الوضع المظلم
السبت ١٨ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
  • هجوم أربيل على وقع توقف محادثات فيينا.. تصفية حسابات لإيران

هجوم أربيل على وقع توقف محادثات فيينا.. تصفية حسابات لإيران
واشنطن وطهران \ ليفانت نيوز

تنعكس التوترات الإقليمية والدولية على الساحة الداخلية العراقية، ولاسيما مع عودة المحادثات النووية الإيرانية إلى الجمود مؤخراً، والغزو الروسي لأوكرانيا. ما يجعلها ساحة لتصفية الحسابات بين الفاعلين الدوليين والإقليميين. رغم أن الكاظمي ردد في أكثر من مناسبة بأن العراق لن يكون ساحة لتصفية الحسابات. 

على وجه الخصوص، بامتلاك إيران في العراق نفوذاً سياسياً واقتصادياً في هذا البلد الذي له حدود شرقية واسعة مع طهران الداعمة لفصائل مسلحة فيه.

في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل الأحد 13 مارس، استهدفت مدينة أربيل بـ12 صاروخاً باليستياً كانت موجّهة إلى القنصلية الأمريكية في أربيل". 

وأوضح جهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان في بيان "الصواريخ أطلقت من خارج حدود العراق وإقليم كردستان وتحديداً من جهة الشرق"، مشيرا إلى أن الهجوم لم يسفر عن "خسائر بالأرواح، ما عدا خسائر مادية".   

اقرأ أيضاً: التلفزيون الإيراني: الهجوم على أربيل "استهدف قواعد إسرائيلية"

من جهته، أكد وزير الصحة في حكومة الإقليم سامان برزنجي، إن "لا ضحايا بشرية" نتيجة الهجمات. وأكد مطار المدينة أن حركة الطيران "طبيعية"، نافياً توقف الرحلات.  

اعترفت إيران بأنّ الصواريخ انطلقت من أراضيها، وادعى مراسل التلفزيون الإيراني في العراق، الأحد 13 مارس، أن الهجمات الصاروخية على أربيل عاصمة إقليم كردستان بشمال العراق استهدفت "قواعد إسرائيلية سرية"، بحسب وكالة رويترز.

الحرس الثوري يتبنى الهجوم

تبعها، إعلان الحرس الثوري الإيراني مسؤوليته عن الهجوم الصاروخي على أربيل، في شمال العراق، واستهداف "مركز استراتيجي" إسرائيلي.حسبما أفادت وسائل إعلام إيرانية، الأحد 13 مارس.

وفي بيان صدر عن مركز العلاقات العامة التابع له، ذكر الحرس الثوري، أنه شن ضربات بـ"صواريخ قوية ودقيقة" على "المركز الاستراتيجي للتآمر وجرائم الصهاينة" في أربيل.

وشدد الحرس الثوري على أن الهجوم نفذ عقب "الجرائم الأخيرة" لإسرائيل وإعلان طهران السابق عن "عدم ترك جرائم وشرور هذا النظام المشؤوم دون رد".

اقرأ أيضاً: وول ستريت جورنال: إيران هي مصدر الهجوم الصاروخي على أربيل

وحذر البيان إسرائيل من أن "تكرار أي جريمة أو سوء تصرف سيواجه بردود فعل قاسية وحاسمة ومدمرة".

وكان مسؤول أمريكي قد صرح لوكالة رويترز أن الهجمات الصاروخية التي استهدفت أربيل انطلقت من إيران دون الخوض في مزيد من التفاصيل.

تصفية حسابات

هو ما أكدته أيضاً صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، نقلاً عن مسؤولين أمريكيين، موضحة أن المجمع لم يتضرر كما لم يصب أي أمريكي، لكن المسؤولين ليسوا متأكدين بعد من الجهة المستهدفة بالهجوم.

وأشارت الصحيفة، إلى أن صاروخاً واحداً على الأقل سقط على بعد أكثر من كيلو مترين من مقر قنصلية أمريكية جديدة قيد الإنشاء في أربيل.

