الوضع المظلم
الأحد ٢٢ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • "واجه مخاوفك".. كتابه الجديد للتغلب على المخاوف بشكل علمي مدروس

Image by ambermb from Pixabay

كان خبير الصدمات وعلاج الرهاب كريستوفر جونز، يخاف من الطيران ويخشى التحدث أمام الجمهور منذ ما يقرب من 20 عاماً مرت، بيد أنه تفوق على مخاوفه بل وساعد مرضاها على التخلص من حالات رهاب متنوعة، بما يتضمن الخوف المنهك وحالات الخوف بالغة الغرابة، مثل رهاب الزينة والبيض المخفوق ومناسبات الهالوين وأعياد الميلاد، حيث قدم جونز في كتابه الجديد "واجه مخاوفك" للقراء الأدوات الصحيحة للتغلب على مخاوفهم بشكل علمي مدروس ومجاني تماماً.

وضمن مقابلة حصرية مع صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، بيّن جونز، المؤلف والمعالج المقيم في المملكة المتحدة، أن الناس بمقدورهم التغلب على رهابهم عبر أساليب مختلفة في المنزل مثل ممارسة تقنيات التنفس، وتدوين المذكرات الشخصية اليومية.

وتحمس جونز لتأليف كتابه "واجه مخاوفك" في أعقاب جائحة كوفيد-19، بالأخص أن الأشخاص الذين كانوا يعانون من رهاب اجتماعي بسيط قبل عام 2020، أضحوا فجأة مرعوبين من القيام بأشياء مثل ركوب الطائرة لأنهم ببساطة لم يتواجدوا في مكان مغلق مع أشخاص آخرين لمدة ثلاث سنوات، وأن رهاب الجراثيم وصل إلى حده الأقصى بشكل مفاجئ.

اقرأ أيضاً: الخوف من السقوط.. رعب يسري في أوصال جمهورية الخوف

وبمقدور الأشخاص الذين يعانون من القلق، أن يعملوا على التغلب على مخاوفهم باستعمال تقنيات التنفس، وعلى الرغم من أنها لا تعالج الرهاب، بيد أنها ستعمل على استرخاء العقل والجسم قبل أن يحتاج الشخص إلى التركيز على مهام أخرى.

وتوصل جونز إلى أن إبطاء التنفس بنسبة 10% فقط يمكن أن يساهم في تقليل نوبات الهلع التي يصاب بها الأشخاص لدى مواجهتهم خوفهم، لأن تلك الطريقة تؤدي إلى تحفيز أجزاء الدماغ، بما يجعل الشخص أكثر وعيًا بما يسبب القلق ويجعل معدل ضربات القلب يتباطأ مما يساعد على تقليل القلق.

وإن أحد أنواع تقنيات التنفس، يسمى التنفس من الأنف، والذي يستعمله ممارسو اليوغا عادةً، وتتضمن تبديل فتحة الأنف التي يتنفس الشخص من خلالها باستخدام أصابعه لإغلاق فتحة أنف واحدة في كل مرة، وتؤدي تلك التقنية إلى تنشيط ما يسمى العصب المبهم، الذي ينظم معدل ضربات القلب ويساعد في تقليل مقدار التوتر الذي يشعر به الشخص عندما يواجه الرهاب.

كذلك، قدم جونز ضمن كتابه "واجه مخاوفك" أسلوب آخر هو كتابة مجموعة من التساؤلات حول مخاوف الشخص على الورق، فعلى سبيل المثال، يمكن أن يطرح الشخص أفكارًا مثل "ماذا لو لم أكن آمنًا؟" أو "أنا بخير الآن، ولكن ماذا لو شعرت بالسوء لاحقًا؟"، مقترحاً أن يقوم الأشخاص عقب ذلك بترتيب "ماذا لو" على مقياس من 1 إلى 10، ومدى احتمالية حدوث السيناريو، ثم ترتيب المشاعر المصاحبة لكل عبارة وترتيبها من أقوى المشاعر إلى الأضعف.

من هنا، يسرد جونز، يصبح الشخص بحاجة إلى قول العبارة بصوت عالٍ والتعرف على أي مشاعر أو عواطف تترافق معها، ثم يفكر في ما إذا كان ذلك سيجعله يبتسم بدلاً من ذلك، حتى لو كان من غير المحتمل حدوثها، ويردف جونز أنه من خلال تغيير هذه العقلية، يمكن أن يلاحظ الشخص أن التساؤلات السلبية تضحى أضعف حتى تختفي تماماً أو تصبح ضجيجاً في الخلفية عندما تواجه موقفاً مرهقاً، ويبين أن أول شيء ينبغي على المرء فعله عندما يواجه الأمر الذي يخاف منه هو أن يسأل نفسه: "ما الذي أتخيله في ذهني؟" ماذا أقول لنفسي؟ 'ماذا أرى؟"

ولفت جونز كذلك إلى إن الندوات يمكن أن تكون أداة مفيدة للتغلب على المخاوف مثل المناسبات، التي يجري الإعلان عنها باسم "التغلب على خوفك من الطيران"، والتي يمكن أن تكون مفيدة من خلال العثور على أدوات للمساعدة، بجانب المساعدة في العثور على مجموعة دعم في عملية، ويجري تنظيم الندوات باستخدام الحقائق والإحصائيات، التي قد تجذب الجانب الأكثر منطقية، وليس المؤثرات العاطفية، من الشخص لأنها تحاول تغيير الطريقة التي يدرك بها خوفه باستخدام المعلومات وحدها، وهو نهج تحليلي بحت لعلاج الرهاب، كما كتب جونز في كتابه، ومن المرجح أن يقترن بتقنيات أخرى ليكون فعالاً.

ولفت جونز إلى إنه كتب "واجه مخاوفك" ليُظهر للناس أن التغلب على الرهاب ليس بالأمر الصعب كما قد يظن البعض، وأردف أن الأمر لا يتعلق فقط بمعالجة الرهاب - "إنه يتعلق بالحرية"، مختتماً بالقول: "أعتقد أن الدرس الكبير الذي أحاول تقديمه للناس في الكتاب، هو أن الحياة بدون خوف هي حياة أفضل بكثير، في الأساس، عندما يتمكن الشخص من التخلص من خوفه، يصبح لديه الكثير من الحرية، ونعم، ربما يشعر أنه لا النبش أو التفكير بشأن سبب الخوف، ولكن إنها المحطة التي تكمن فيها كل الإجابات، إن الأمر لا يرتبط بالتغلب على الرهاب، وإنما يتعلق باستعادة المرء لحياته".

ليفانت-وكالات

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!