الوضع المظلم
الأربعاء ١٨ / سبتمبر / ٢٠٢٤
Logo
العهود
العهود

أسامة احمد ضناويكاتب لبناني


يتغني انصار الرئيس اللبناني ميشال عون بأن العهد قوي قي لبنان، قوي بقوة زعيمهم الذي أتت به التسويات وموازين القوى غير المتكافئة رئيساً.



العهد القوي الذي يحدثنا عنه أنصار الرئيس لا نملك فيه نحن اللبنانيين حقاً في العمل، إذا جمّد أركانه توظيف العشرات بحجة التوازن الطائفي.


العهد القوي نفسه لا نملك فيه نحن اللبنانيين حقاً بالاستشفاء ولا كهرباء أو ماء، حتى أن النفايات صارت أزمة تتقاذفها الالتزامات والتنفيعات بين منطقة وأخرى.


العهد القوي، نعيش فيه أصعب أيامنا الاقتصادية والمالية، زادت فيه نسبة البطالة وأصبحت مشكالنا الديبلوماسية مع الدول الشقيقة والصديقة أمراً معتاداً.


العهد القوي الذي نعيشه، لا سلطة لكل الأجهزة الأمنية الشرعية على كل الأرض اللبنانية، فيه استباح حزب الله كل شيء حتى التشكيلة الحكومية فجاء بممثلين له من كل الطوائف يعبثون ويعطلون عند كل مناسبة.


أكثر ما يحتاجه اللبنانيون اليوم هو عهد يفتح لبنان أمام الاستثمارات، وبيئة آمنة لا يعكرها وجود سلاح يحوّل نعيم الأمن في لحظة الى بلد على حافة حرب قد تدمر كل شيء.


يحتاج اللبنانيون سلطة للدولة على كل شيء، لا تستنسب المشاكل والأحداث ولا تطوي صفحات مؤلمة بجلسات مصالحة زعاماتية عادة ما تنتهي باتفاقات على مصالح اللبنانيية وحقوقهم.


عاش الشمال اللبناني آخر أيام الشهر الماضي أسابيع من قطع للطرقات والمنافذ بحجة انقطاع التيار الكهربائي عن مناطقه، ويتحدث العارفون عن أن 60% من عجز الموازنة اللبنانية هو في قطاع الكهرباء وقد رفضت الدولة اللبنانية مساعدة شركات عالمية لحل هذه المشكلة لأسباب يقول البعض بانها مرتبطة بتنفيعات في عقود الصيانة والتشغيل تنتفع منها جهات مرتبطة بأحزاب سياسية لبنانية.


البطالة صارت عند أعلى مستوياتها في البلاد، ففرص العمل والاستثمار غائبة والحكومة تنتظر تمويل الجهات المانحة وسوق العمل العربي والعالمي يعاني.

النفايات ملأت شوارع البلاد، لا حلول جذرية إنما حلول مؤقتة رفضها المواطنون لأنها تضر بصحتهم وبالبيئة بشكل مباشر.


لا سلطة للدولة على أي شيء، حتى القرار السياسي مرتبط بالتوافق لأن سلطة السلاح غير الشرعي أقوى من أي سلطة، وارتباطات هذا السلاح الأقليمية والعقائدية تطرد أي فرصة تشجيعية للتعاون في مجالات الاستثمار والسياحة وغيرها.


العهد في لبنان ليس قوياً، إنما هو مقدمة لعهود أخرى سيعيش فيها اللبنانيون في القحط، وستتحول فيها المطالب بأدنى مقومات العيش الكريم إلى أحلام بهجرة قريبة إلى بلد يحترم الناس ويخفف عنهم ضغط الحياة.

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!