-
ثمن لابد للنظام الايراني من دفعه
لايبدو النظام الايراني على مايرام ولاسيما بعد فترة إتسمت بأوضاع متوترة ومتغيرات ملفتة للنظر سعى فيها هذا النظام للتغول والظهور بحجم أکبر من حجمه العادي، فإنه اليوم وبعد ماقد ترتب ويترتب على الحرب الدموية الجارية في غزة، وبعد الهجمات الصاروخية التي قام بها ضد ثلاثة دول، وفي ظل الاوضاع الاقتصادية السيئة جدا التي يعاني منها، وبعد ماقد نجم عن الانتفاضة الاخيرة من آثار وتداعيات على مجمل أوضاع النظام، فإنه بات اليوم في وضع مختلف تماما إذ لم يعد يتمختر ويمشي بخيلاء وفخر بل صار منطو على نفسه يحاصره الخوف والقلق من کل جانب وکأنه يحذر من حدوث أمر جلل ليس في وسعه أن يحول دون حدوثه.
بعد 4 عقود من کل ماإرتکبه هذا النظام من جرائم وإنتهاکات ومجازر وفظائع بحق الشعب الايراني وشعوب المنطقة، لايبدو إن هذا النظام قد بقيت له قوته السابقة فقد خارت قواه ولم يعد بوسعه الوقوف على قدميه کسابق عهده خصوصا بعد أن صار العالم کله يعرف غايته ومراده من أذرعه في دول المنطقة والادوار التي يوکلها بها من أجل تنفيذ مخططاته والاخطر من ذلك إن هذه الاذرع صارت تحت الاضواء الدولية، وتزامنا مع ذلك وکما ذکرنا فإن الاوضاع الحالية للنظام الايراني والتي تعتبر غير مسبوقة ولا من نظير لها خلال الفترات السابقة، هي في الحقيقة ناجمة عن أربعة عوامل وأسباب رئيسية هي:
أولا: السياسات الخاطئة وغير الحکيمة للنظام والتي أدخلته في أوضاع ومتاهاة لايحسد عليها أکدت فشل وإخفاق نهجه العدواني التوسعي القائم على فرض هيمنته ونفوذه على بلدان بالمنطقة والسعي من أجل توسيع دائرة نفوذه لتشمل بلدان أخرى، وظهور بوادر التصدي الدولي لأذرعه وحتى قد يکون هذا التصدي أکبر من مجرد تقليم الاظافر.
ثانيا: الدور والتأثير المتواصل الذي لعبته وتلعبه المعارضة الإيرانية ضد هذا النظام ولاسيما من حيث فضح مخططاته والاهداف والغايات المشبوهة من وراء نهجه، جعل العالم يحذر من هذا النظام وينأى بنفسه عنه رويدا رويدا.
ثالثا: الشعب الايراني لم يعد بوسعه أن يتقبل هذا النظام وصار يناضل من أجل إسقاطه وإن إنتفاضة 16 سبتمبر 2022، قد جسدت ذلك بوضوح خصوصا وإن الشعب الايراني ومن خلال تلك الانتفاضة قد حطم جدار الخوف الوهمي وصار لايکترث بالنظام ويطالب علنا بإسقاطه.
رابعا: المجتمع الدولي وبعد تجارب عديدة مع هذا النظام وبعد أن وجد مدى کراهية الشعب الايراني له وماإرتکبه ويرتکبه من جرائم بحقه، فإنه يبدو أن هناكمن بوادر تدل على إنه يجد من غير المناسب أن يبقى على حالة التواصل السابقة مع هذا النظام.
النظام الايراني والذي يدفع ثمن سياساته ونهجه غير المسٶول لأکثر من 4 عقود، صار من الواضح بأنه في طريق لاعودة منه وإن عليه أن يدفع ثمن کل ماقد إرتکبه من جرائم ومجازر وإنتهاکات وأخطاء، وهذا الثمن لايمکن أن يکون بغير إسقاطه ومحاسبة قادته المجرمين واحدا واحدا.
ليفانت: فريد ماهوتشي
قد تحب أيضا
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!