الوضع المظلم
السبت ٠٩ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • تقسيم أوكرانيا بالقوة.. رفض عالمي ومُقاومة عسكرية مُتصاعدة

تقسيم أوكرانيا بالقوة.. رفض عالمي ومُقاومة عسكرية مُتصاعدة
أوكرانيا والتقسيم \ ليفانت نيوز

في الثلاثين من سبتمبر الماضي، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عن ضم 4 أقاليم قائلاً: "أصبح لدينا أربع مناطق جديدة"، ثم وقع على مراسيم رسمية، وشبك يديه بأيدي زعماء تلك المناطق الخاضعة لاحتلال القوات الروسية.

وجاء الاحتفال بعد ثلاثة أيام من الانتهاء من استفتاءات تم تنظيمها على عجل، في تلك المدن (من 23 إلى 27 سبتمبر)، فيما وصفت كييف، وحكومات الغرب عمليات التصويت تلك بالزائفة وغير الشرعية، معتبرة أنها "تمت تحت تهديد السلاح".

الموقف الأمريكي..

تقسيم أوكرانيا، أدانه الرئيس الأميركي جو بايدن، مؤكداً أنه قائم على "الاحتيال" مشيراً إلى أن موسكو تخالف القانون الدولي، قائلاً في بيان إن "الولايات المتحدة تدين محاولة روسيا، القائمة على الاحتيال لضم أراض أوكرانية ذات سيادة، روسيا تنتهك القانون الدولي وتدوس على ميثاق الأمم المتحدة، وتبدي ازدراءها للدول المسالمة أينما كانت".

كما أضاف "ستحترم الولايات المتحدة على الدوام حدود أوكرانيا المعترف بها دولياً، سنواصل دعم جهود أوكرانيا لاستعادة أراضيها عبر تعزيز قوتها العسكرية والدبلوماسية، بما في ذلك عبر المساعدة الأمنية الإضافية البالغة قيمتها 1,1 مليار دولار التي أعلنتها الولايات المتحدة هذا الأسبوع".

بدوره، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن "ضم روسيا لأقاليم أوكرانية انتهاك للقانون الدولي"، مشيراً إلى اتخاذ خطوات مع الشركاء للرد على روسيا، مضيفاً: "إذا عطلت روسيا قرار إدانتها في مجلس الأمن سنلجأ للجمعية العامة"، مشدداً على "محاسبة أي كيان أو دولة تدعم ضم روسيا لأراض أوكرانية".

المواقف الأوروبية..

أما المواقف الأوروبية فلم تختلف عم الموقف الأوروبي، إذ قامت وزارة الخارجية الدنماركية، في الأول من أكتوبر، باستدعاء السفير الروسي في البلاد بسبب انضمام جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك ومنطقتي خيرسون وزابوروجيه إلى روسيا، ونقلت الوزارة عن تصريح وزير الخارجية الدنماركي، يبي كوفودا، بهذا الشأن قوله: "لن توافق الدنمارك أبدا على محاولة روسيا لتغيير الحدود الأوكرانية باستخدام القوة العسكرية، يجب أن تكون هذه الرسالة واضحة تماماً بالنسبة للكرملين، لذلك قررت استدعاء السفير الروسي لإجراء محادثة معه".

بينما قال وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، إن ضم روسيا لأربع مناطق أوكرانية جديدة يجعل انتهاء الحرب في أوكرانيا "شبه مستحيل"، وقال لاحقاً خلال منتدى في شمال شرق إسبانيا "أوكرانيا لم تنتصر بعد"، وتابع بوريل قائلاً: "ينبغي القيام بأفضل من ذلك وجعل العالم يدرك أسباب هذه الحرب ونتائجها"، ورأى أن الأوروبيين أقاموا "حديقة محاطة بالأدغال"، مشيراً إلى أنه "إذا كنا لا نريد أن تغزو الأدغال الحديقة.. علينا أن نتدخل"، داعياً أوروبا خصوصاً الى تعزيز ترسانتها العسكرية، وقال أيضاً "هذا ليس ترفاً إنه أمر ضروري ولا غنى عنه للبقاء".

موقف الناتو..

في حين تعهّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بـ"العمل مع شركائه الأوروبيين على فرض عقوبات جديدة" على روسيا، وخلال محادثة هاتفية مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي جدّد رئيس الدولة تأكيد "إدانته بأشد العبارات ضم روسيا غير المشروع" أربع مناطق أوكرانية، وفق بيان للرئاسة الفرنسية، وأشار البيان إلى أن ماكرون "جدّد التأكيد على تصميم فرنسا على مساعدة أوكرانيا في استعادة سيادتها الكاملة ووحدة أراضيها وعلى العمل مع شركائه الأوروبيين على فرض عقوبات جديدة".

