-
بعد التهديد والوعيد..ابتهالات رامي مخلوف عبر فيسبوك
ليفانت- نور مارتيني
بعد أن منّى السوريون النفس بمسلسل رمضاني طويل من مقاطع الفيديو لـ رامي مخلوف، تمّ توقيف العروض بعد الحلقة الثانية، من السلسلة الرمضانية الأشهر في تاريخ سوريا. ابتهالات رامي مخلوف
حيث توقّف بث المقاطع، ليعاود رامي مخلوف الظهور عبر موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، وعبر منشور طويل يتضمّن ابتهالاً دينياً يدعو فيه برفع الظلم عنه.
ويحاول مخلوف، من خلال ما يبثّه من مقاطع فيديو، ومنشورات فيسبوك، أن يسوّق نفسه على أنّه رجل متديّن وورع، وأنّه محب لفعل الخير، ومحسن كريم.
تعدّدت الفراءات لهذا الظهور المتكرّر لمخلوف على وسائل الإعلام، والذي يتزامن مع تصعيدٍ إعلامي كبير من قبل روسيا، فيما يتعلّق بفساد النظام السوري، والذي يعتبر مخلوف أحد أهمّ المتنفّذين في هذا النظام، من خلال إمبراطوريته الاقتصادية، حيث يعتبره البعض واجهةً اقتصادية لرئيس النظام السوري بشار الأسد نفسه، فيما يذهب آخرون إلى كونه واجهة لماهر الأسد، شقيق بشار الأسد، وقائد الفرقة الرابعة، والذي حجب عن عدسات الإعلام منذ أشيع عن إصابته أثناء تفجير الأزمة، وهو ما لم يتم تأكيده أو نفيه. ابتهالات رامي مخلوف
تدين ..أم تهديد بنفوذ الطائفة؟
البعض يفترض أنّ مخلوف من خلال القالب الإسلامي الذي يحاول أن يسبغه على شخصيته، يحاول أن يستدرّ عطف عامة الشعب، الذين يعتبر نفسه ذا فضلٍ عليهم من خلال جمعياته الإنسانية المزعومية “راماك” و”البستان”، والتلويح بأنّهم قد يفقدون “الأعطيات”، التي يسبغها عليهم.
اقرأ المزيد: رامي مخلوف..كبش الفداء الأول في المعركة الروسية- الإيرانية
وفي واقع الحال، فلطالما عمل النظام على استغلال حاجة الطبقات المهمشة والمسحوقة، لتجيير المساعدات الإنسانية لصالحه، بغية تجنيدهم لصالح أجنداته، والاستقواء بهم على الناس.
وقد نجح في ذلك في مواطن عدة، حيث أنّه من المعروف أن هذه الجمعيات لا تمنح المساعدات لمستحقيها، وإنما بموجب توصيات أمنية، وليس الأمر قاصراً على جمعيات مخلوف وحده، بل هو أمر ينسحب على كافة الجمعيات الأهلية والمنظمات الإنسانية في سوريا.
وبالتالي فهو تجييش لهؤلاء الأشخاص، المستفيدين من هذه الجمعيات، ودعوةٌ لهم للذود عن إمبراطوريته الاقتصادية، في مواجهة معركته مع الطرف الآخر، والذي يرى البعض أنّه روسيا، فيما ذهب البعض إلى أنّه أسماء الأسد، زوجة رئيس النظام، ومن خلفها عائلة الأخرس، التي لطالما تقاسم آل مخلوف النفوذ الاقتصادي معها.
من جهة أخرى، يمكن قراءة الموضوع على أنّه تلميح باستخدام نفوذ الطائفة، في حال لم يستجب رئيس النظام السوري الذي ينتمي إلى الطائفة ذاتها، سيما وأنّ ما أشيع عن تواجده في جبال صلنفة يضفي نوعاً من المنطق على هذه الرواية.
