الوضع المظلم
الأحد ٢٨ / أبريل / ٢٠٢٤
Logo
  • ناجون من مذبحة مالي.. مرتزقة روس متورطون في إبادة جماعية

ناجون من مذبحة مالي.. مرتزقة روس متورطون في إبادة جماعية
صورة تعبيرية. SHUTTERSTOCK

في يوم السوق ببلدة مورا وسط مالي عندما نزلت القوات المالية مدعومة بمرتزقة بيض بطائرات هليكوبتر فتحتوا النار على السكان، حَسَبَ روايات شهود عيان. رأى أمادو، وهو صاحب كشك، الجنود في جميع أنحاء المدينة صباح 27 مارس / آذار، وهرب إلى المنزل. اعتقلوه بعد ساعات واقتادوه إلى ضفة نهر في ضواحي المدينة، حيث جلس آلاف الرجال وأيديهم مقيدة.

وقال أمادو وشاهدان آخران لرويترز إن الرجال ظلوا خلال الأيام الأربعة التالية تحت أشعة الشمس الحارقة مع القليل من الطعام والماء وشاهدوا الجنود وهم يأخذون المجموعات جانبا تدريجيا ويقودوهم إلى حافة مقبرة جماعية ويطلقون النار عليهم.

قال: "ما حدث لا يمكن تصوره"، وقد اجتاحه الإرهاق والعاطفة. "جاؤوا وأخذوا 15 أو 20 شخصاً ورصفوهم في صف. أجبروهم على الركوع وأطلقوا عليهم الرصاص". وأدلى الشهود بإفاداتهم في العاصمة المالية باماكو.

وأضافوا إن معظم الجنود الذين قتلوا المدنيين هم من الماليين. لكنهم قالوا إن العشرات من الرجال البيض الذين يرتدون زيا الجيش، وتحدثوا عما يعتقد السكان أنهم عناصر روس شاركوا بنشاط. إذ إن التحدث باللغة الفرنسية على نطاق واسع في مالي، لكن جنود الحكومة والرجال البيض يتواصلون بلغة الإشارة لأنهم لا يتحدثون نفس اللغة.

وأشار أربعة شهود إن الرجال البيض كانوا أول من نزل من المروحيات وفتحوا النار على السكان الفارين. ولم يتسن لرويترز التحقق من رواياتهم بشكل مستقل أو زيارة بلدة مورا التي يقطنها عشرة آلاف شخص وتسيطر عليها جماعة إسلامية مرتبطة بالقاعدة.

وقال الجيش المالي إنه قتل 203 مسلحين خلال عملية عسكرية في مورا. وتنفي تقارير عن إعدامات ولم ترد على طلب من رويترز للتعليق. لم يتسن الوصول إلى مجموعة فاغنر، وهي مقاول عسكري روسي خاص بدأت العمل منذ عهد قريب مع الجيش المالي.

لكن شهادات الشهود عززت الأدلة التي جمعتها منظمة هيومن رايتس ووتش ومقرها نيويورك، التي زعمت الأسبوع الماضي أن الجنود الماليين بمساعدة روس مشتبه بهم قتلوا حوالي 300 مدني في مورا.

وأثارت التقارير مخاوف من أن وجود فاغنر سيزيد من زعزعة استقرار مالي، وهي دولة فقيرة وجافة تضم مجموعات مرتبطة بالدولة الإسلامية والقاعدة قتلت الآلاف في مالي وبوركينا فاسو والنيجر المجاورتين.

عارضت القُوَى الغربية بشدة تدخل فاغنر، محذرة من أنه قد يؤجج العنف. واتهمت الأمم المتحدة الجماعة بقتل مدنيين في أثناء عملها في جمهورية إفريقيا الوسطى. نفى المسؤولون الروس تقارير عن انتهاكات.

وفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على الجماعة التي يقول إنها تعمل نيابة عن الكرملين. وتنفي موسكو العلاقات.

يقول السكان إن منطقة مورا الواقعة في السهل الفيضي لنهر النيجر، كانت خارج سيطرة الحكومة منذ سنوات. ويفرض المتشددون الشريعة ونظام الضرائب الخاص بهم ويضغطون على الرجال لقص سراويلهم وإبقاء لحاهم طويلة. وقال السكان إنهم يزورون البلدة لشراء الطعام لكنهم يعيشون في الأدغال.

وأفادوا لرويترز إن بعضهم جاء إلى السوق في 27 مارس آذار. قالت هيومن رايتس ووتش إن الجنود اشتبكوا مع مسلحين في البلدة ذلك اليوم. وقال أمادو إن الجنود فتشوا عند ضفة النهر أصابع وأكتاف الرجال بحثا عن علامات تدل على أنهم كانوا يطلقون النار أو يحملون بنادق.

قال: "لقد قيدونا مثل الحيوانات". وبحسب شهود فإن الجنود على ما يبدو يختارون أشخاصا للإعدام على أساس عرقهم وملابسهم. وقال شهود إن رعاة الفولاني، وبعضهم معروف بالانضمام إلى الجماعات الإسلامية، استُهدفوا. وصدرت أوامر لمن ينتمون إلى مجموعتي بوبو وبيلا بحفر القبور.

غادرت القوات البيضاء بعد أربعة أيام، لكن الجنود الماليين مكثوا لفترة وجيزة. قال أمادو وشاهدان آخران إن أحدهما ألقى خُطْبة يعتذر فيه عن القتل. ووصفت هيومن رايتس ووتش الحادث بأنه "أسوأ فظاعة تم الإبلاغ عنها في النزاع المسلح في مالي منذ عقد من الزمن".

صورة تعبيرية. شعار مجموعة فاغنر

وفتحت الشرطة العسكرية في مالي تحقيقا، كما فعلت الأمم المتحدة، على الرغْم من أن الأمم المتحدة قالت إنه لم يُسمح لها بالوصول إلى مورا. ونفى الجيش المالي في الخامس من أبريل نيسان هذه المزاعم وقال إنه نفذ عملية احترافية لاستهداف متشددين إسلاميين في البلدة.

اقرأ المزيد: تظاهرة في ميشيغن بعد انتشار مقاطع فيديو لشرطي يقتل رجلاً من أصل أفريقي

وقال الجيش في بيان ان "السيطرة الكاملة على البلدة سمحت بالبحث والتعرف على وفرز الإرهابيين المتخفين والمخفيين بين السكان المدنيين". قال كل من مالي، التي تولت حكومتها السلطة في انقلاب عسكري عام 2021، والكرملين، في وقت سابق، إن القوات الروسية ليست مرتزقة ولكن مدربين يساعدون القوات المحلية بمعدات تم شراؤها من روسيا.

كان لفرنسا، المستعمر السابق لمالي، آلاف من القوات تقاتل المسلحين في البلاد منذ ما يقرب من عقد، لكنها تنسحب بسبب العلاقات المتوترة بالحكومة العسكرية، بما في ذلك بسبب وصول المتعاقدين الروس.

 

ليفانت نيوز_ ترجمات_ رويترز 

 

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!