الوضع المظلم
الخميس ٠٢ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
  • المفاوضات ما بين روسيا وأوكرانيا.. أين نقف وماذا يمكن أن يحمله المستقبل؟

المفاوضات ما بين روسيا وأوكرانيا.. أين نقف وماذا يمكن أن يحمله المستقبل؟
جاسم محمد

شهدت مفاوضات السلام بين روسيا وأوكرانيا ركوداً، حيث تبادل الجانبان الاتهامات، فيما أشارت موسكو إلى أن العودة إلى المحادثات قد تكون صعبة.  

واتهمت روسيا الغرب بدعم الحكومة في كييف، حيث قال وزير الخارجية، سيرجي لافروف، يوم 17 مايو 2022، إن واشنطن ولندن وبروكسل تريد استغلال أوكرانيا لصالحها الاستراتيجي. ويعتقد "لافروف" أنه لا يمكن التوصّل إلى اتفاق سريع إذا حاول المفاوضون "نقل الحوار" للتركيز على ما سيقوله الغرب بدلاً من الوضع الفوري في أوكرانيا.

أبدى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يوم 28 مايو 2022، استعداده لاستئناف المفاوضات مع أوكرانيا بعد طلب ألماني وفرنسي. جاء ذلك في اتصال هاتفي مشترك طالب فيه الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني، أولاف شولتس، بإجراء مفاوضات مباشرة جدية مع نظيره الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي.

وسبق أن قال الرئيس الأوكراني زيلينسكي، يوم 20 مايو 2022، إن المحادثات فقط هي التي يمكن أن تنهي الحرب الروسية. يقول زيلينسكي إن الاختراق الدبلوماسي فقط وليس النصر العسكري الصريح يمكن أن ينهي الحرب الروسية على بلاده. وأضاف زيلينسكي: "هناك أشياء لا يمكن الوصول إليها إلا على طاولة المفاوضات".  

وقال مستشار وزارة الخارجية الأمريكي، ديريك شوليت: "إن الولايات المتحدة لم ترَ العديد من الدلائل على أن المفاوضات الروسية الأوكرانية مثمرة مع دخول حرب موسكو على البلاد شهرها الثالث ولا يبدو أن الروس مستعدين للتفاوض بطريقة ذات مغزى بشكل خاص".

روسيا تحذر من إمداد كييف بأسلحة صاروخية

حذر السفير الروسي لدى واشنطن، أناتولي أنتونوف، الولايات المتحدة من إمداد كييف بأسلحة صاروخية بعيدة المدى، لما لذلك من تداعيات لا يمكن التنبؤ بها على الأمن العالمي. وقال أناتولي أنتونوف: "في الوقت الحالي ننطلق من تصريح الممثل الرسمي للبنتاغون، جون كيربي، بأن القرار النهائي بشأن هذه القضية وإمداد هذا النوع من الأسلحة لم يتم اتخاذه". وأشار السفير إلى أن روسيا، عبر القنوات الدبلوماسية، أبلغت الولايات المتحدة، مراراً وتكراراً، أن الضخ غير المسبوق لأوكرانيا بالأسلحة يزيد بشكل كبير من مخاطر تصعيد الصراع".

الرهان على التسوية

وفي هذا السياق أكد وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي الأمريكي السابق، هنري كيسنجر، يوم 23 مايو 2022، أن "التسوية في أوكرانيا يجب أن تبدأ خلال الشهرين المقبلين لتجنب العواقب الوخيمة على العلاقات الدولية بأوروبا". وتابع، أن "تحقيق الوضع المحايد لأوكرانيا وتشكيلها كجسر بين روسيا وأوروبا هو الهدف الرئيس في الوضع الحالي". وأوضح أن "النتيجة المثالية ستكون لو حلّت أوكرانيا مكان دولة محايدة كجسر بين روسيا وأوروبا".

أربعة افتراضات روسية خاطئة

منذ بداية هذه الحرب، في 24 فبراير 2022، أثبتت أربعة افتراضات روسية أنها خاطئة بشكل واضح، بأن الحكومة الأوكرانية سوف تنهار، وأن القوات الروسية ستستولي على كييف والمدن الأوكرانية الأخرى بسرعة، وأن الاتحاد الأوروبي سيبذل قصارى جهده لإظهار العزم والرد على هذا العدوان، وأن "العالم الغربي" سيكون منقسماً وغير مؤكد في رد فعله، والمجتمع الدولي الأوسع لن يدين الغزو الروسي.

هل يمكن إنهاء الحرب في أوكرانيا عن طريق الدبلوماسية؟

كانت محادثات السلام متوقفة، ولم يعتقد أحد أنه يمكن التفاوض على اتفاق سلام دائم في أي وقت قريب. لا ينبغي أن يكون ذلك مفاجئاً، نظراً لأن أياً من الطرفين المتحاربين لم يفقد بعد الأمل في أنه يمكن أن ينجح في ساحة المعركة. يقول ستيفن والت من جامعة هارفارد: "الحرب لن تنتهي حتى يدرك أبطال الرواية أنهم لا يستطيعون تحقيق جميع أهدافهم الأصلية وسيتعين عليهم قبول نتيجة أقل من مثالية". بالنسبة لبعض الخبراء الروس والأوكرانيين، ربما يكون هذا هو الاقتراح الوحيد الذي يتفقون عليه مع بعضهم البعض.

مستقبل المفاوضات

ما زالت المفاوضات ما بين روسيا وأوكرانيا متعثرة الى حد يمكن وصفها بأنها مفاوضات "تصادمية"، ويعود ذلك إلى عاملين:

ـ رهان واشنطن ولندن على استمرار أوكرانيا بالصمود في مواجهة الغزو الروسي، وذلك من خلال الاستمرار بإمداد الأسلحة إلى أوكرانيا، وتقديم الدعم المالي والإعلامي لها.

ـ رهان روسيا على تحقيق "انتصار" عسكري في "دونباس" وشرق وجنوب شرق أوكرانيا، وهو ما لم يتحقق بعد. ما تهدف له روسيا، هو قضم إقليم "دونباس" لتعزيز وجودها العسكري وكذلك تعزيز موقفها في المفاوضات.

تبقى مسألة تحقيق أوكرانيا الوضع المحايد شرق أوروبا، لتكون خطاً فاصلاً ما بين الناتو وروسيا هو الحل الأكثر ترجيحاً، بوضع نهاية لهذه الحرب.

 

ليفانت – جاسم محمد

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!