الوضع المظلم
الجمعة ٠٨ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • مجزرة معشور وعشرات الضحايا الأحوازيين على يد سلطات الملالي بإيران

مجزرة معشور وعشرات الضحايا الأحوازيين على يد سلطات الملالي بإيران
مجزرة معشور وعشرات الضحايا الأحوازيين على يد سلطات الملالي بإيران

معشور ليست سوى رقمٌ آخر من الأرقام التي انتهكت حياة الإيرانيين، من قبل نظام الملالي، حيث رسخت في عقلية الأحوازيين بالدماء والقتل، لأنها كانت المجزرة الأشنع من قبل نظام الحكم بحق الأقلية الأحوازية الذين كانوا يطالبون بحقوقهم كعرب أحوازيين في تلك البلاد.


متى وكيف حدثت؟


حدثت في نوفمبر 2019 بمدينة ماهشهر (معشور) الواقعة جنوب غرب إيران والتي تضم أكبر مجمع للبتروكيماويات في البلاد، والتي أصبحت مسرحاً للاحتجاجات، بعد قرار الحكومة برفع أسعار الوقود.


نفذت عناصر من قوات الأمن الإيرانية إعدامات جماعية بالرصاص ضد محتجين كانوا قد اختبأوا داخل أحد مزارع القصب، بعد تعرضهم لهجوم من جانب مليشيا الحرس الثوري، وكانت قد سبقت أن تظاهرت المنطقة رداً على غلاء أسعار البنزين بموجب قرار رسمي، راح ضحيتها أكثر من 200 قتيل برصاص قوات الأمن وعناصر من مليشيا الحرس الثوري.


رأي المعارضة الأحوازية.. وأهمية موقع المجزرة استراتيجياً


هنا يحدثنا رئيس المجلس الوطني لقوى الثورة الأحوازية، صلاح أبو شريف الأحوازي عن المجزرة فيقول: "عندما اندلعت المظاهرات في عموم ما تعرف بجغرافية إيران السياسية بعد رفع أسعار الوقود، في الخامس عشر من ديسمبر من العام الماضي ٢٠١٩ كانت الأحواز منتفضة بعد أن اغتالت السلطات الإيرانية الشاعر الوطني حسن الحيدري في الأحواز العاصمة، حيث احتجز الأحوازيون في كافة المدن الأحوازية و بدأ الحراك يتوسع عندما أعلن رفع الأسعار.


اتسعت المظاهرات لتعم كافة المدن الأحوازية بما فيها المحمرة وعبادان استراتيجيتين المطلتين على شط العرب، وكذلك المدن المطلة على الخليج العربي، وهي مدن فوق استراتييجة بسبب الموانئ وشركات البتروكيمياًويات الهامة، والتي تشكل المصدر المالي للدولة الايرانية خاصة فى ظل الحصار الاقتصادي على تصدير النفط مما جعل سلطات الاحتلال الإيراني تستعمل كافة أنواع سلاحها الإرهابي لضرب الاحتجاجات في المدن الأحوازية كافة، خاصة مدينة معشور وضواحيها بوحشية ما ظهر منها حتى الأن أكثر من ١٣٠ شهيد، وفق تقارير دولية، ويعود هذا الأسلوب الوحشي في التعامل مع المظاهرات السلمية فى الأحواز لما يحمل قطر الأحواز المحتل ومدنها من أهمية استراتيجية اقتصادية و جغرافية كبيرة وكذلك بمطالب الاحوازيين التحررية التي لا تعترف باي شرعية للتواجد الايراني على أرض الأحواز منذ احتلالها في العشرين من نيسان ١٩٢٥.


مجزرة معشور


تنديد دولي بالمجزرة


اعتبرت منظمة العفو الدولية مدينة معشور ضمن المناطق الأعلى عدداً من حيث حصيلة القتلى في الاحتجاجات الشعبية المناهضة للنظام الإيراني، فيما نددت مجلة "لوبوان" الفرنسية بالمجزرة، معتبرة أنها نموذج لإجرام النظام الإيراني ضد شعبه.


بينما ترفض السلطات الإيرانية الإفصاح عن عدد قتلى احتجاجات نوفمبر أحصى أحدث تقرير لمنظمة العفو الدولية عددهم بأكثر من 304 أشخاص في حين قدرت جماعات المعارضة عدد القتلى بأكثر من 1500 قتيل، وهو الرقم الذي أيدته وكالة "رويترز" العالمية نقلاً عن مسؤولين إيرانيين.


ويذكر أن أول تقرير دولي مهم يؤكد سياسات إيران العدوانية والخطيرة التي تستهدف الأحوازيين، تبنته مجموعة من العلماء الدوليين المستقلين العاملين في المنظمات غير الحكومية NGO المرتبطة بمنظمات الأمم المتحدة في مارس 2005، والذين أكدوا خلاله وعبر الشواهد المادية والوثائق الرصينة، التي وصلوا إليها من خلال البحث والتحقيق العلمي، الدالة على ارتكاب السلطات الإيرانية سياسات خطيرة ضد الشعب العربي الأحوازي ترتقي إلى جرائم التطهير العرقي الممنهج.


