الذي تمّ تأجيله.

من غير المعروف ما هي خطّة أردوغان التالية، هل سيكتفي بعدم الاشتراك في تنفيذ الاتفاق و السماح لروسيا بمعاودة الهجوم على باقي مناطق إدلب كما حدث اليوم من قصف مدفعي من جورين على كنصفرة في جبل الزاوية، أم إنّه سيحرق روسيا مع النظام حسب أقوال السلطان في شباط المنصرم؟


من المؤكّد إنّ المهجّرين و النازحين الأربع ملايين في إدلب أصبحوا عبارة عن أدوات يستخدمها أردوغان لترميم إخفاقاته السياسية المثيرة للسخرية و المؤلمة بذات الوقت حيث إنّ هذه التصرفات المستهترة بحياة السوريين لا تختلف عن نظرة النظام الأسدي إلى الشعب السوري. ليفانت


ليفانت - علي الأمين السويد


 

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!