-
اختلاجات اللحظات الأخيرة
عاشت سورية عدة عقود في ظل حكم استبدادي. عمد إلى إقصاء الطبقة الفكرية والنخبوية واستبدلها بمجموعات هامشية دون وزن واطلقها إلى المجتمع والإعلام بأفكار تسببت في تشظي المجتمع السوري وسانده في ذلك تبديل القيادات الروحية التي لا تنسجم مع استبداده ومسيرته في تهجين البيئات المختلفة لتكون داعمة له في خطواته .
كما أنه زاوج بين رأس المال والسلطة ونحى كل الاقتصاديين أصحاب الرأس المال الوطني. ليحقق معادلة الأمن والاقتصاد .فلا اقتصاد بدون امن ولا امن بدون اقتصاد . مدعما سلطته الاستبدادية بجيش من قادة متلبيسين الاستبداد والمحسوبيات والفساد مدعم بنسبة عالية جدا من أبناء أقلية علوية عمد متعمدا على إضعافها وتهميشها وافقارها واذلالها لتكون درعه الأمين بالانتساب إلى جيشه ولاجهزته الامنية المختلفة والمتنوعة الظلامية التي امعنت قمعا واذلالا بالشعب السوري واملئت اقبيتها وسجونها بكل فئات المجتمع ومكوناته لتكم افواه كل من يعلو صوته. لتصبح سورية السجن الكبير المعجون بالعذاب والألم.
فكان لا بد لهذا الشعب أن يعبر عن استنكاره حول كل ما يحدث له من انتهاكات مرات ومرات منذ سبعينيات القرن الماضي وفي الثمانينيات ايضا وفي القرن العشرين في عامه الرابع عبر انتفاضة الاكراد .الى ان حدث الانفجار الكبير في القرن الحالي في السنة الحادية عشر . ليجابه هذا الشعب بشتى وأقصى أنواع القمع والاستبداد والقتل والتهجير وتدمرت قرى ومدن باكملها على رؤوس قاطنيها مستخدما جيشه بقياداته العلوية وافرعته الامنية المتسلطة ومليشياته المشكلة داخليا واستقطب مليشيات طائفية ظلامية من حزب الله إلى إيران وغيرها .
كل ذلك أجج الفتن الطائفية والعشائرية والقبلية والاثنية لتكون سوريا راسخة على فوهة بركان وزلازل تضربها من الأعماق.
تنفس الشعب اخيرا رياح الحرية والتغيير.
سطعت انوار الحرية .بتحرير سورية من سلطة الاستبداد.
لتتكشف خفايا السجون والمعتقلات لتاتي الفرحة مع حرقة كبيرة ولوعة فاولاد الطائفة الكبيرة ابتلعهم جحيم الأسر وترى الناس حيارا يبحثون عن أبناءهم .
وتعلو أصوات الاقتصاص من كل من تسبب في فقدان أبناءهم وتتجه البوصلة إلى طائفة محددة هي كانت الشريك الأكبر في الإجرام لنظام مجرم وان كانت مرغمة بلا إرادة او بإرادة مبطنة لدى الكثيرين وعلنية لدى البعض .
وجدت نفسها الطائفة السنية بعد حوالي أربعة عشرة عاما في مظلومية تاريخية من قتل وتهجير وتدمير .دفعوا من خلالها اثمان باهظة من حياتهم وأولادهم ومستقبلهم .
بالمقابل كان العلويون على مر هذه السنوات ايضا يدفنون أمواتهم نتيجة المعارك .
تراكمت كل الأمور في العقول واحتقنت الصدور . اي حادثة لو بسيطة ممكن ان تفعل أفعالها في زعزعة الشارع وخلق فتنة كبيرة ممكن تؤدي إلى حرب اهلية دموية..
الأصوات بدأت تتعالى من الطرفين بعدها بشكل علني ومنها مخفي .لتمسي الأقليات المسيحيةوالعلوية والاثنية وجميع الأقليات في قلق كبير على مستقبلها وحياتها في سورية .وكل ذلك في ظل انفلات أمني جزئي بسبب كثرة الفصائل والعديد من العناصر المنفلتة والتي تتغذى من حقد اهلها وشارعها .فان غابت لغة العقل في لحظة ما ستؤدي إلى مصير مجهول .لا زال هناك أمل في حكمة العقلاء ووعي المثقفين والوطنيين والاهم هو رغبة الشعب في الحياة بكرامة وعزة.
ليفانت: انطوني نزيه دانيال
قد تحب أيضا
كاريكاتير
لن نسمح بوجود الارهاب على...
- December 30, 2024
لن نسمح بوجود الإرهاب على حدودنا
ليفانت-خاص
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!