-
بعد الإخوان.. مصر ومن يُتاجر بفلسطين
لفت الإعلام العالمي، صورة واقعية للثقل السياسي العربي، وخاصة المصري، في همّ القضية العربية الفلسطينية والانتهاكات العالمية لها جرّاء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، واستغلال بعض الفصائل الفلسطينية، كحركة «حماس» ومنظمة «الجهاد الإسلامي» القضية والمتاجرة بها على حساب أرضهم وبنى جلدتهم، والمُجاهرة بالنصر لحليف إرهابي لا وجود له على الساحة الفلسطينية.
ببساطة لا تجرؤ إيران ولم تستطع إطلاق صاروخ أو مسيرة واحدة من أراضيها على إسرائيل، ليتشدق هنية وغيره بالشكر لنظام الحرس الثوري على دعمها «المقاومة الإسلامية» في غزة، مُتناسين الثقل المصري الذي أنقذ شقيقته "غزة"، وأوقفت آلة الحرب الطاحنة هناك، بأمر مُباشر من الرئيس المصري، وليس الأميركي صاحب الموقف الرمادي المتذبذب الذي اعتمدته إدارة جو بايدن، وليس الغرب أو طهران التي لديها «فيلق القدس» ولم يطلق رصاصة واحدة بقدر ما قتل أبرياء من سوريا والعراق ولبنان واليمن عبر وكلاء الحرب دون مواجهة حقيقية في عبث إداري وإعلامي فاشل كعهده، مع المتخاذلين، أمثال هنية، الذي قاوم عن بُعد من الدوحة، ومثله خالد مشعل، ولذلك شكر بايدن الرئيس المصري، مما يجعل لذلك دلالات عُظمى، ألا وهي الثقل العربي المصري، رغم أحلامهم الإيرانية ومخاوفهم الصينية والروسية.
إنّ مصر، أول دولة سلام عربية، أنقذت غزة مرات ومرات، لتتمكن من حقن الدم الفلسطيني، وإنقاذ غزة التي أسهمت قياداتها، أي «حماس»، في هتك أراضيه أيام الاحتلال الإخواني واقتحام السجون المصرية في ربيع عربي كاذب، وهو ما يعني أنّ طريق السلام هو الأكثر تأثيراً لمن يمتلك النفس الطويل والصبر المحمود، ليقتنص الفُرص، ودليل ذلك عندما كان يحكم إسرائيل ذات يوم قبل الحقبة الليكودية الفاشية، ولعل آخرهم يوسي بيلين، وقد أعلن أحدهم قائلاً: "نحن لا نخشى الهزيمة العسكرية أمام العرب، لأننا نستطيع التغلّب عليهم في أي حرب، لكن كل هذا لا يعني شيئاً ما لم نربح الحرب الوحيدة التي علينا أن نربحها، ألا وهي السلام".. وقد شدّد الجنرال غابي أشكناز، وزير الخارجية، وبيني غانتس، وهو وزير الدفاع المناوئ لنتنياهو، على ضرورة التوصّل إلى صيغة «تعايش سلمي»، والعمل على «تسوية سياسية» وإعادة الإعمار مع غزة وفيها رغم أنّ دم الأبرياء لا قيمة لهم. لنجد في المقابل كم اختبر الإيرانيون والإسرائيليون «التعايش الفعلي» في بلدان «الهلال الخصيب» رغم زيف الإعلام «فلسفها» هنري كيسنجر بعبارة "من أجل حفظ ماء الوجه عند الطرف الأضعف".
لقد سمعنا عند كل خطب فلسطيني كل شيء، مثل (تحرير القدس وفتح صفد إلى تفكك إسرائيل، واندلاع انتفاضة ثالثة تأكل من يقف أمامها)، رغم حجم القوة المعادية، والتكنولوجيا الإسرائيلية المتفوقة التي اعترضت قبتها الحديدية 90% من الصواريخ، ليعني ذلك أهمية السلام بعد انتهاك حصونها وتسعير الخوف والقلق من حرب أكتوبر قضت على أحلام الصهاينة ومعاونيها من اللذين يتسلّلون تحت جُنح الظلام وظُلماتها، كحماس وفيلق القدس ومحركهم الطهراني والتنظيم الإخواني، الذين لم يُحرروا شبراً من الأرض، لتُعطيهم مصر الدرس الثاني بعد طردهم من الحياة المصرية، لتُجبر واشنطن على إعادة تقييم حقيقية للوضع، ما دفع بواشنطن للجوء إلى السعودية ومصر والإمارات، وليس إيران أو تركيا أو غيرهما، لأن دعاة السلام العربي جادون في حال كان بإسرائيل رجل عاقل غير نتنياهو الأرعن.. فمصر قد أنقذت غزة وأثبتت أن دول السلام هي طوق النجاة، بعقل وبصيرة وصبر، فما المقاومة أو الداعين لها أو محركيها إلا عبث، يُتاجرون بالدماء والقضية.
ليفانت - إبراهيم جلال فضلون
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
قطر تغلق مكاتب حماس
- November 11, 2024
قطر تغلق مكاتب حماس
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!