الوضع المظلم
السبت ١١ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
آخر الخط للنظام الإيراني أم ماذا؟
فرید ماهوتشي

ماذا يجري حاليا للنظام الإيراني ولاسيما بعد ماقد نجم وتداعى عن تصرفاته وأفعاله تزامنا مع الحرب الدامية والمأساوية في غزة؟ هل إن الظروف مواتية لهذا النظام في ظل المرحلة الصعبة والمعقدة الحالية کما کانت في المرات السابقة؟ الإجابة على هذين السٶالين يقودنا شئنا أم أبينا الى حقيقة بالغة الأهمية وهي إن هذا النظام قد دخل منعطفا خطيرا جدا ولاسيما بعد أصطدامه بباکستان والرد القاسي الذي تلقاه، والذي يدل على إن هذا النظام الذي حاول أن يصور نفسه للمنطقة والعالم من إنه مارد فيما لو إنطلق من قمقمه، ولکن الرد الباکستاني أثبت بأنه ليس أكثر من جرذ مذعور وليس کما سعى ويسعى من أجل تصوير نفسه.

هناك موضوعان مهمان مرتبطان ببعضهما من حيث إطباقهما على هذا النظام، الموضوع الأول، إن هذا النظام وعلى الصعيد الداخلي قد وصل الى حد صار يعلم بأن الشعب يکن له کراهية استثنائية وإنه عازم على إسقاطه وإلحاقه بسلفه نظام الشاه، أما الموضوع الثاني هو إن هذا النظام صار أمره على الصعيد الدولي مکشوفا من حيث کونه مصدر اختلاق الأزمات وإثارة الحروب ومن إنه يلعب الدور الأخطر في العبث بالأمن والاستقرار على صعيد المنطقة بشکل خاص بما يمهد للتأثير السلبي على السلام والأمن العالمي.

لکن، من الضروري هنا الإشارة الى وجود ترابط بين الموضوعين، ذلك إن النظام يستخدم العامل الخارجي من أجل السيطرة على الداخل أو على الأفل تهدئته، غير إنه وعندما يتمادى الى حد مهاجمته لثلاثة دول ويتصرف بهکذا رعونة غير مسبوقة، فإن ذلك يدل على صعوبة أوضاعه الداخلية وخوفه الکبير من أن لايبقى ماسکا لزمام الأمور خصوصا وإن سقوط هيبة الولي الفقيه والهاتف بموته والسقوط للنظام، يٶکد بأن الشعب صار يرفض کل الخيارات والألاعيب والمسرحيات المختلفة التي يتقنها هذا النظام في سبيل الخداع والتمويه لضمان بقائه ولايرضى بأي خيار سوى خيار إسقاطه.

المطلب الشعبي العام في إيران بالأضرار على إسقاط النظام، هو المطلب الأکثر الالحاحا والذي يجب على بلدان المنطقة والعالم الانتباه له وأخذه بنظر الاعتبار والأهمية لکونه الأکثر تأثير على النظام بل إنه الهاجس الذي کان ولازال النظام مهووسا به، وإن الحقيقة الأهم في ضوء ذلك هي إن هذا النظام لم يصل داخليا فقط الى آخر الخط بل وحتى إقليميا ودوليا، وإن الاستمرار على الرهان عليه هو رهان سينقلب سلبا على کل من يقوم به، ذلك إن هذا النظام لايهمه أحدا سوى مصلحته الخاصة في البقاء والتي يعتبرها فوق کل شئ آخر وهو مثل الضبع تماما لايمکن أبدا الرکون والاطمئنان عليه، فهل وصلت الرسالة؟!

ليفانت: فرید ماهوتشي

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!