الوضع المظلم
الخميس ٠٧ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
هل تنتهي سطوة الميليشيات بالسويداء؟
السويداء

لغاية الأمس القريب، وحسب تقريرنا السابق، كانت السويداء أمام خيارين: إما الرضوخ لتمدد عصابة فلحوط أو فرض المواجهة العسكرية. فيما أتى تطور الحدث اليوم بتماسك المجتمع الأهلي مع حركة رجال الكرامة باتخاذ قرار اجتثاث هذه العصابة، والعنوان المطروح كما أتى على لسان أحد كتابها: لا كبير في السويداء إلا للكرامة.

فقد شهدت السويداء اليوم استنفاراً أهلياً مع حركة رجال الكرامة ومهاجمة مقره في بلدة سليم شمال السويداء وحرق مقره وفرار زعيمها فلحوط. لتقع أثناء المواجهة أربع ضحايا من أبناء شهبا والعديد من الإصابات الخطرة، ومقتل عدد من أفراد العصابة واستسلام الكثير منهم. فيما ما تزال المواجهات مستمرة في كل من بلدتي عتيل وقنوات مع أنباء عن هرب فلحوط للأخيرة. وأخرى تفيد في محاصرته في منزله.

اقرا المزيد: جامعة أمريكية تُطلق دورة دراسية للحصول على شهادة في الأعمال التجارية بالميتافيرس

حركة رجال الكرامة ومشيخة عقل طائفة الموحدين ممثلة بالشيخ الهجري دعت للنفير العام لمواجهة هذه العصابة واجتثاثها، الموقف الذي يعكس التضامن الأهلي العام وعدم الانجرار لفتنة داخلية بل للتماسك المجتمعي.

في الخلفية، فإن توتر الوضع الأهلي بالسويداء ناتج عن محاولة فصيل ما سمي بحركة الفجر يتزعمها المدعو راجي فلحوط متزعم ميليشيا خطف وسرقة وتجارة مخدرات من أبناء بلدة عتيل.. يتبع لشعبة المخابرات العسكرية، التي قامت بتنميته وتعزيز قوته لفرض سطوته المفردة على الواقع المحلي بالسويداء.

لكن السويداء بعمقها الوطني وطباعها المحلية وتجنباً للاقتتال الأهلي، حاول مجتمعها المحلي عبر الوساطات الأهلية وبالضغط على السلطة من خلال احتجاز ضباط من الجيش والمخابرات بغية الإفراج عمن خطفتهم عصابة فلحوط من أهالي مدينة شهبا، ورغم التوصل لحل أولي اليوم صباح 26 تموز، والإفراج عن المخطوفين وفتح الطرق العامة، عادت العصابة واحتجزت عدداً من أهالي شهبا، ما استدعى الواقع الأهلي بالتكاتف مع حركة رجال الكرامة والذهاب مباشرة لمقر العصابة ومهاجمة وحرق مقرها وفرار زعيمها، وما زالت الأحداث جارية للآن ولا يمكن توقع خسائرها. لكن المؤكد نهاية حركة عصابة فلحوط دون التأكد بعد من مصيره ومن مجريات الحدث العسكري.

لليوم تؤكد السويداء أنها جزء من المعادلة السورية، ترقب وتسعى للحل السوري الكلي متمثلاً بالقرارات الدولية. ولم تنجر للمقتلة السورية. ولم تسعَ للانفصال عن سوريا، ورغم كل ما مورس عليها من ضغوط لافتعال الفتن فيها، لكن تماسكها ووعيها لما يحاك لها جعلها تؤخر قرارات المواجهة العسكرية حقناً للدم.

ولليوم خيارات السويداء هي خيارات كل السورين بدولة العدالة وسيادة القانون ومنع حكم الميليشيات والاستفراد بالسلطة. ومهما حاولت السلطة فرض هيمنتها من خلال العصابات المحلية ودعمها خفية بالمشروع الإيراني، بحيث يظهر الاقتتال الحاصل على أنه محلي وأهلي. لكن لليوم لم تنجح بمخططاتها، والمتوقع أن تتخلى السلطة والأجهزة عن دعم هذه العصابة وتقف على الحياد، كما فعلت العام الماضي عندما حاصرت حركة الكرامة مقر فلحوط ولكن الوساطات الأهلية والوعد بترحيله من السويداء أدى لفك حصاره، لتعود به الأجهزة الأمنية لواجهة الحدث بالسويداء اليوم.

اقرأ المزيد: العراق.. استهداف صاروخي لمحيط القنصلية التركية في الموصل

فهل ستتوقف مجريات الحدث بالسويداء عند اجتثاث هذه العصابة وفقط أم ستسمر الضغوط على السلطة القائمة وتحجيم دور الأجهزة الأمنية ووضع حد للعصابات ومنع الفلتان الأمني ما قد يمهد الطريق مرة أخرى لطرح معادلة التغير السياسي بدءاً من الجنوب، ومن السويداء هذه المرة، بعد أن أثبتت إصرارها على الثوابت الوطنية العامة دون غلو سياسي أو عسكري أو مشاريع انفصالية أم لم تزل المعركة ببدايتها وقد تتطور وتتسع؟ هذا ما ستثبته الساعات والأيام القادمة.

ليفانت - سالم المعروفي

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!