الوضع المظلم
الجمعة ١٧ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
  • رؤساء سورية وطنيون أم موظفون ؟! الرئيس السابع خالد العظم " المليونير الأحمر "

رؤساء سورية وطنيون أم موظفون ؟!   الرئيس السابع خالد العظم
WhatsApp Image 2021-02-14 at 13.51.52

أطلق على الرئيس السوري السابع خالد العظم الذي شغل منصب الرئاسة لبضعة أشهر خلال الفترة من ( 4 نيسان 1941 لغاية 16 ايلول 1941) لقب " المليونير الأحمر " والسياسي البراغماتي والوسطي لترأسه للدولة و لستة حكومات وعمل وزيراً في عشرين وزارة .

تلقى العظم تعليمه في دمشق التي ولد فيها عام 1903 ثم انتقل إلى اسطنبول حيث كان والده محمد فوزي العظم وزيراً للشؤون الدينية في الدولة العثمانية ونال شهادة الحقوق والقانون من جامعة دمشق عام 1923 ، وعرفت عائلته الارستقراطية بعلاقتها المميزة مع الدولة العثمانية و كان خمسة من ابنائها ولاة لدمشق أبان العهد العثماني كما كان الرئيس العظم من كبار الاقطاعيين ولاسيما في منطقة الجزيرة .

أصبح خالد العظم وزيراً في " الدولة السورية " التي أعلن عنها المفوض الفرنسي ماكسيم ويغان في ديسمبر 1924 وبدأت مهامها في يناير 1925 و جمعت بين دولتي حلب ودمشق حيث كان الجنرال الفرنسي هنري غورو قسم سوريا إلى خمسة دول ( دمشق ، حلب ، جبل الدروز ، جبل العلويين ، لواء اسكندرون ) ونتيجة للاحتجاجات الشعبية قام ويغان بالإعلان عن " الدولة السورية " برئاسة صبحي بركات .

شهدت سوريا بعد سقوط باريس بيد ألمانيا و إعلان المفوض الفرنسي غبريال بيو ولاءه لحكومة " فيشي " تدهوراً للحالة الاقتصادية نتيجة للحصار الخانق من دول الجوار التي كانت تحت سيطرة الاحتلال البريطاني واختفت المواد الغذائية الأساسية من الأسواق مع غلاء فاحش في الأسعار مما دفع الجماهير للخروج بمظاهرات في جميع المناطق قوبلت بالقوة من الرئيس بهيج الخطيب و وقع عدد كبير من القتلى والجرحى ، ولتهدئة الأوضاع قامت سلطات الاحتلال بإقالة الخطيب وتعيين خالد العظم رئيساً للدولة ورئيساً للحكومة بنفس الوقت لوقوفه على بعد خطوة واحدة من الانتدابيين والوطنيين وكان شخصية مقبولة من الغالبية .

فور تسلمه للرئاسة أصدر عفواً عاماً عن المعتقلين السياسيين في عهد سلطة الاحتلال " الفيشية " وشرع في تنفيذ الاصلاحات الاقتصادية إلا ان سلطات الاحتلال أقالته بعد بضعة شهور وعينت تاج الدين الحسني رئيساً للبلاد .

تابع العظم نشاطه السياسي وأصبح نائباً عن مدينة دمشق في البرلمان و وزيراً للعدل في أول حكومة بعد الاستقلال عام 1946 ثم سفيراً في فرنسا قبل أن يكلفه الرئيس شكري القوتلي بتشكيل الحكومة عام 1948 وهي الحكومة الثالثة التي يرأسها وقد واجهت هذه الحكومة صعوبات كثيرة أهمها العمل على إيقاف انهيار الليرة السورية وتسليح الجيش وتنفيذ وعدها بتحرير فلسطين ، وشرع العظم بدراسة مشروع " أنابيب التابلاين " وهو خط أنابيب نفطي يمتد من مدينة حفر الباطن في السعودية إلى ميناء صيدا في لبنان مروراً بالأردن وسوريا كما أقرت حكومته مشروع الاتفاق المالي مع فرنسا وعلى غرار ذلك ونتيجة لمعارضة حزب البعث والإخوان المسلمين لهذين المشروعين فقد اتهموه بالتبعية للولايات المتحدة الأمريكية و خرجت مظاهرات في مختلف المدن السورية ضد اتفاقية التابلاين ليتم تأجيل البت في تنفيذ المشروع .

ولم تخلوا الحكومات التالية التي رأسها من المنغصات وعدم الاستقرار لتدخل وضغوطات العسكر وسيطرتهم على القرار السياسي التي بدأت مع انقلاب حسني الزعيم الذي قام باعتقاله مع رئيس الدولة شكري القوتلي.

ويحسب للعظم العديد من الانجازات رئيساً للدولة ورئيساً للحكومة والوزارات التي شغلها أهمها بناء صوامع الحبوب في المنطقة الشرقية وبناء مصانع للنسيج وعمل على بناء سد " يوسف باشا " على نهر الفرات كما أسس مصنعاً للإسمنت و غرفة التجارة والصناعة .

ويعد العظم من الشخصيات السياسية النادرة التي جمعت المتناقضات فهو رأسمالي ارستقراطي ليبرالي اشتراكي إسلامي معتدل ، و نعتته الصحف الأمريكية والغربية بـ " الليبرالي الأحمر " إشارة إلى ميوله للاتحاد السوفيتي الذي عقد معه عدة صفقات لشراء الأسلحة ، بينما أتهمه معارضيه بالتبعية لأمريكا .

و لم يكن العظم من المقربين لسلطات الاحتلال ولا إلى حزب الشعب السوري ولا إلى الكتلة الوطنية حيث كان هذان الكيانان الأكثر شهرة ونشاطاً وتأثيراً بالساحة السياسية في تلك الآونة ، واشتهر بكرهه للعسكر وعدم ثقته بهم نتيجة للأحداث التي شهدها خاصة بعد انقلاب حسني الزعيم وعرف بمعارضته للوحدة مع مصر .

بعد انقلاب حزب البعث عام 1963 توجه العظم إلى لبنان وحذا حذوه غالبية رجال السياسة الذين عملوا على مدار عقود وكلاً منهم اختار منفاه لسطوة الحزب الحاكم ، ولم تكتفي قيادة الثورة بملاحقته بل قامت بمصادرة جميع ممتلكاته وعاش الارستقراطي المليونير في ظروف مالية صعبة جدا قبل أن توافيه المنية في الثامن عشر من تشرين الثاني لسنة 1965 وكان قد أوصى أن يدفن في بيروت بالقرب من الأمام الأوزاعي .


من أقوال خالد العظم :

(( جمال عبدالناصر سوف يدمر الاقتصاد والنظام الديمقراطي السوري )) .

(( منذ عام 1948 كنا نطالب بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى منازلهم عندما كنا نحن أنفسنا الذين دفعناهم إلى تركها )) .

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!