دأبت المليشيات المدعومة من إيران على شن هجمات في العراق في السنوات الأخيرة باستخدام طائرات بدون طيار، إلا أنه نادراً ما تأتي الهجمات من الأراضي الإيرانية.

لا تتبنَ أي جهة تلك الهجمات عادة، لكن واشنطن تنسبها إلى فصائل عراقية موالية لإيران تطالب بانسحاب كامل القوات الأميركية الموجودة في العراق في إطار التحالف الدولي لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية.

وأرجعت الصحيفة سبب الهجوم الصاروخي الأخيرعلى أنه قد يكون رداً على غارة جوية إسرائيلية في سوريا يوم الاثنين الفائت، التي أسفرت عن مقتل اثنين من أفراد الحرس الثوري الإيراني، وهما العقيد حرس إحسان كربلائي بور، والعقيد حرس مرتضى سعيد نجاد.

حينها، قال متحدث باسم الخارجية الإيرانية بعد الضربة الإسرائيلية، إن إيران ستتخذ خطوات لمحاسبة إسرائيل.

وقتئذ، طال القصف "مستودعاً على الأقل للأسلحة والذخائر تابعا لمقاتلين إيرانيين" في محيط مطار دمشق الدولي، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره بريطانيا.

لا تعترف إسرائيل بشن ضربات على سوريا مستهدفة الوجود الإيراني ومواقع لقوات النظام لكنها تكرّر أنّها ستواصل تصدّيها لما تصفها بمحاولات إيران ترسيخ وجودها العسكري في سوريا.

وشنت، خلال الأعوام الماضية، شنّت إسرائيل مئات الضربات الجوية في سوريا طالت مواقع لقوات النظام السوري وأهدافاً إيرانية وأخرى لحزب الله اللبناني المقرّب من طهران. 

تنديد

قوبل الهجوم بإدانات داخلية وعربية وأممية، وأدان رئيس حكومة الإقليم مسرور بارزاني الهجوم قائلاً "أربيل لن تنحني للجبناء. ندين هذا الهجوم الإرهابي الذي شن على عدد من مناطق أربيل".  أضاف "نطلب من سكان أربيل الأبطال التحلي بالهدوء وتنفيذ توجيهات المؤسسات الأمنية". 

من جهته، شجب رئيس الحكومة العراقي مصطفى الكاظمي الهجوم في تغريدة، قائلاً "الاعتداء الذي استهدف مدينة أربيل العزيزة وروّع سكانها هو تعدٍ على أمن شعبنا". وأضاف "ستقوم قواتنا الأمنية بالتحقيق في هذا الهجوم".  

وندد زعيم التيار الصدري رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر بالهجمات في تغريدة جاء فيها "أربيل تحت مرمى نيران الخسران والخذلان"، مضيفاً "لن تركع أربيل إلا للاعتدال والاستقلال والسيادة".

فيما بعد، طالب زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر الجهات المختصة بتقديم مذكرة احتجاج إلى الأمم المتحدة وطهران ردا على الهجوم الصاروخي الذي شنه الحرس الثوري الإيراني على أربيل.

 وقال الرئيس العراقي برهم صالح، إن استهداف أربيل جريمة إرهابية مُدانة ومحاولة لعرقلة الاستحقاقات الدستورية بتشكيل حكومة مقتدرة.

إلى ذلك، صدرت إدانات خليجية ومصرية للهجوم، تعرب عن كامل التضامن مع العراق في مواجهة الإرهاب.

اقرأ أيضاً: الرئيس العراقي يؤكد ضرورة الحوار بين أربيل وبغداد حول تصدير النفط

وفي بيان، ​أدان الدكتور نايف فلاح مبارك الحجرف، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الهجوم الصاروخي الإرهابي على عاصمة إقليم كردستان العراق، الذي أسفر عن بعض الخسائر المادية.

