-
ماذا عن مناظرة الإنتخابات الرئاسية الإيرانية
صدور العديد من التصريحات الرسمية الايرانية لمسٶولين بارزين في النظام والتي تٶکد على إن الاوضاع على مايرام وإن الامور تجري بسلاسة وشفافية بإتجاه إختيار رئيس يخلف ابراهيم رئيسي الذي لقي مصرعه في حادث المروحية، هذه التصريحات تبدو مجرد فقاعات أمام تصريحات لمسٶولين من الدرجة الثانية إن صح التعبير، والتي يتم خلالها تسليط الاضواء على الاوضاع في إيران بصورة أکثر وضوحا وأکثر قربا من الواقع والحقيقة.
مع إعلان وزارة الداخلية أسماء المرشحين ال6 الذين وافق على ترشيحهم مجلس صيانة الدستور الخاضع أساسا لخامنئي وتوجيهاته، ويبدو من خلال خمسة منهم، إن النظام لازال مصرا على متابعة مساره الاقصائي وجعل النظام بلون وإتجاه واحد محدد تم رسمه منذ عام 2019 من قبل خامنئي نفسه.
ولأن الاوضاع بالغة الخطورة والحساسية بل وحتى إن مايمر به النظام يمکن إعتباره مرحلة خطرة ولم يسبق له أن مر بمثلها من قبل، فإن النظام يحرص کثيرا على الخروج بنتيجة تصب في صالحه في الانتخابات الرئاسية لإختيار خلف لرئيسي، وبهذا الصدد، فإنه من المهم جدا لما قد جاء في تصريحات وجهين من داخل النظام لأهمية وخطورة مايطرحانه.
في الخامس من يونيو الجاري، صدرت تصريحات ملفتة للنظر من قبل محمد حسين ساعي عضو "مجلس الثورة الثقافية" وهو محسوب على التيار المتشدد التابع لخامنئي، وذلك خلال مقابلة له مع قناة تلفزيونية للنظام حذر فيها بالفراغ الکبير الذي ترکه رئيسي بمصرعه والخلل المتسبب من جراء ذلك قائلا:" لن يتم ملء غيابه [رئيسي] بهذه السهولة. بعبارة أخرى، ليس لدينا حقا شخصية كان بإمكانها خلق توازن سياسي في البلاد بقدر ما هو فعل"، وکأنه يعيد قول خامنئي عندما ذهب الى منزل رئيسي في الساعات الاولى لسقوط مروحيته عندما قال:" أشعر أنه لا يوجد تعويض. إنها خسارة فادحة، إنها خسارة كبيرة".
لکن الذي لفت النظر في تصريحاته إنه وهو يومئ ضمنيا للمرحلة الحالية من خلال أشارته الى ماسماه ب"اللحظة التاريخية الحرجة والمهمة"و"المقطع الخطير الذي يعرفه الجميع" وقوله ملتمسا أولئك الذين سيتم إستبعادهم:" إذا تجاوزنا هذه المرحلة بشكل صحيح، فإن مصالح أولئك الذين يشتكون ستلبى بالتأكيد بشكل أفضل من جو نتعامل فيه مع انخفاض رأس المال الاجتماعي، وهو في الواقع نوع من المواقف غير النقدية بل الهدامة، مما يخلق جوا نخسر فيه جميعا معا، ويفهم أننا جميعا في قارب واحد مشترك"، ولو رکزنا على المقطع الذي يشير فيه الى"انخفاض رأس المال الاجتماعي"، فإنه يضع يده على المشکلة الاساسية للنظام ولاسيما عندما يقول حسين راغفر، الخبير الاقتصادي الحکومي خلال مقابلة له مع موقع رسمي بأن:" مجتمعنا مهيأ لاحتجاجات واسعة جدا، أكثر انتشارا مما شهدناه في عام 2022، بسبب عدم المساواة التي يطالب بها جيلنا الشاب عن حق…" بل وإنه يذهب أبعد من ذلك عندما أضاف"على المسٶولين أن يقرروا ما إذا كانوا يريدون البقاء أو الإطاحة بهم، ثم عليهم اتخاذ القرار، أعتقد للأسف أننا نقترب من تلك المراحل"!
لا يغيب عنا أن نتائج الانتخابات الرئاسية للنظام، بغض النظر عمن يصبح رئيسا، لن تحدث أي تغيير في سياسة النظام وسياسته، سواء على الساحة الدولية أو الإقليمية أو الداخلية، بل على العكس، بسبب هشاشة النظام الشديدة وعدم قدرته على حل الأزمات الداخلية والدولية المتفاقمة، وضعف خامنئي في السيطرة على الأوضاع، فإنه يستمر في سياسة الانكماش وممارسة المزيد من القمع في الداخل، والتدخل في المنطقة، والمزيد من إثارة الحرب.
وبمقاطعة هذه الانتخابات، يكون للشعب الإيراني الكلمة الأخيرة. كما سترد الجالية الإيرانية في الخارج على هذه المناظرات والانتخابات بتنظيم مظاهرة كبيرة في 29 حزيران/يونيو في برلين، عاصمة ألمانيا.
ليفانت: حسين عابديني
قد تحب أيضا
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!