-
مستشار ترامب السابق يكشف لـ”ليفانت” مخططات محور “تركيا، قطر، الإخوان وإيران” في الشرق الأوسط
• الإخوان يستهدفون مصر لأنها أكبر الدول العربية التي تواجه مخططاتهم
• اللوبيات الإخوانية القطرية والتركية نجحت في حماية ملف الإخوان بواشنطن
• طهران تناور في المنطقة لتحقيق مكاسب على الأرض حتى موعد الانتخابات الأمريكية
• المحورين الإيراني والإخواني يقومان بموازاة بعضهما البعض بسياسة “الخطوة خطوة”
• انتخاب ترامب لولاية ثانية يفتح الباب أمام إمكانية إعادة دراسة ملف تصنيف الإخوان كتنظيم إرهابي
• “نيويورك تايمز” تؤيد أجندة الإخوان وتقود حملات ممنهجة ضد الحكومات العربية
حاورته: هاجر الدسوقي
بعدما شهد المحور التركي القطري الإخواني – الإيراني، تقارباً غير مسبوق، تنامت معه سياسة استغلال الأزمات في منطقة الشرق الأوسط، بل وتأجيجها إلى ما يمكن وصفه بصراعات المنطقة، بدأ استهداف وسائل إعلام أمريكية للحكومات العربية، والتحريض ضدها، يضاف إلى مخططات رباعي الشر في الإقليم. مستشار ترامب
المستشار السابق للعلاقات الخارجية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، “وليد فارس”، كان واحداً من أبرز الشخصيات المعارضة لهذه اللوبيات، فتعرض لسلسلة من “الحملات التحريضية” بدأت عام 1999 عندما كان أستاذاً للعلاقات السياسية في جامعة فلوريدا، واستمرت طيلة 21 عاماً، كان أشدها في الأسابيع الأخيرة عندما هاجمته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية واتهمته بالعمل سراً لصالح مصر.
ليفانت نيوز التقت وليد فارس، الذي عيّن مستشاراً للأمن القومي للمرشح الجمهوري، ميت رومني خلال الانتخابات الرئاسية 2012، حيث كشف في حديث مطوّل عن مخططات محور تركيا-قطر-الإخوان-إيران، في منطقة الشرق الأوسط، وكيف نجح اللوبي الإخواني القطري-التركي في حماية ملف جماعة الإخوان من التصنيف كمنظمة إرهابية في واشنطن، متوقعاً أن يفتح انتخاب ترامب لولاية ثانية الباب أمام إمكانية إعادة دراسة هذا الملف.
وخلال الحوار، أشار فارس، الذي يشغل حالياً منصب الأمين العام للمجموعة الأطلسية النيابية، عن عدة أمور، لأول مرة، بينها أنه “يدرس مقاضاة صحيفة نيويورك تايمز في الوقت المناسب”، وأنه بصدد “تقديم شهادة جديدة أمام الكونغرس الأمريكي عام 2021 لاقتراح خطة عمل ترتكز على حرب الأفكار في مواجهة الجماعات المتطرفة”. مستشار ترامب
- في ضوء مقال نيويورك تايمز الآخير.. لماذا وليد فارس مستهدف الآن أكثر من ذي قبل؟
كلما اقتربنا من موعد الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، كلما كان هناك تعبئة ضدي من قبل هذه اللوبيات خوفاً من أن يعينني الرئيس المنتخب في إداراته، وبالتالي أكون من الذين يخططون ويساعدون في القرار تجاه الشرق الأوسط، خاصة أنني أفهم فكرهم الاستراتيجي وقدرات العالم العربي، إذ أمثل تحدي لاستمرار سياستهم وتأثيرهم لذا يحركون ضدي إعلامهم، ومنهم “نيويورك تايمز” التي نشرت مقالاً ضدي يحاول تصويري بأنني أعمل لمصلحة دولة أخرى هي مصر، مع أن لدي علاقات مع عشرات الدول. مستشار ترامب
- ولكن لماذا يستهدفون مصر تحديداً ويتهمونك بالعمل سراً معها؟
لأن مصر أكبر الدول العربية، التي تواجه مخططاتهم، وفي الماضي اتهموني بالعمل لمصلحة الإمارات والسعودية وشرق ليبيا، وقبل ذلك لإسرائيل والمعارضة الإيرانية، فهم يستخدمون هذه الوسائل غير الأخلاقية للتأثير على صورتي أمام الرأي العام الأمريكي.