منفذي مجرزة معشور


بحسب حقوقيين إن قائد قوات مليشيا الحرس الثوري الإيراني في إقليم الأحواز حسن شاهوار بور أمر بإطلاق الرصاص، وضمت قائمة الشخصيات العسكرية والأمنية الإيرانية التي شاركت بالمجزرة نحو 15 فرداً، أبرزهم قائد عمليات الحرس الثوري بجنوب غرب إيران أحمد خادم سيد الشهداء (عميد)، وقائد كتيبة 227 عاشوراء التابع لمليشيا الباسيج في مدينة معشور أحمد كاموري، بحانب قائد قوات الشرطة في مدينة معشور رضا بايي (عقيد)، مدعي عام معشور مهدي محمدي، ومدير جهاز الأمن والاستخبارات بإقليم الأحواز (مجهول الهوية)، حسب دحيمي.


كما شاركت فيها عناصر من القوة البحرية التابعة للحرس الثوري بالمنطقة الثالثة، وقوات نوبو الشرطية الخاصة، وعناصر خاصة تتبع مخيماً عسكرياً يدعى مالك الأشتر في الأحواز، ومازال المسؤولون الإيرانيون يتكتمون بالرد على تقارير تحدثت عن قتلى ومعتقلين كثيرين في مدينة معشور بإقليم الأحواز، الذي تعيش فيه أغلبية سكانية عربية بجنوب غرب البلاد


تنديد محلي واستقالة حاكم الجراحي


قدّم حاكم بلدة الجراحي، التابعة لمنطقة معشور، جنوب إقليم الأحواز العربي استقالته بعد الجدل الذي أثير حول مجزرة قتل المتظاهرين التي راح ضحيتها العشرات من المتظاهرين العرب أثناء احتجاجات نوفمبر الماضي في إيران، بالتزامن مع قيام قوات الأمن الخاصة والحرس الثوري باقتحام بلدة الجراحي وسائر بلدات معشور مثل الكورة وخور موسى، واستخدام الدبابات والرشاشات والأسلحة الثقيلة لقتل عشرات الشبان والمواطنين العرب، بينهم أطفال ونساء، بعد أن أتبعوهم إلى داخل هور القصب المحيط بالبلدة.


وقدّم حاكم الجراحي عبدالواحد عبادي، استقالته، بسبب عدم حصول أي تقدم في تنمية البلدة المهمشة خلال عام من توليه منصبه، في حين وقع 27 قتيلاً بمجزرة الجراحي،


الأحواز ضحية المفاهيم الاستعمارية للسلطات الإيرانية


يقول حاتم صدام، نائب رئيس المجلس الوطني لقوى الثورة الأحوازي، لجريدة ليفانت: "تتعامل الأنظمة الإيرانية المتعاقبة مع الشعب العربي الأحوازي، وفقاً لسياسات ومنطلقات نابعة من المفاهيم الاستعمارية حيث أنه لم تتوانى هذه الأنظمة عن استخدام جميع السياسات الاستعمارية شكلاً ومضمونًا وتطبيقها بحق الأحوازيين العرب الذين يستقتلون من أجل الحفاظ والتمسك بهويتهم العربية وإعادة سيادتهم العربية لأراضيهم السليبة.


ويضيف: "على سبيل المثال وليس الحصر، شهدت إيران في نهاية عام 2019 في شهر نوفمبر حراكاً ثوريًا واحتجاجات واسعة على إثر رفع تسعيرة البنزين إلى ثلاثة أضعاف، وشارك العرب في الأحواز أيضاً في الاحتجاجات بشكل منتظم وخرجت عشرات المناطق والمدن في تنظيم المظاهرات والاحتجاجات المناهضة للنظام الإيراني، ومن بين المدن الأحوازية التي خرجت وشاركت بقوة في هذه الاحتجاجات هي مدينة معشور الأحوازية التي تتواجد في كبرى مجمعات البتروكيمياويات وشركات النفط بينما يعيش أهالي هذه المدينة تحت خط الفقر، وكان الملفت في هذه الاحتجاجات هو استخدام الدبابات في قمع الاحتجاجات بمدينة معشور.


ويتابع: "وثّق أهالي مدينة معشور اقتحام دبابات الحرس الثوري الإيراني المدينة، واستخدامها للأسلحة الثقيلة والمتوسطة لقمع الإحتجاجات بالمدينة، ووفقًا للإحصائيات الموثقة استشهد فقط من مدينة معشور 140 متظاهر عربي اعتبرت صحيفة النيويورك تايمز ما حدث بمدينة معشور مجزرة دامية مكتملة الأركان بحق المتظاهرين هناك".

بحسب الناشطين الأحوازيين والسياسيين هناك، لن تكون معشور المجزرة الأخيرة بحق الأحوازيين من قبل نظام الملالي في إيران، بل هناك العشرات والمئات من الانتهاكات التي لا تظهر للإعلام، حيث التعتيم الإعلامي الممارس على الشعوب هناك من قبل السلطات الحاكمة، بالتزامن مع وجود آلاف المعتقلين والمعتقلين الذين يقتلون في زنازين الملالي، ومن دون أن يكون هناك اطلاع أو تنديد دولي بذلك.


خاص ليفانت

إعداد ومتابعة: شيار خليل

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!