أزمة سيرياتيل
وكان التصعيد الأخير باتجاه رامي مخلوف، والذي سبق ظهوره الإعلامي في مقطع الفيديو الأول، هو قضية الضرائب التي طولب بتسديدها لخزينة الدولة السورية، حيث تفاعلت قضية سداد ديون شركة الخليوي، التي تعود ملكيّتها لرامي مخلوف، الأمر الذي دفع به إلى مناشدة ابن عمّته، رئيس النظام، للتدخّل وإنقاذ الوضع.
قامت الهيئة الناظمة للاتصالات، التابعة لوزارة الاتصالات والتقانة في حكومة النظام بعدها بالرّد بشكل حاسم، والتأكيد على ضرورة السّداد قبل انتهاء المدة في 5 أيار/ مايو، وهو ما لم يحصل حتى الآن.
وكانت وزارة الاتصالات والتقانة التابعة لحكومة النظام السوري، قد أصدرت بياناً في وقت سابق ردّت من خلاله على الفيديو الذي ظهر فيه رامي مخلوف مخاطباً رئيس النظام السوري بشار الأسد، ومطالباً بتدخّله للحصول على مهلة جديدة لسداد المبلغ، الذي اعترض عليه أساساً.
جمعية البستان التابعة لمخلوف..وفوضى على الجدود الإسرائيلية
لم تتوقّف الفوضى الأمنية في الجنوب السوري، منذ فترة طويلة، سيما مع معاودة تنظيم داعش لنشاطه في البادية، وعمليات الخطف والقتل المتبادلين، في المنطقة، والذي ربطه البعض بالفيلق الخامس الذي أنشأته روسيا في المنطقة. ابتهالات رامي مخلوف
غير أن مصادر أخرى، اتهمت منتسبي جمعية البستان التي يمتلكها رامي مخلوف، بالمسؤولية الكاملة عن أحداث العنف والاضطرابات الأمنية التي تشهدها المنطقة.
وفي ظلّ التطوّرات الأخيرة والاعتداءات على الموظفين الأمنيين في مزيريب من قبل مجهولين، واستهداف رتلٍ تابع للفيلق الخامس بعدها، ناهيك عن الحوادث الفردية التي لا تنتهي، واستهداف عناصر أمنيين تابعين للنظام، بشكل دائم؛ في ظلّ كلّ هذه التطورات تبدو الرؤية منطقية إلى حدّ ما.
وكانت حملة مداهمات قد جرت خلال الفترة الماضية، استهدفت أفراداً من إدارة الخطة الأمنية لرامي مخلوف، ومجموعة اللجان الشعبية “الشبيحة”، ممن يبلغ عددهم قرابة 423، حيث تم القبض على أكثر من 170 فرداً، من قبل أفرع الأمن، فيما تجري متابعة وملاحقة البقية على المنافذ الحدودية، والذي نفت بعض المصادر المحلية كونهم موظفين في بشركاته، كما ادّعى في مقطع الفيديو.
يجيد مخلوف ليّ ذراع بشار الأسد، ومن ورائه روسيا، فهو يعرف أنّ الضمان الوحيد لبقاء الأسد في موقعه، هو ضمان سلامة إسرائيل، ولهذا عمل على نقل الفوضى إلى الجنوب السوري، وعلى الحدود معها، متعمّداً استهداف الفيلق الخامس، الذي يبدو أنّ روسيا أنشأته بغرض ضبط الحدود مع إسرائيل.
السيناريو الأخير الذي يخطّط له مخلوف، وهو الوحيد الذي قد ينقذه هو الانكفاء نحو الطائفة العلوية، وكسب تأييد رجال الدين فيها، لمواجهة ابن عمّته بشار الأسد، الذي تنكّر للطائفة كلّها وأفقر فقراءها لصالح الخزينة الروسية.. ابتهالات رامي مخلوف
ويبقى السؤال الأهم، ما الذي دفع رامي مخلوف إلى كتابة مظلمته عبر منشور على الفيسبوك، بدلاً من بثّه لمقطع فيديو كما في المرات السابقة؟
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!