كما أدانت مصر بأشد العبارات الهجوم الإرهابي الجبان الذي استهدف مدينة أربيل العراقية بمجموعة من الصواريخ الباليستية، وأسفر عن وقوع خسائر مادية.

بدورها، أدانت الحكومة الأردنية الهجوم، حيث أكّد الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأردنية السفير هيثم أبو الفول، إدانة واستنكار المملكة الشديدين لهذا الاعتداء الإرهابي.

توقف النووي الإيراني

يأتي الهجوم في وقت دخلت فيه محادثات فيينا الهادفة إلى إحياء اتفاق النووي الإيراني، مرحلة من الجمود، وكانت قد بلغت مراحل اعتبرها المعنيون نهائية، بعد أيام على طلب موسكو ضمانات من واشنطن على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا.

وتواجه المحادثات المستمرة منذ 11 شهراً في فيينا لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015 مع إيران خطر الانهيار بعدما أجبر مطلب روسي في اللحظة الأخيرة القوى العالمية على تعليق المفاوضات على الرغم من التوصل إلى نص مكتمل بدرجة كبيرة.

تطالب روسيا ضمانات بأن تجارتها مع إيران لن تتأثر بالعقوبات التي فُرضت على موسكو بعد غزوها لأوكرانيا، وهو مطلب تقول القوى الغربية إنه غير مقبول وأصرّت واشنطن على أنها لن توافق عليه.

أمر انتقدته طهران، ونقلت وكالة تسنيم للأنباء عن مسؤولين إيرانيين قولهم في 7 مارس الجاري،  أن المطالب الروسية تهدف إلى ضمان مصالح موسكو في مجالات أخرى وإنها "غير بناءة". وقالت الوكالة، دون أن تذكر مصدراً لهذا التقييم، إن روسيا تسعى من خلال تأجيل إحياء الاتفاق بين إيران والقوى الغربية وتأخير عودة طهران إلى سوق النفط العالمية إلى رفع أسعار الخام وزيادة عائداتها من الطاقة.

حينها، صرّح علي شمخاني كبير المسؤولين الأمنيين في إيران، الاثنين 7 مارس، إن المفاوضين يقيّمون العناصر الجديدة التي أثرت على المحادثات في فيينا. وقال في منشور على تويتر إن إيران تعدل مبادراتها من أجل التعجيل بالاتفاق.

تسعى محادثات فيينا إلى إعادة إيران للامتثال للقيود الواردة في الاتفاق على أنشطتها النووية سريعة التقدم وإعادة الولايات المتحدة للاتفاق الذي انسحبت منه في 2018 في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب.

وحذَّرت فرنسا وبريطانيا وألمانيا، السبت، السلطات الروسية من أنَّ مطالبها بضمان تجارتها مع إيران تهدد بـ"انهيار اتفاق نووي شبه مكتمل".

اقرأ أيضاً: إقليم كردستان.. قصف صاروخي يستهدف القنصلية الأمريكية بأربيل

يأتي ذلك، تزامناً مع أنباء تفيد بأن وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، يسافر إلى العاصمة الروسية موسكو، الأحد، لبحث الحرب الأوكرانية، محادثات فيينا الرامية لإحياء الاتفاق النووي الإيراني.

ونقلت وكالة "بلومبرغ" عن مصادر مطلعة قولها، بأن الوزير القطري "يخطط للقاء نظيره الروسي سيرغي لافروف، ومن المحتمل أيضاً أن يجتمع أيضاً مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين".

وكانت وزارة الخارجية القطرية قد أعلنت على حسابها في تويتر، إن الشيخ محمد بحث يوم أمس السبت، المحادثات النووية في اتصالين هاتفيين منفصلين مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ووزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان.

كما زار وزير الخارجية القطري هذا الأسبوع فرنسا وألمانيا، حيث ناقش الاتفاق النووي الإيراني المعروف باسم "خطة العمل الشاملة المشتركة"، الموقع عام 2015، والحرب في أوكرانيا مع نظيريه هناك.

ليفانت نيوز_ خاص

إعداد وتحرير: عبير صارم

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!