- هل تفكر في مقاضاة صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية والمسؤولين عن التحريض ضدك؟
ندرس رداً قانونياً عبر المحاكم على نيويورك تايمز وغيرها جراء حملات التحريض والتشويه ولكن لآن قدراتنا في القطاع الخاص لا تسمح بالقيام بكل شيء، نركز حالياً على الاستمرار في توعية الرأي العام الأمريكي، مع الاحتفاظ بحقنا في مقاضاة نيويورك تايمز في الوقت المناسب. مستشار ترامب
- بالتأكيد تتابعون الإجراءات التي اتخذتها بعض الدول ضد الإخوان وتصنيفهم كتنظيم إرهابي، هل ترون أن الولايات المتحدة تخلفت عن هذا الركب؟ ولماذا في رأيكم؟
نعم تأخرت الولايات المتحدة الأمريكية باتخاذ إجراءات ضد الإخوان لأسباب موضوعية منها:
أولاً: عملت إدارة الرئيس أوباما ولمدة ٨ سنوات منذ ٢٠٠٩ حتى ٢٠١٦ على إيجاد شراكة سياسية مع تيار الإخوان في الشرق الأوسط، وذلك بسبب التأثير اللوبي الإخواني من ناحية، ودوائر أكاديمية أثرت عليها جماعات الإخوان وقطر لمدة سنوات، وقد تم إقناع البيت الأبيض بأن الشراكة مع الإخوان ستكون قادرة على مواجهة الأكثر تطرفاً بتقديرهم أي القاعدة وداعش.
ثانياً: مع انتخاب دونالد ترامب، واجه معارضات شديدة لسياسته في مواجهة المتطرفين، كما واجه أزمات متتالية بما يسمى الملف الروسي والمساءلات في الكونغرس ومجموعة مويلر، بالإضافة إلى أن المستشارين الذين عيّنهم حتى عام ٢٠١٨ لم يكونوا ملمين بهذا الملف. مستشار ترامب
وبالتالي إدارة ترامب المنهمكة والمنشغلة بالأوضاع الداخلية لاسيما في ٢٠٢٠ لم تتمكن من تحريك هذا الملف، بالإضافة إلى أن اللوبيات الإخوانية القطرية والتركية نجحت في حماية ملف الإخوان على الرغم من وجود معارضة لديها الأكثرية في مجلس الشيوخ بزعامة تيد كروز، وأخرى كان لها أكثرية في مجلس النواب بقيادة عدد من النواب حلفاء ترامب.
والمحصلة أن الرئيس ترامب لم ينجح في تمرير إجراءات ضد الإخوان بسبب المعارضة البيروقراطية داخل إدارته، لذلك لا أتصور أن ملف تصنيف الإخوان كتنظيم إرهابي سينجز قبل نوفمبر ٢٠٢٠ فإذا أعيد انتخاب ترامب من المحتمل إعادة دراسة هذا الملف.
- قدمت شهادة للكونغرس الأمريكي في منتصف التسعينيات، حول علاقة التنظيمات المتطرفة بالإخوان، هل هناك شهادة جديدة مماثلة في هذا الاتجاه؟
نحن بصدد إعداد شهادة مركزية أساسية تقترح على الكونغرس في العام 2021 خطة عمل ترتكز على ما أسميه حرب الأفكار أي أن المسألة ليست فقط موضوع إرهاب ومسائل عسكرية وأمنية بل هو أساساً تربية وثقافة وتوجيه للأجيال الناشئة وساحة المعركة ستكون المدارس والجامعات. مستشار ترامب
فإذا نجحت الحركة الإصلاحية في أمريكا من تغيير المناهج وتوعية الرأي العام الأمريكي والعمل مع الشركاء العرب والمسلمين قد يتم كسب نصف الحرب وهذا ما قد نسعى إليه بعد الانتخابات.
- حدثنا عن علاقة مكاتب اللوبي الإخواني القطري بعدد من وسائل الإعلام الأمريكية، وهل ثمة دلائل تشير لهذه العلاقة؟
اللوبي الإخواني القطري في واشنطن له حيثية كبرى وقديم وتأثيره في الفضاء السياسي ليس فقط بسبب نشأة هذه اللوبيات. المسألة تعود إلى منتصف الستينات عندما جاءت موجة من الكوادر الإخوانية من البلدان العربية، وقامت بتدريس مادة الشرق الأوسط في الجامعات، و انخرطت بمراكز الأبحاث، وأثرت على التلاميذ والطلاب ممن أصبحوا لاحقاً كوادر أمريكية مهنية في مراكز حكومية، بما فيها وزارة الخارجية والوزارات الأخرى والمؤسسات التربوية ووسائل الإعلام.
