-
العالم يواجه هزّة إذا استمرت الحرب الصينية الأميركية التجارية
وجّه وزير الخارجية الصيني وانغ يي من منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك هذا الأسبوع تحذيرًا إلى الولايات المتحدة، مؤكدًا أن "الصين لن تخشى أبداً التهديدات ولن ترضخ للضغوط" .
وبحسب تعبير الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريش الذي استضاف هذا الملتقى الدبلوماسي السنوي فقد شكّلت الجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة طوال الأسبوع في نيويورك مرة جديدة مسرحاً لهذا "الشرخ الكبير" الذي يتربص بالعالم.
ندد وانغ يي الجمعة بـ"الضغوط" و"التهديدات"، حين تحدث عن الحرب التجارية التي شنّها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، محذراً من أنها قد "تغرق العالم في ركود".
وجاء هذا التحذير ردًا على ترامب بعد ثلاثة أيام على تنديد الرئيس الأميركي أمام قادة دول العالم الـ193 بـ"تجاوزات" بكين.
ولطالما ردد الرئيس الجمهوري اتهاماته للصين بالمنافسة غير النزيهة وصولًا إلى التجسس الصناعي، جاعلاً من هذا الخط محورًا أساسياً من ولايته، وقد انضمت إليه إدارته في توجيه هذه الانتقادات للصين.
ترامب لا تجاوزات بعد اليوم
يخوض كلا العملاقين منذ أشهر طويلة مفاوضات تجارية تتخللها فترات توتر تتداخل مع فترات هدنة. لكن مع بدء حملته الانتخابية للفوز بولاية رئاسية ثانية، بات ترامب يلمّح إلى أنه لن يكون من الممكن التوصل إلى اتفاق قبل استحقاق 2020.
وقال الرئيس الذي يرفع شعار "أميركا أولاً" إنه "لسنوات تم التغاضي عن هذه التجاوزات وتجاهلها، لا بل تشجيعها" مؤكداً أن "هذا الزمن ولّى".
لكن خلف هذا الصراع الذي يهزّ الأسواق ويتصدّر وسائل إعلام العالم، فإن المواجهة هي في الحقيقة معمّمة بين البلدين.
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة عند افتتاح الجمعية العامة عن مخاوفه من هذا "الشرخ الكبير"، واصفاً "كوكباً مقسوماً إلى شطرين، تقوم أكبر قوتين اقتصاديتين فيه ببسط نفوذهما على عالمين منفصلين متنافسين، لكلّ منهما عملته المهيمنة وقوانينه التجارية والمالية وشبكة الإنترنت الخاصة به وذكاؤه الاصطناعي واستراتيجياته الجيوسياسية والعسكرية الخاصة في لعبة لا رابح فيها".
ولم يخف وزير الخارجية مايك بومبيو أنّ الخصومة الاستراتيجية الحقيقية على المدى البعيد هي مع الصين.
وعلى ضوء ذلك، باشرت إدارة ترامب حملة على جميع الأصعدة تذكر بأجواء الحرب الباردة. وفصّل نائب الرئيس مايك بنس هذا الهجوم قبل عام في كلمة عدد فيها بقسوة غير مسبوقة كل المآخذ والتهم ضد الصين.
لكن بعض المنتقدين يشيرون إلى أن المبادرات الأميركية للتصدي للنفوذ الصيني أعقبت انسحاب واشنطن من اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ، في حين أن ذلك كان بالأساس الهدف من اتفاقية التبادل الحر تلك.
بموازاة ذلك، فرضت السلطات الأميركية عقوبات على شركات صينية لاتهامها بانتهاك الحظر المفروض على النفط الإيراني.
بعد سبعين عامًا على تأسيسها، تؤكد الصين الشيوعيّة أكثر من أي وقت مضى مكانتها كقوة كبرى وقطب بوجه الولايات المتحدة، فيما تخوض واشنطن حملة غير مسبوقة للحفاظ على تفوقها.
العالم يواجه هزّة إذا استمرت الحرب الصينية الأميركية التجارية العالم يواجه هزّة إذا استمرت الحرب الصينية الأميركية التجارية
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!