الوضع المظلم
الجمعة ٠٣ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
اتهامات للمحافظين بالإخفاق في مُعالجة مُعاداة الإسلام
اتهامات للمحافظين بالإخفاق في مُعالجة مُعاداة الإسلام

عمل المحافظون البريطانيون منذ فترة طويلة على استغلال فضيحة معاداة السامية التي لحقت بحزب العمال المعارض، إلا أنهم يواجهون اتهامات بالاخفاق في مواجهة المشاعر المعادية للإسلام.


ونوّه حزب رئيس الوزراء بوريس جونسون عن وجود المراجعة التي طال انتظارها للتمييز داخل الحزب بقيادة استاذ علم النفس سواران سنغ، العضو السابق في المفوضية البريطانية للمساواة ومكافحة العنصرية.


بيد أن المراجعة أثارت اتهامات بأنها واسعة جداً بحيث لا يمكن أن تعالج مخاوف محددة طويلة الأمد حول التوجهات المعادية للإسلام بين المحافظين، وصرّح الحزب أن المراجعة "ستنظر في كيفية تحسين عملياتنا، لضمان أن تكون أي حوادث معزولة، وكذلك ضمان وجود عمليات قوية لوقفها".


إلا أن مجلس المسلمين في بريطانيا، والذي يمثل مئات المنظمات بينها المساجد والجمعيات الخيرية، قال إن المراجعة يمكن أن لا تتعدى كونها "عملية تبرئة"، مضيفاً "من خلال توسيع المراجعة والنظر إلى التمييز بشكل عام أكثر، من المرجح أن تكون المراجعة مصممة لتجاهل الأدلة الدامغة على الاسلاموفوبيا في حزب المحافظين".


ووجه المجلس تحذيراً سابقاً من "مشاعر الخوف الملموسة" بين المسلمين البريطانيين حيال التعصب في السياسة. ويشكل المسلمون نحو 4,8% من سكان انكلترا وويلز، بحسب احصاء في 2011.


فيما استهجنت سيدة وارسي المراجعة، وهي أول إمرأة مسلمة تتولى منصباً وزارياً في بريطانيا وتنتقد هذه المسألة منذ سنوات، وصرّحت لإذاعة بي بي سي "لا توجد نظرة إلى ما حدث بالفعل. لا توجد نظرة إلى حجم الحالات. لا توجد تفاصيل عن مدى سوء المشكلة ومدى سوء معالجتها".


وانتقدت وارسي أيضاً تعيين سنغ قائلة إنه "يعتقد أن العنصرية نفسها هي عبارة محل خلاف"، أما حزب العمال، فواجه اتهامات واسعة بمعاداة السامية في السنوات الأخيرة، ما ساهم في هزيمته في الانتخابات العامة التي أجريت الأسبوع الماضي. لكن الاهتمام تحوّل إلى سجل المحافظين.


ووزعت صحيفة ذي غارديان الشهر الماضي، تفاصيل عن 25 من أعضاء مجلس المحافظين المحليين السابقين والمحافظين، قالت انهم نشروا مواد معادية للإسلام وعنصرية على وسائل التواصل الاجتماعي، وتشير التقارير أن تلك المنشورات شملت دعوات لحظر المساجد، والإشارات إلى المسلمين بوصفهم "همجيين" و "العدو الداخلي".


فيما اتهم جونسون بإذكاء المشكلة بمقال كتبه العام الماضي، عندما كان وزيراً للخارجية قال فيه إن النساء المسلمات اللواتي يرتدين الحجاب الكامل يشبهن "صناديق البريد"، حيث دافع المقال عن حق المرأة في ارتداء ما تختاره، لكن جماعة "تل ماما" المناهضة للعنصرية قالت إن هذا أدى إلى "ارتفاع كبير" في الحوادث المعادية للمسلمين.


وبيّن استطلاع للرأي جرى في وقت سابق من هذا العام آراء مذهلة بين أعضاء حزب المحافظين العاديين، وكشف استطلاع اجراه معهد يوغوف لحساب مجموعة "أمل لا كراهية" المناهضة للعنصرية أن 40 % من أعضاء حزب المحافظين قالوا إن على بريطانيا وضع سياسة للهجرة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لقبول عدد أقل من المسلمين.


وأشار 39% إن الإرهابيين الإسلاميين يعكسون عداء واسعاً من المسلمين لبريطانيا، بينما قال 43% إنهم يفضلون عدم وجود رئيس وزراء مسلم، وفي الوقت عينه، أثارت حملة المحافظين لانتخابات رئيس بلدية لندن عام 2016 انتقادات شديدة بعد محاولة ربط مرشح حزب العمال الفائز صادق خان، بالتطرف الإسلامي.


إلى ذلك، تنظر "مفوضية المساواة وحقوق الإنسان" البريطانية، التي شغل سنغ سابقاً منصب المفوض فيها، في شكاوى ضد حزب المحافظين، لكنها لم تتخذ قراراً بإطلاق تحقيق رسمي كما فعلت بحق اتهامات معاداة السامية التي ألصقت بحزب العمال، بحسب ما أفادت المتحدثة.


وأثناء حملة الانتخابات الأخيرة، أكد جونسون أن حزبه "لا يتسامح مطلقاً" مع حوادث معاداة السامية والإسلام أو أي شكل من أشكال الانحياز، معتذراً عن "أي أذى أو إساءة للمشاعر التي تسببت بها "حوادث سابقة وقال إنه "لا يمكن التسامح حيالها"، وأضاف "من المهم جداً بالنسبة إلينا كبلد أن لا نسمح بهذا الأمر، ولهذا السبب سنجري تحقيقاً مستقلاً".


ليفانت-وكالات

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!