- ماذا عن “نيويورك تايمز” تحديداً، ما الذي يثبت علاقتها بالإخوان؟
هناك أمران يثبتان تأييد “نيويورك تايمز” لأجندة الإخوان:
الأول: بالاطلاع على المقالات المتعلقة بالشرق الأوسط منذ أكثر من 10 سنوات، يتبيّن أن جميع المقالات التي تطرقت للإخوان كانت إيجابية، والصحيفة تشجع القراء والكونغرس والحكومة على اعتبار الإخوان كشركاء معتدلين، وبنفس الوقت تهاجم وتندد بأعداء الإخوان، لذا نرى كيف تقود نيويورك تايمز حملة الانتقاد ضد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وحكومته، والقيادة الإصلاحية السعودية، والقيادة الإماراتية، وقيادة البحرينن وملك الأردن، ومؤخراً قائد الجيش الوطني الليبي ورئيس البرلمان الليبي.
الثاني: إعلان اللوبي الإخواني القطري الرسمي المسجل في وزارة العدل الأمريكية، تواصله الدائم مع محرري وإدارة نيويورك تايمز، ففي عام 2018 عقد هذا اللوبي حوالي 70 اتصال واجتماع، عارضاً مقالات ومعلومات، كل هذا يثبت وجود علاقة تنسيقية بين هذه الصحيفة والجماعة الإرهابية. مستشار ترامب
- هل أنت بصدد تأليف كتاب جديد؟ وهل سيتطرق للجماعات الإرهابية؟
لديّ كتاب أعده عن إيران ووثبة الشعب الإيراني والشعوب العراقية والسورية واللبنانية للتخلص من النفوذ الخميني القمعي، ولديّ كتاب آخر عن حركة الاعتدال العربية لمواجهة حركة التطرف الإخوانية، ثم بعد ذلك مذكراتي السياسية كمستشار لمرشحين رئاسيين في عقد واحد وأعضاء من الكونغرس والبرلمان الأوروبي.
- مع إصرار إيران على سياساتها المتعلقة بالبرنامج النووي والصواريخ البالستية.. برأيك متى ينفذ صبر الولايات المتحدة على تعنتها؟
الموضوع بالنسبة للولايات المتحدة معادلات، فإيران تناور في المنطقة وتستفيد من التهاء إدارة الرئيس ترامب بملفات كبيرة في عام 2020 ولاسيما جائحة كورونا، والأحداث الداخلية بما فيها المظاهرات العنيفة الأخيرة والوضع الاقتصادي، كل هذه الملفات تؤثر على أداء أمريكا تجاه أحداث الشرق الأوسط، وإيران تعلم ذلك، وبالتالي فطهران تناور من أجل تحقيق خطوات في المنطقة بانتظار الانتخابات.
- هل تعوّل طهران على تغيير الإدارة في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المرتقبة؟
القيادة الإيرانية تنتظر هذه الانتخابات فإذا نجح ترامب تكون تقدمت بالمنطقة وتفرض أمر واقع وإذا جاءت إدارة بايدن فإيران تعتقد أن هكذا إدارة قد تعود للاتفاق النووي الإيراني.
وقد حاولت إيران في بداية العام استفزاز إدارة ترامب بهذه الهجمات على القوات العسكرية الأمريكية، وطبعاً الصواريخ التي استهدفت الخليج فرد الرئيس ترامب بحسم ما أدى إلى مواجهات وصلت ذروتها في “عملية سليماني”، لذا فهم الإيرانيون أنهم قد يخسروا كثيراً إذا استفزوا إدارة ترامب مجدداً، لكن في نفس الوقت قرروا أن يلتفوا من حول المعركة العسكرية ليقوموا بالسيطرة على مستعمراتهم في العراق عبر مليشياتهم، وفي سوريا عبر نظام الأسد، وفي لبنان عبر حزب الله، وفي اليمن عبر الحوثيين، في رأيي طهران تستفيد من هذه المرحلة لتسديد النقاط حتى الانتخابات الأمريكية، وإذا أخطأت استراتيجياً مع ترامب من المحتمل حدوث مواجهة كبيرة.
