الوضع المظلم
الخميس ١٩ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • دبلوماسية تركية مزدوجة: حوار مع واشنطن للتقارب مع الأسد وضرب الكرد

  • تكشف المباحثات التركية الأمريكية في أنقرة عن سعي تركيا لتحقيق مصالحها الخاصة في سوريا، متجاهلة تضحيات المعارضة وحقوق الكرد، في محاولة لإعادة رسم خريطة النفوذ في المنطقة على حساب الشعب السوري
دبلوماسية تركية مزدوجة: حوار مع واشنطن للتقارب مع الأسد وضرب الكرد
تركيا- الأسد

في سياق محاولاتها لإعادة رسم خريطة النفوذ في سوريا، استضافت أنقرة جولة مباحثات تركية أمريكية على مدى يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين.

وترأس الجانب التركي نائب وزير الخارجية نوح يلماز، بينما قاد الوفد الأمريكي نائب وكيل الخارجية للشؤون السياسية، جون باس.

وتكشف المباحثات، التي تزعم تركيا أنها تهدف لتفعيل الحل السياسي في إطار قرار مجلس الأمن 2254، في واقع الأمر عن أجندة تركية تسعى لتجاوز المعارضة السورية وتهميش الحقوق الكردية.

اقرأ أيضاً: خلال اجتماع سري في تركيا.. انقسام حاد يعصف بصفوف المعارضة السورية

ووفقاً لصحيفة "حرييت" المقربة من الحكومة التركية، قدم الجانب التركي خلال المباحثات ورقة مطالب تضم 25 بنداً، تركز على ما تسميه تركيا بـ "الدعم الأمريكي للوحدات الكردية"، وتعكس استمرار سياسة أنقرة في إنكار الحقوق الكردية وسعيها لتقويض المكاسب التي حققتها القوات الكردية في شمال سوريا، متجاهلة دورها الحاسم في محاربة تنظيم داعش.

وفي تصريحات لاحقة، أشار وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إلى ما وصفه بـ "سيطرة تنظيم انفصالي على ثلث مساحة سوريا"، في إشارة واضحة إلى الوحدات الكردية، ليكشف الخطاب عن النوايا الحقيقية لتركيا في سعيها للتقارب مع نظام الأسد، حيث تهدف في الأساس إلى منع أي شكل من أشكال الحكم الذاتي الكردي في شمال سوريا.

وتزامنت هذه المباحثات مع لقاء جمع يلماز مع ممثلين لهيئة التفاوض التابعة للمعارضة السورية، والذي يبدو ظاهرياً كمحاولة لإشراك المعارضة، لكنه يمثل في واقع الأمر محاولة تركية لتمرير أجندتها الخاصة تحت غطاء الحل السياسي.

ويرى محللون أن هذه التحركات الدبلوماسية التركية تعكس نهجاً مزدوجاً، حيث تسعى أنقرة للحصول على دعم أمريكي لموقفها المعادي للكرد، بينما تمهد في الوقت نفسه الطريق للتطبيع مع نظام الأسد، وتتجاهل بسياستها الانتهازية تماماً تضحيات الشعب السوري وتطلعاته للحرية والديمقراطية.

وفي ظل هذه التطورات، يبدو أن تركيا قد تخلت نهائياً عن دعمها السابق للمعارضة السورية وتنظيم الإخوان المسلمين، مفضلة تحقيق مصالحها الخاصة على حساب مبادئ "الثورة السورية"، وهو ما يرى معارضون سوريون أنه خيانة لآمال ملايين السوريين الذين اعتمدوا على الدعم التركي في مواجهة نظام دمشق.

وتبرز هذه المباحثات والتحركات الدبلوماسية فشل السياسة التركية في سوريا على مدى السنوات الماضية، فبعد أن ساهمت في تأجيج الصراع، تسعى الآن للتنصل من مسؤولياتها والتقارب مع نظام طالما وصفته بالإرهابي، تاركة الشعب السوري، ضحية لأجندات تركية ضيقة.

ليفانت-وكالات

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!