-
إدوار حشوة (الجزء الثاني)
- كل أنواع الإرهاب موجود على الأرض السوريّة.
- من حق الأكراد أن يحلموا وأن يناضلوا من أجل وحدتهم.
- خمسة جيوش وعشرات الميليشيات التابعة والمموّلة موجودة على أرضنا.
-في محاضرة لك عن الإرهاب الديني ومستقبل الشرق الأوسط في جامعة كولومبس في العام 2015، تعطي كل متدخّل في هذا الإرهاب حقّه في الحضور والتوصيف والدور، هل لك أن توضّح ذلك وفق التموضعات الجديد في الإرهاب الديني؟. إدوار حشوة
=الإرهاب في الساحة السورية متعدّد إلى درجة يمكن القول إنّ كل أنواع الإرهاب وجدت لها مكاناً، فهناك إرهاب كردي يتمثّل في حزب العمال الكردي التركي حسب السياسة التركية، وهناك إرهاب شيعي تقوده إيران وعدد من ميليشيات تتبعها، بما في ذلك حزب الله، والتي مارست أعمالًا وحشية وتهجيراً للسكان، وهناك إرهاب النظام الوحشي الذي قتل مليون سوري وهجّر ١٢ مليون ونهب وعفّش أرزاق الناس، وهناك إرهاب منسوب للسنّة، قادم من مجاهل التاريخ، وحشي ويعادي حضارة العصر، وتحديداً القاعدة وداعش وما يشبههما، وجود هذا الكم من الإرهاب على أرضنا كان نتيجة لتسلسل الأحداث والمواقف (تطوّفت من النظام، ثم تأسلمت من المعارضة ثم تأقلمت بتدخل دول الخليج وتركيا وإيران، ثم تدوّلت بدخول الروس والأميركان والغرب).
-وجّهت رسالة إلى صالح مسلم وكل رفاقه الأكراد في العام 2016, وكتبت أكثر من مقال في المسألة الكردية في سوريا، كيف تقيّم الوضعية الكردية في القضيّة السورية خلال هذه المرحلة المعقدة في سوريا؟ إدوار حشوة
=تبعثر الأكراد في دول عديدة ليس بسبب هذه الدول بل بسبب القسمة الدولية لممتلكات الدولة العثمانية والتي بعثرت العرب إلى دول كما بعثرت الأكراد، وبالتالي لا يجوز معاداة العرب لأنّهم هم أيضاً ضحايا اتفاقيات دوليّة اعتدت على تقرير المصير للعرب والأكراد معاً.
الهجمة الوحشيّة على العناصر العربية من قبل الأكراد في شرق الفرات، ومعاملتهم كأعداء فيها الكثير من قصر النظر، شخصيّاً وقفت في التسعينيات إلى جانب الأكراد الذين اعتقلوا لمطالبتهم بحقّ تقرير المصير.
وكذلك ضدّ معاقبة الحزب الشيوعي، بسبب بيان ذكر فيه تأييده لحق تقرير المصير للأكراد. قلت يومئذ، من حق الأكراد أن يحلموا وأن يناضلوا من أجل وحدتهم تماماً، كحقّنا نحن العرب في النضال من أجل وحدتنا.
كان حزب صالح مسلم عضواً في معارضة الداخل فذهب إلى الأمريكيين ليس لطلب معونتهم ضد النظام، بل فقط من أجل عقد بالأجرة يستخدمهم ضدّ داعش ويمنعهم من مقاتلة النظام.
كان صالح مسلم يعتقد أنّ الأمريكيين سيقيمون له ولحزب أوجلان دولة في الشمال السوري، وكان ذلك وهماً مطلقاً، لأن جرى استخدامهم ضد داعش، يشبه استخدام الأمريكيين لهم كورقة كلينكس ولمرة واحدة ثم إلى سلّة المهملات.
مع كل ذلك كنت إلى جانب عودتهم للحاضنة السورية، وجبهة النضال من أجل الديمقراطية تحت شرط واحد، هو رفض أي مشروع انفصالي .
في الورشة الدستوريّة بالرياض، تم الاتّفاق بحضور ممثّل عن الأكراد على لامركزية إداريّة ديمقراطية في جميع المحافظات، وعلى حقّ الأكراد في تعليم أولادهم لغتهم القوميّة في المدارس الرسميّة في المرحلة الابتدائيّة، وفي مدارس خاصة في المراحل الأعلى وعلى اعتماد اللغة الكردية لغة رسميّة إلى جانب العربية في مناطق الكثافة، ثم إلى التسامح في حلّ مشكلة الجنسيّة إلى أقصى حدّ ممكن، رغم أنّ عشرات الألوف منهم، من أكراد تركيا، لذلك على صالح مسلم وحزبه أن يعيدوا النظر في استراتيجيتهم بالعودة إلى معسكر الحرية والباقي تفاصيل.
-عمق النظام والدول المتدخلة في سوريا الصراع الطائفي والقضايا الطائفيّة. هل نجح النظام والدول المتدخلّة في تحويل الصراع من ثورة على النظام الحاكم إلى صراع طائفي؟
=نعم نجح النظام في القضاء على شباب الثورة السلميّة، ونجح في تحويل الصراع من السياسة إلى الطائفيّة، والمعارضة المسلحة ودول التدخل ساهمت في محاربة الثورة السلميّة وساهمت بغباء في هذا التحويل للصراع.
-منذ العام2012، بدأ وضع سوريا في لعبة الأمم ما زاد من التدخلات على أرضها، وبلغت حدّ وجود محميّات دوليّة على الأرض السورية، بعلم خاص لعدد من الدول، منها تركيا، إيران، روسيا، أمريكا، بالإضافة إلى العلم الإنكليزي، والفرنسي، والألماني، كيف تقيم الوضع الميداني في سوريا بوجود كل هذه التدخّلات؟
-على أرضنا أكثر من خمسة جيوش وعشرات الميليشيات التابعة والمموّلة منها. النظام هو أول من استورد الحرس الثوري الإيراني ومن يتبعه ثم قوّات حزب الله ومنح إيران المطارات والموانئ والقواعد وحق نهب ممتلكات السورين وتهجيرهم، النظام استورد الاحتلال الروسي وأعطاه أجرة الاحتلال مطارات وقواعد وموانئ وعقود استثمار للنفط والغاز، في ظرف السيادة وشرعيّة النظام ملتبسة. إدوار حشوة
والمعارضة المسلّحة وبتسهيل من دول الجوار والخليج، استوردت مقاتلين موغلين في التعصّب والوحشيّة، يحملون مشاريع بعيدة جداً عن الاعتدال السوري في شكل خلافة داعش وخلافة القاعدة وخلافة عثمانيّة هذا لدفع بالدول الكبرى للتدخل، لا لإنقاذ شعبنا من الاستبداد، بل لوقف تصاعد التيارات الدينية المعاصرة باعتبارها إرهاباً.
الوضع صار دوليّاً ومعقداً واستراتيجية المعارضة يجب أن تستند إلى شعار، أيّها الغرباء كلكم أخرجوا من بلادنا. إدوار حشوة
ليفانت – حوار بسام سفر
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!