- يجتاح الشرق الأوسط اضطرابات وصراعات يعمل على خلقها وتأجيجها رباعي الشر (قطر وتركيا والإخوان وإيران).. كيف تقرأ تقاطع المصالح بين تلك اللوبيات؟
هناك تكتلان في المنطقة، الأول المحور الإيراني حزب الله وحلفاءهم، والثاني المحور الإخواني قطر وتركيا وحلفاؤهم، وهنالك التحالف العربي في الجهة المقابلة، يبدو أن المحورين الإيراني والإخواني يقومان بموازاة بعضهما البعض بسياسة “الخطوة خطوة” يعني تحقيق خطوات على الأرض حتى يكونوا جاهزين لما بعد الانتخابات الأمريكية. وإذا تكلمنا عن إيران نتكلم عن حكومة أردوغان وقطر والإخوان، حيث يفتحون جبهات في العالم العربي من قصف في شمال العراق، من تقدم باتجاه الخطوط الكردية في شرق سوريا، من توطيد سيطرتهم على شمال غرب سوريا، من اختراقهم لشمال لبنان عبر مشاريع في المناطق السنّية، إلى اختراق البحر الأبيض المتوسط، في هذه الحملة الكبرى التي أدت إلى إنزال تركي في غرب ليبيا ومعارك مع الجيش الوطني الليبي وضغط كبير باتجاه شرق ليبيا، بالإضافة إلى عمل تركي قطري في جنوب اليمن عبر حزب الإصلاح، والتحرك في الصومال والساحل وأماكن أخرى.
- كيف تقرأ تصاعد وتيرة التحركات الإيرانية والتركية في العالم العربي؟
التحرك الإيراني التركي في العالم العربي محسوب له أنه يحصل في فترة ركون أمريكية، ربما المد الإيراني يأخذ بعين الاعتبار التمركز الأمريكي في العراق والخليج، بينما التمدد التركي في ليبيا، وهو الأكثر تحركاً، يبدو أنه يحاول أن يرى أين هو الخط الأحمر وقد وضع الرئيس السيسي الخط الأحمر وطلب من الولايات المتحدة وفرنسا الالتزام به، واعتقادنا أن الخط الأحمر الأمريكي تجاه الاستراتيجيات الإخوانية لن يأتي إلا إذا وضع التحالف العربي هذه الخطوط الحمراء.
- هل انت مع التصعيد المحسوب تجاه تحركات المحور التركي القطري؟ أم ترى ضرورة للتدخل العسكري؟
لا أعتقد أن واشنطن بإمكانها التصعيد حالياً استراتيجياً مع المحور الإيراني أو الإخواني، بالنسبة للمحور الإيراني ترامب لن يصعد ولكن لن يقبل بتصعيد ضده، أما المحور الإخواني فالولايات المتحدة تقع تحت تأثير اللوبي، كما أنها لا تعتبر هذا المحور أولوية بالنسبة لها أو خطر داهم، إلا أن الرئيس ترامب مقتنع أنه لا يمكن أن يخسر كبار حلفائه الأساسيين من القادة العرب، وبالتالي فإن الموقف الأمريكي يوازي ما بين عدم الضغط على المحور التركي القطري، وبين عدم التخلي عن المحور الاعتدال العربي، أتوقع حدوث مراجعة شاملة للسياسة الأمريكية في المنطقة، بعد الانتخابات الرئاسية.
- ما تقييمك للعلاقة بين واشنطن وبكين بعد الحديث عن مسؤولية الأخيرة في انتشار وباء كورونا وما هي قراءتك لمستقبل العلاقات بين البلدين؟
علاقة أمريكا ببكين لها حدين، الحد الأول عمل عليه الرئيس ترامب وقد أعلن عن ذلك في بداية 2020 وكان هذا من أكبر الانتصارات الاقتصادية، ولكن بنفس الوقت لابد أن ترد واشنطن على مسؤولية القيادة الصينية عن انتشار كورونا لأنه هناك ضغطاً شعبياً كبيراً في هذا الاتجاه، خاصة مع وفاة 120 ألف أمريكي جراء الفيروس، ولو لم تظهر المظاهرات الأخيرة لكان النقاش الأمريكي حول شكل العلاقة مع الصين ولكن أعتقد مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية سوف يطرح ترامب ملف الصين من جديد لكن لن ينفذه إلا بعد انتهاء الانتخابات.
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!