الوضع المظلم
الخميس ٢٨ / مارس / ٢٠٢٤
Logo
  • صالح مسلم لليفانت: الاحتلال التركي يهدف لإنهاء الوجود الكردي في المدن الكردية المحتلّة

صالح مسلم لليفانت: الاحتلال التركي يهدف لإنهاء الوجود الكردي في المدن الكردية المحتلّة
صالح مسلم

خاص ليفانت: حسين أحمد


إنّ المشهد الراهن _دولياً_ والذي يشهد أحداثاً سريعة، وفي الوقت نفسه تنشط الأحزاب الكردية على مستويات متعددة، لتحصل على دورها المطلوب، كذلك تشتد حاجة الشعب الكردي إلى الانعتاق والتحرر والحرية ورفع الاضطهاد عن كاهله، وإبراز شخصيته الكردية في روج آفا كردستان، بغية أن يحقق طموح الشعب الكردي المشروع بالاعتراف الدستوري، بوجوده كشعب أصيل له جذوره التاريخية في سوريا. في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة، ومن خلال كل هذه التفاعلات الدولية والإقليمية، وخاصة الكردية منها، كان لا بد من تسليط الأضواء على واقع المفاوضات التي تجري بين حزب الاتحاد الديمقراطي والمجلس الوطني الكردي، من هذا المنطلق أجرينا هذا اللقاء مع عضو الهيئة الرئاسية لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD، صالح مسلم، فأجاب مشكوراً على أسئلتنا. صالح مسلم


نص الحوار:


س- سابقاً، جرى أربع اتفاقيات ما بين المجلس الوطني الكردي (ENKS) وحركة المجتمع الديمقراطي (tev_dem)، وتم إفشالها قبل أن تحقّق أهدافها على الأرض الواقع، وربما السبب الرئيس هو الاقتصاد والحدود وعودة البيشمركة، كيف يمكن تجاوز هذه المشكلة ثانية؟


ج- حاول ويحاول العدو دوماً خلق الخلافات بين الأطراف الكردية، وما نحن بصدده اليوم، ربما سيواجه عوائق ومصاعب، وبحكم المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقنا، نرى ضرورة الوقوف على هذه العقبات وأخذ الاحتياطات اللازمة لها، ومسألة التفاهم الكردي أصبحت ملحّة أكثر من أي وقت مضى، والاختلافات الكردية متنوعة، منها مصالح حزبية، والقراءة الخاطئة للأحداث، والمد والجذر بين الأطراف الكردية المتنوعة. ونحن اليوم أمام مرحلة أصبح الكرد فيها أهم طرف في معادلة الشرق الأوسط، وأي تأخير عن مواكبة الأحداث أو أيّ قراءة خاطئة ستكون النتيجة كارثيّة. لم تكن هناك أربع اتفاقات وإنما ثلاث، وهي هولير1 و2  ودهوك، وأهمها كانت اتفاقية دهوك بين المجلس الوطني الكردي وبين مجلس غربي كردستان، أما تعطيلها فلم تكن للأسباب التي ذكرتها، إنما كانت تلك الذرائع للتعطيل، والأسباب الغير مرئية هي التدخلات الخارجية من جانب قوى لم تكن تريد وحدة الصف الكردي، وبالتأكيد تلك القوى ستمارس الضغوط لتعطيل ما يجري في يومنا. صالح مسلم


س- بما أنّ الكثير من النقاط ضمن لقاءات المجلس الوطني الكردي (ENKS)، مع حزب الاتّحاد الديمقراطي(PYD)، تدور حول منطقة شرق الفرات، ولكن ما هو دور شيوخ القبائل العربية ضمن اتفاقياتكم، وهل هناك بوادر لانضمامهم إلى حوار حزب الاتحاد الديمقراطي والمجلس الوطني الكردي؟