كما أصدر رؤساء 9 أعضاء أوروبيين في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، في الثاني من أكتوبر، بياناً مشتركاً يدعم طريق عضوية أوكرانيا، في التحالف الأمني الذي تقوده الولايات المتحدة، ودعوا جميع دول الناتو الثلاثين إلى تكثيف المساعدات العسكرية لكييف.

وحثت دول الناتو التسع في أوروبا الوسطى والشرقية، التي تخشى أن تستهدفها روسيا بعد ذلك، إذا لم يتم إيقافها في أوكرانيا، على الرد على ضم روسيا لأراضي أوكرانيا، ونشر قادة التشيك وإستونيا ولاتفيا وليتوانيا ومقدونيا الشمالية والجبل الأسود وبولندا ورومانيا وسلوفاكيا بياناً على مواقعهم الإلكترونية، الأحد قائلين: "نحن ندعم أوكرانيا في دفاعها ضد الغزو الروسي، ونطالب (روسيا) بالانسحاب الفوري من جميع الأراضي المحتلة وتشجيع جميع الحلفاء على زيادة مساعدتهم العسكرية لأوكرانيا بشكل كبير".

عدم الاعتراف بالضم والمقاومة العسكرية..

ولأنه لم يعترف أحد بضم المقاطعات الأربعة، فقد أعلن البيت الأبيض، أن الرئيس الأميركي جو بايدن أبلغ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في الرابع من أكتوبر، بأن واشنطن لن تعترف أبداً بضم روسيا لأراض أوكرانية، وقال البيان إن بايدن "تعهد بمواصلة دعم أوكرانيا في دفاعها عن نفسها في مواجهة العدوان الروسي مهما طال الأمد"، كما أكد أن واشنطن ستزود كييف بمساعدات أمنية جديدة بقيمة 625 مليون دولار أميركي، تشمل راجمات صواريخ (هيمارس).

وقد انعكس ذلك التعهد على أرض الواقع، بتراجع الجيش الروسي في بعض البلدات الواقعة جنوب وشرق أوكرانيا، لاسيما تلك التي ضمتها روسيا، وتعليقاً على تراجع القوات الروسية في عدد من تلك المناطق لاسيما بمنطقة ليمان في دونيتسك ومدينة خيرسون الساحلية، اعتبر المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف ألا تعارض بين انضمام تلك المناطق الأوكرانية والانسحابات الميدانية فيها، زاعماً أن الجيش الروسي سيستعيدها.

تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة..

بينما صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة، منتصف أكتوبر، بأغلبية ساحقة على إدانة ضمّ روسيا "غير القانوني" لأجزاء من أوكرانيا عقب أن استعملت موسكو حق النقض ضد مشروع قرار مماثل في مجلس الأمن الدولي، حيث استندت الجمعية العامة القرار بأغلبية 143 صوتاً، بينما عارضته خمس دول وامتنعت 35 دولة عن التصويت من بينها الصين والهند وجنوب إفريقيا وباكستان رغم الجهود الدبلوماسية الأميركية الكبيرة، وهو ما اعتبره الرئيس الأميركي "رسالة واضحة" إلى الكرملين، وقال بايدن في بيان إنّه "باعتدائها على المبادئ الأساسية لميثاق الأمم المتحدة، فإنّ روسيا تنسف أسس السلم والأمن الدوليين".

وأضاف أنّ "الرهانات في هذا النزاع واضحة للجميع -- والعالم أرسل رسالة واضحة ردّاً على ذلك: لا يمكن لروسيا أن تمحو من الخريطة دولة ذات سيادة، لا يمكن لروسيا أن تغيّر الحدود بالقوة، لا يمكن لروسيا أن تستولي على أراضي دولة أخرى"، وفي بيانه، قال بايدن إنّ "الغالبية العظمى من العالم - دول من كلّ منطقة، كبيرة وصغيرة، تمثّل مجموعة واسعة من الأيديولوجيات والحكومات - صوّتت اليوم للدفاع عن ميثاق الأمم المتحدة وإدانة محاولة روسيا غير القانونية ضمّ أراضٍ أوكرانية بالقوة".

ليفانت-خاص

إعداد وتحرير: أحمد قطمة

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!