-
اللعب بالطين.. مبادرة لتسليط الضوء على مرارة العيش في الخيام
أطلق عشرات الناشطين السوريين، يوم أمس، حملة تحمل اسم "سنشدّ عضدك بأخيك"، لتسليط الضوء على مرارة العيش في المخيمات التي يقطنها اللاجئون السوريون، بريف إدلب، شمال غربي سوريا، لإيصال صورة المعاناة التي يعيشها أهالي المخيمات في ظل الأجواء الشتوية القاسية، خاصة مع انخفاض درجات الحرارة المتزامن مع هطول الأمطار بشكل مستمر، وحدوث بعض السيول التي تهدّد مئات الخيام.
أظهرت المقاطع المصورة، عشرات الناشطين السوريين وهم يشاركون الأطفال باللعب أمام المخيمات بالطين، رغم برودة الطقس.
وللحديث عن الحملة أكثر، التقت "جريدة ليفانت" مع "بشار أبو الليث"، أحد الناشطين المشاركين في حملة "سنشد عضدك بأخيك".
سنشدّ عضدك بأخيك
يروي "أبو الليث" أنّ هدف الحملة تسليط الضوء على كيف يعيش هؤلاء اللاجئين في الخيام، لإيصال معاناتهم، ولفت أنظار العالم المتحضر إلى تلك المعاناة بطريقة "ترفيهية"، من خلال التزلج على الطين.
وأضاف "أبو الليث"، أنّ المشاركين أقاموا مسابقة كرة قدم على ملعب من الطين، والتزلج على الطين أيضاً، وإخلاء الخيم أثناء السيول.
وأشار الناشط "أبو الليث" إلى أنّ مشاركتهم مع الأطفال باللعب تأتي في سياق الدعم النفسي والعاطفي للأطفال، حتى لا يظنوا أنّهم يعيشون تلك المعاناة بمفردهم، ناهيك عن وجود شخص كبير إلى جانب الأطفال، يعزّز من شعورهم بالأمان والثقة بالنفس.
وأكد "أبو الليث" أنّ الحملة كانت تطوعيّة ولم تشارك فيها أي منظمة، أو جهة دعم خيرية، وتأتي تلك المبادرة نتيجة مجهود فردي على مستوى الناشطين المتطوعين على الأرض فقط.
الجدير بالذكر، أنّه خلال السنوات الماضية، نتيجة قصف النظام السوري وروسيا على معظم المدن السورية، نزح الملايين من المدنيين إلى الخيام الواقعة على الشريط الحدودي مع تركيا.
وتشهد عدّة مخيمات في الشمال السوري، وخاصة في ظل فصل الشتاء، أضراراً كبيرة في الخيم التي يقطنها النازحون جرّاء غرق المئات من الخيم بسبب الأمطار، فضلاً عن تحوّلها إلى برك من الوحل، حيث تبدأ الخيام بتسريب مياه الأمطار إلى داخلها بعد تعرّضها للاهتراء.
الاحتياجات الإنسانيّة في سوريا
وفقاً للأمم المتحدة والشركاء، فإنّ هناك أكثر من 11 مليون شخص داخل سوريا بحاجة للمساعدات الإنسانية، من بينهم أكثر من أربعة ملايين طفل، كما أنّ نصف مليون طفل في سوريا يعانون من سوء تغذية مزمن.
ويعيش في شمال شرق سوريا نحو 100 ألف شخص في المخيمات، هؤلاء لا يحصلون على الخدمات الأساسية وتنحسر آمالهم في العودة الفورية إلى منازلهم، وذلك بحسب المنظمات الإنسانية.
وتأمل الأمم المتحدة الحصول على تمويل بقيمة 3.3 مليار دولار، لتلبية الاحتياجات الإنسانية داخل سوريا، و5.2 مليار دولار لمساعدة اللاجئين السوريين في الدول المجاورة، ودعم المجتمعات المضيفة.
ليفانت - خاص
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!