ج- من زاويتنا نرى بأنّ شعوب ومكونات سوريا متداخلة عبر تاريخها وثقافاتها واختلاطها، وأنّ شعوب الشرق الأوسط، عامة، عندما تواجدت في ظلّ تكوين سياسي موحد عبر تاريخها، استطاعت تحقيق مدنيات وحضارات كبيرة، وبالتالي، فلماذا لا نقوم بتقوية روابط شعوب سوريا وتمتين الأواصر التاريخية بينها لتكون حاضرة دوماً ولتكون سوريا المستقبل أكثر قوة وتحققاً لشعوبها المساواة والحرية؟. ولا يمكن تطبيق ذلك إلا بالخيار الديمقراطي، فلماذا لا يكون هناك توجّه يعتمد على الإرادات السياسية لشعوب المنطقة، وإخواننا العرب شركاء في مشروعنا المتأسّس؟، وتشتت الصف الكردي يفتح المجال أمام تسخير بعض الكرد لإفشال هذا المشروع، الذي يضم العرب والسريان والتركمان والشيشان وغيرهم، وإذا كان الصف الكردي موحداً، ذلك يعني أنّ حظوظ ترسيخ مشروعنا كبيرة، ودور إخوتنا العرب كقبائل ومثقفين مهم جداً في هذا المشروع، وعندما ينتقل الحوار إلى مرحلة التفاوض بين القوى الكردية ومجلس سوريا الديمقراطي، الذي يضم العرب والسريان والمكونات الأخرى، عندها لا بد من مشاركة إخواننا العرب أيضاً، أما الآن فما زال الحوار جارياً بين أحزاب المكون الكردي فقط. صالح مسلم


س- لماذا لا نفكر بطريقة أخرى، مثلاً، المجلس الوطني الكردي في سوريا(ENKS) يمثّل “هولير، تركيا، الائتلاف”، وحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) يمثّل حزب العمال الكردستاني، بينما الأحزاب الأخرى أين هو دورهم، وما السبل، كيف لمطالبتهم بالانضمام إلى مشروعكم، في الوقت الذي من المفروض أن يكون الحوار شاملاً يحتوي مجمل الأحزاب الكردية؟


ج- إذا اعتمدنا هذا التقسيم في القوى، فإننا لن نصل إلى أيّ اتفاق، حيث يجب حلّ المسألة بين تلك القوى أولاً، ولكننا نقول نحن في روج آفا سوريون جميعاً، وليكن هذا منطلقنا، بغض النظر عن القوى الكردستانية التي هي جبهة خلفية للمكون الكردي والقوى الإقليمية، لديها سياساتها الخاصة بها. وللوصول إلى صيغة تفاهمية لابد من مشاركة جميع الأحزاب، ليست فقط السياسية، إنما المجتمعية ونخبة المثقفين ومؤسسات المجتمع المدني وعوائل الشهداء وغيرها، وعلى هذا الأساس ستكون التفاهمات. صالح مسلم


س- هل ترون بأنّكم في (PYD) في موقع القوّة (دولياً) في هذه المباحثات مع المجلس الوطني الكردي (ENKS)، وهل لديكم خطّة بديلة في حال فشلت هذه المفاوضات؟


ج- نحن لا نعتمد على القوى الخارجية، ونتصرّف حسب ما تمليه علينا مصالح شعبنا، والتقاء مصالح شعبنا مع مصالح بعض القوى، يضفي نوعاً من القوة على مواقفنا وخطواتنا نحو وحدة الصف الكردي. لسنا بصدد من هو الطرف الأقوى، القوة في تجاوز الخلافات، القوة في تحقيق إرادة شعبنا، ونحن بإرادتنا وإرادة شعبنا، طرف أساسي، وخياراتنا الديمقراطية هي التي أوصلتنا إلى ما نحن عليه، وباتت جميع شعوب المنطقة والعالم تتطلع إلى مشروعنا ومصداقيتنا. أما بشأن خياراتنا أو خططنا البديلة، فهي ما ترتضيه جماهير شعبنا.


