-
اتهامات وتساؤلات لعمليات تجنيد الأطفال في مناطق شمال شرق سوريا
يتهم الأهالي الحركة التي تطلق على نفسها اسم "الشبيبة الثورية" بمعظم عمليات تجنيد القاصرين والقاصرات، بمناطق الإدارة الذاتية، في شمال شرق سوريا.
وعلى بالرغم من خروج الأهالي بالعديد من المظاهرات الرافضة لتجنيد الأطفال، إلا أن "منظمة الشبيبة الثورية" لم تلقِ بالاً لتلك الاحتجاجات، رغم رفض ذويهم، وسط عجز "الإدارة الذاتية" عن توقيف العملية.
وحمل المحتجون لافتات كتب عليها: "ارجعوا أطفالنا" و"التجنيد العسكري يبثّ الرعب في قلوب الأمهات".
وثّق تقرير لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة، قيام المنظمة، بتجنيد 17 حالة لأطفال في شمال شرق سوريا، خلال الفترة مابين تشرين الأول/ أكتوبر، وتشرين الثاني/ نوفمبر، وكانون الأول/ ديسمبر 2021، بينهم 9 فتيان و8 فتيات، وتمّ إعادة حالة واحدة فقط إلى ذويها، فيما بقي مصير الآخرين مجهولاً.
وأشار التقرير، إلى أن حركة الشبيبة الثورية "المرخصة لدى مؤسسات الإدارة الذاتية والمعروفة باسم جوانن شورشكر"، خلف جميع تلك الحالات خلال الأشهر الثلاث الأخيرة من عام 2021. وهو ما أدى إلى تنظيم عدّة تظاهرات من قبل العديد من عائلات هؤلاء الأطفال، مطالبين بتسريح أطفالهم وإعادتهم إلى منازلهم.
اقرأ المزيد: عزم تكشف عن خطة "تحرير الشام" لمستقبل مناطق شمال سوريا
يبدو أن وقوف حركة الشبيبة الثورية، والمرخصة لدى مؤسسات الإدارة الذاتية، وراء كافة حالات تجنيد القصر، طيلة الأشهر الثلاث الأخيرة من نهاية العام السابق، دفع إلى تنظيم تظاهرات عديدة من قبل أسر الأطفال، مطالبين بتسريح أولادهم وإعادتهم إلى بيوتهم.
وتعمل “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” على إعداد تقرير خاص يتعلق بعمليات تجنيد الأطفال داخل مناطق الإدارة الذاتية طيلة الفترة الزمنية بين شهر كانون الثاني/ يناير وكانون الأول/ ديسمبر من العام الماضي.
وسبق وأن تقدّمت "سوريون من أجل الحقيقة والعدالة"، قبل حوالي عامين، بشكوى رفعتها إلى مكتب “حماية الطفل في النزاعات المسلّحة” في الإدارة الذاتية، بخصوص 17 حالة تجنيد لقاصرين وقاصرات، حيث طالبت بمراقبة تفعيل عمل المكتب المستحدث خلال آب/ أغسطس 2020، واتخاذ إجراءات مشددة لمواجهة الأطراف غير الخاضعة للحظر المفروض على تجنيد الأطفال، ومن ضمنهم حركة “الشبيبة الثورية” و“اتحاد المرأة الشابة”.
اقرأ المزيد: تركيا تلاحق اللاجئين السوريين على منصّات التواصل وترحل 19 لاجئاً
وفي تقرير نشرته “سوريون”، صادر بتاريخ 2 حزيران/ يونيو 2021، وثقت فيه عملية تسريح 50 طفلاً والإبقاء على تجنيد 19 آخرين من قبل جهات تتبع للإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا، منذ أيار/ مايو 2020 وحتى آذار/ مارس 2021.
كما تواصلت “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” مع أسر أطفال المذكورين، أكدت تقديمها شكاوى لدى مكاتب حماية الطفل في النزاعات المسلحة التابعة للإدارة الذاتية للمطالبة بتسريح أطفالهم، لكن دون الحصول على أي نتيجة تذكر.
تساؤلات عن أسباب إخفاق الإدراة الذاتية
تأسست حركة “الشبيبة الثورية” في عام 2011، وعلى الرغم من محاولات تسويقها كحركة مستقلّة، إلا أنها تتبع فعلياً لـ“حزب الاتحاد الديمقراطي”، وهي حركة مرخصة لدى مؤسسات الإدارة الذاتية.
ومن المفترض أن هذه الحركة تنظّم أنشطة ثقافية وفنية ورياضية واجتماعية للشباب، إلا أنّ اسمها اقترن بالعديد من الانتهاكات، بما في ذلك تجنيد الأطفال للخدمة العسكرية.
وتخضع مناطق شمال شرق سوريا، لسيطرة وسلطة واسعة لـ"قوات سوريا الديمقراطية" وتعرف بـ"قسد"، التي تشكّل "وحدات حماية الشعب" عمادها العسكري.
وفي الأول من يوليو 2019، وقعت قوات سوريا الديمقراطية "قسد" مع الأمم المتحدة، "خطة عمل"، من أجل إنهاء ومنع تجنيد الأطفال.
إلا أن تقارير جمة، خرجت تؤكد أن عمليات تجنيد الأطفال في مناطق الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية مستمرة، ضاربة بعرض الحائط جميع القوانين والشرائع والمواثيق الدولية والأعراف والتقاليد، التي تحرم وترفض وتمنع استغلال الأطفال.
ومع استمرار عمليات تجنيد الأطفال، وفقاً لتقارير منظمة "سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، تطرح تساؤلات عن أسباب إخفاق الإدراة الذاتية في منع عمليات تجنيد الأطفال.
ليفانت - سوريون من أجل الحقيقة والعدالة
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!