-
أكاديمي عراقي لـليفانت: الحرب الإيرانية الإسرائيلية مستبعدة.. لكنها ممكنة
ما تزال الهجمات الاستفزازية الإيرانية في مياه الخليج العربي وبحر العرب، ومناطق أخرى من العالم، تثير الاستهجان الإقليمي والعالمي، في ظل ارتفاع لغة التهديد والوعيد، بين إسرائيل وطهران تحديداً، وهو ما يفتح باب التساؤلات حول مآلات تلك المواجهة اللفظية، واحتمالات تحولها إلى صدام حقيقي، قد يشعل منطقة هي في الأساس من أسخن مناطق العالم بالوقت الراهن، من حيث بؤر الصراع، التي يأخذ بعضها شكل الصراع الطائفي، وبعضها الآخر شكل الصراع العنصري. عراقي
وبالصدد، التقت ليفانت نيوز مع الدكتور مثنى العبيدي، الأكاديمي العراقي المتخصص في الشؤون الإقليمية والدولية، حيث أجاب عن جملة استفسارات، مرتبطة بصراع طهران وتل أبيب، ومنها تقييمه للهجوم على سفينة قبالة سواحل سلطة عمان شمال بحر العرب، في التاسع والعشرين من يوليو الماضي، والتي أكد مسؤولون إسرائيليون، أن إيران مسؤولة عنها، عبر مهاجمتها بطائرة مسيرة.
إيران ماضية في سياستها
وقال العبيدي لـ ليفانت، حول ذلك، إن "الهجوم على السفينة الإسرائيلية، ليس الاستهداف الأول الذي تقوم به إيران ضد بواخر وأهداف أمريكية أو إسرائيلية أو خليجية بشكل مباشر أو من خلال وكلائها من جماعات مسلحة في دول المنطقة، ما يعني أن إيران ماضية في سياستها ووسائلها بغض النظر عن تغيير شخص الرئيس فيها، سواء كان إصلاحياً أو محافظاً".
اقرأ أيضاً: تميم وآل مرة.. فضح المُحاولات الزائفة لتحسين صورة قطر
وحول ما قاله وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لابيد، في الثامن عشر من يوليو، من أن طهران تواصل التخطيط لأعمال إرهابية في كلّ أرجاء العالم، وإمكانية أن تتجاوز الهجمات الإيرانية منطقة الخليج العربي، ذكر العبيدي أن "الهجمات التي تقوم بها إيران ضد خصومها الإقليميين والدوليين، لا تنحصر بمنطقة الخليج العربي فحسب، ولكن هذه الهجمات تتحكم في مسألة القيام بها، أوضاع إيران الداخلية والخارجية".
مؤكداً: "فعندما تجد إيران أن من مصلحتها استخدام الوسائل العنفية، فأنها لا تتوانى عن ذلك سواء في المنطقة أو خارجها".
الحرب.. لا يرغب بها الطرفان
وبخصوص ما قاله وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، في الرابع من يوليو، من أن "إسرائيل ليست مستعدة لقبول أنشطة إيران السلبية في المنطقة، ومصممة على منع إيران من أن تصبح دولة نووية"، وهل يعني ذلك، أن لإسرائيل خطوط حمراء ستتوجه عقبها للحرب، رأى العبيدي أنه "قد تحصل مناوشات بين إيران وإسرائيل، وتحصل استهدافات لمصالح وأهداف كل منهما من قبل الآخر".
لكن مسألة قيام حرب بين الطرفين، وفق العبيدي، "لا يرغب بها الطرفان، في ظل معطياتهما الحالية، على الرغم من أنها ليست مستبعدة في المستقبل".
اقرأ أيضاً: على الطريقة التركية.. لوكاشينكو يُكرر ابتزاز أوروبا باللاجئين
وبالصدد، يمكن الإشارة إلى طلب الجيش الإسرائيلي، في الخامس عشر من يوليو، زيادة ميزانيته بمليارات الشواقل، بهدف تعزيز قدرته على القيام بهجوم محتمل في إيران، وهو ما لم يقع كما هو معلوم، الأمر الذي يرجعه الأكاديمي العراقي في حديثه لليفانت، إلى كون أن "إسرائيل تستهدف المصالح الإيرانية والجماعات الموالية لإيران متى ما سنحت الفرصة لها، أو متى ما وجدت أهدافاً إيرانية سهلة الاستهداف بالنسبة لإسرائيل حتى وإن تأخر الأمر".
مستكملاً: "إن إسرائيل تحاول أن تظهر إيران بأنها المعتدي والمهدد للسلام والأمن الدوليين، ولخطوط نقل الطاقة المهمة في المحافل الدولية، حتى تظهر إسرائيل أن أي خطوات لاستخدام القوة ضد المصالح الإيرانية تبدو "مشروعة" للمجتمع الدولي".
الحاجة إلى المزيد من إضعاف إيران
وفي ظل تلك المعادلات الدولية المعقدة، أشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، في السادس عشر من يوليو، بأن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تبحث إمكانية أن تضطر تل أبيب لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية في المستقبل القريب، وهو ما عقب عليه العبيدي، بالقول: "إسرائيل لديها سابقة باستهداف المنشآت النووية في المنطقة، التي تتمثل باستهداف مفاعل تموز النووي في العراق عام ١٩٨١، ولديها الإمكانيات اللازمة لذلك، ولا يستبعد أن تستهدف إسرائيل المنشآت النووية الإيرانية".
موضحاً: "لكن على ما أعتقد، فإن الظروف غير مواتية لإسرائيل لمثل هكذا أمر في الوقت الحاضر، وإنما تحتاج إلى المزيد من إضعاف إيران، حتى لا يكون رد فعلها مؤثراً ضد إسرائيل".
اقرأ أيضاً: حرائق تركيا.. محاولات للاستغلال السياسي وأخرى للتنصّل
وحول ما وصل إليه التباحث الأمريكي الإسرائيلي البريطاني للرد على إيران، خاصةً أنهم صرحوا بضرورة محاسبة إيران على تعدياتها في البحر، بيّن الأكاديمي العراقي بأنه لا يعتقد أن "التباحث الثلاثي الأمريكي البريطاني الإسرائيلي بخصوص الرد على هجمات إيران قد توقف، ولكن مستمر وإن لم يكن بشكل علني، وأن إيران ستتعرض لاستهدافات ضد مصالحها، في مختلف المجالات الواقعية أو السيبرانية، ولكن بشكل متأنٍّ غير مستعجل".
هذا واستناداً إلى التقارير الإسرائيلية، فإن استمرار إيران باستفزازها سينتهي في نهاية المطاف بحرب شاملة بين الجانبين، ولعل ذلك ما دفع إيران لإنكار مسؤوليتها عن حادثة مُهاجمة الناقلة النفطية قبالة سواحل سلطة عمان شمال بحر العرب، رغم أن الهجوم بحد عينه فعل مُحبذ في العقيدة القتالية الإيرانية، التي لا يكلّ مناصروها عن ترديد شعارات الموت لأمريكا والموت لإسرائيل، ليل نهار.
ليفانت-خاص
إعداد وتحرير: أحمد قطمة
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!