س- هل لديكم الرغبة بطلب من حزب الوحدة والتقدمي الانضمام إلى مفاوضات المجلس الوطني (ENKS) وحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) في ظلّ عدم رضاهم؛ لأنّ المجلس لا يزال ضمن الائتلاف؟


ج- كانت الخطوة الأولى في هذه المبادرة، أن تتم اللقاءات والتفاهمات بين حزب الاتحاد الديمقراطي وبين المجلس الوطني الكردي، وتليها الخطوة الثانية، التي تشمل جميع الأحزاب والمؤسسات، فمن حق الجميع المشاركة. وطرحت الفكرة على الجميع بمن فيهم حزب الوحدة والتقدمي، والنقاشات والحوارات مستمرة فيما بيننا، وربما ستشارك هذه الأحزاب أيضاً في قادم الأيام. فالمبادرة لا تحدّد حزباً أو تنظيمات بحد ذاتها، فهي مبادرة تشمل الجميع، وحزب الوحدة والتقدمي لهما مكانة ودور مهم بين الجماهير. صالح مسلم


س- هل حزب الاتّحاد الديمقراطي (PYD) والمجلس الوطني الكردي (ENKS) إذا استطاعوا الاتّفاق، سيصدرون موقفاً واضحاً يدينون من خلاله الاحتلال التركي والعمل على إخراج المحتل من المدن الكردية المحتلة؟


ج- نعم بكل تأكيد، فالاحتلال التركي الذي احتلّ عفرين وكري سبي وسري كانيه، فهو يهدف إلى إنهاء الوجود الكردي في هذه المدن، وإدانة هذا الاحتلال ضرورة وطنية، ليس فقط على الأحزاب المذكورة، بل واجب على جميع السوريين.


س- هل الإدارة الذاتية ستقبل بشروط المجلس الوطني الكردي (ENKS)، وخاصة قبول قوّة عسكرية أخرى، مثل بيشمركة روج آفا كردستان، أن تشاركهم؟


ج- علينا الاستفادة من تجارب الآخرين (إقليم كردستان العراق)، كشفت لنا تجربة إقليم كردستان أنّ قوتين عسكريتين ستكون بمثابة قنبلة موقوتة، ولن تتمكن من توفير الأمن والاستقرار. وعلى العموم يمكن تجاوز جميع الإشكاليات لاحقاً إذا كانت النوايا سليمة، وبوجود إرادة قوية. ونحن إذ نقدم على هذه الخطوة (المبادرة)، فإننا نسعى لتهيئة الأجواء الإيجابية لتقريب وجهات النظر الكردية، وليس لذرّ الرماد في العيون. وأكرّر ما قلته سابقاً، إذا كانت النوايا سليمة بين الأخوة، فلن يكون هناك مستحيل.


س- المجلس الوطني الكردي (ENKS) يريد شراكة حقيقية مع الإدارة الذاتية وتجديدها ويريدون توسيعها، هل لديكم فكرة كيف يكون هذا التوسيع؟


ج- من البداية ندعو الجميع بمشاركتنا في هذا المخاض بحلوها ومرّها، كما ندعو إلى إنهاء حالة الانقسام. والإدارة الذاتية الديمقراطية منفتحة على الجميع، بمن فيهم المجلس الوطني الكردي. أما فكرة التوسيع مرهونة بالخطوات المقبلة. صالح مسلم


س- أليس من الأفضل بناء كتلة كوردية خارج الائتلاف والعمل على المطالبة بحقوق الكرد لأنّ المعارضة لا تعترف بكم كشعب كوردي يقيم على أرضه التاريخية؟


ج- هناك حقيقة لا يمكن نكرانها، فهناك من بين صفوف المعارضة من نكنُّ له كل الاحترام والتقدير، لأنهم يقفون إلى جانب الكرد في المطالبة بحقوقهم (منصّة القاهرة، منصّة موسكو، وأطراف معارضة سوريّة أخرى)، كما أنّ الائتلاف لا يمثّل كل المعارضة. إنّ احتلال بعض المدن الكردية وتزايد الأزمات والقضايا والشعور بالغبن في ظلّ الأزمة القائمة، سيكون الدافع الأساسي للبحث عن الحلول، ونظراً لهذه الحقيقة، فإنّ البحث عن إرادة وطنية أصبح من ضرورات المرحلة، ويبقى مستقبل ومصير الكرد، مرتبطاً بمستقبل ومصير الشعوب والمكونات المتعايشة معهم. 

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!