الوضع المظلم
الخميس ١٩ / سبتمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • القبض على هلال هلال يفتح ملفات الفساد في حزب الحاكم بدمشق

  • تداعيات قضية هلال هلال تتجاوز الشخص نفسه لتلقي الضوء على مدى انتشار الفساد والاختلاس في أعلى مستويات الحزب
القبض على هلال هلال يفتح ملفات الفساد في حزب الحاكم بدمشق
Hilal Hilal Next To Al-Asaad

أثارت قضية الاختلاسات المالية التي يُتهم بها هلال هلال، المسؤول السابق في حزب البعث، ضجة كبيرة، خاصةً مع تسريبات حول نهبه لـ"ممتلكات الحزب" وإهدارها، وفق ما أفادت به لجنة التدقيق الحزبية.

وتلك اللجنة التي شُكلت بعد شكاوى تتعلق بتوزيع منازل وعقارات ومركبات ونقل أموال للخارج لأشخاص يُوصفون بـ"المقربين من هلال وأزلام الحرب"، كما تقول مصادر من داخل دمشق. وقد أقدمت القيادة الجديدة للبعث على تشكيل فرق تفتيش ومراجعة لسجلات القيادة المركزية للحزب، والتي كشفت خلال الأيام الأخيرة عن فساد واختلاسات بمليارات الليرات السورية.

ووفقًا لمصادر مطلعة من دمشق، فإن "تحالف هلال مع مجموعة القاطرجي أبرز العديد من حالات الفساد". وأوضحت أن براء قاطرجي، الذي لقي حتفه مؤخرًا في دمشق بقصف إسرائيلي حسب رواية النظام، كان قد تحالف مع هلال في انتخابات مجلس الشعب عام 2020، وجذب العائلات والقبائل في حلب، مما أدى إلى وصول قاطرجي إلى البرلمان وإبعاد فارس الشهابي، رئيس اتحاد غرف الصناعة السورية السابق.

اقرأ أيضاً: وزير الخارجية التركي: لا جدول زمني محدد للقاء مع النظام السوري

وأكدت المصادر أن هلال هلال قد تم توقيفه على خلفية تحقيقات تتعلق بالفساد والاختلاس، وأشارت إلى أن التحقيقات التي بدأت مع تسلم القيادة الجديدة للحزب، قد كشفت مؤخرًا عن تورط شخصيات بارزة في الحزب، بما فيهم هلال، في اختلاسات وإهدار للمال العام يُقدر بعشرات المليارات.

وأفادت المصادر من العاصمة السورية بأنه تم الكشف عن شبكة فساد تربط موظفين ومديرين في مناصب حساسة بمؤسسات حكومية وتشاركية، مع قيادات في مراكز مهمة في حزب البعث، حيث تم الكشف عن سرقات بملايين الدولارات في جامعة الشام الخاصة، وعقود مشتريات مزورة، بالإضافة إلى إيداع حسابات بنكية ضخمة للاستفادة من فوائدها.

وبخصوص هروب المتورطين، أكدت المصادر أن هلال هلال يُحتجز حاليًا في السجن، وأنه صدرت توصيات بالحجز على أموال بعض المتورطين في قضايا الفساد داخل الجهاز الحزبي، وتم منع آخرين من السفر والحجز على أموالهم، وتوقيف المتورطين الرئيسيين.

وفيما يتعلق بـ"شبكة الفساد الحزبية" وعلاقتها بدول الجوار، أشارت المصادر إلى أن القضية "داخلية بالمطلق" وقد تكون متعلقة بـ"تصفية الحسابات"، ولكن الفساد محلي ويشمل شبكة وتحالف في أعلى مناصب الحزب والدولة، مضيفة أن "إبراهيم الحديد، الأمين العام المساعد الجديد لحزب البعث، أعلن خلال اجتماع مجلس إدارة (دار البعث) عن عملية تغيير كبيرة بعد اعترافه بأخطاء الرفاق وضرورة التغيير وبقاء البعث حزبًا لا يستطيع أحد منافسته على الساحة الوطنية".

وأعلن رئيس النظام السوري، بشار الأسد، بصفته الأمين العام للحزب، عن خطة لـ"تغيير وتجديد منظومة العمل في الحزب والمجتمع والدولة"، "... وأكد خلال اجتماع اللجنة المركزية للحزب، أن الأحزاب العقائدية تكتسب أهمية أكبر في ظل الظروف العالمية الحالية.

وأضاف عضو قيادة شعبة الحزب المركزية سابقًا، محمد، أن التجديد والتغيير ضروريان، مشيرًا إلى أن الحزب يعاني من الترهل وعدم المحاسبة، وأن كشف الفساد يُعد خطوة أولى منذ عهد حافظ الأسد الذي منح الحزب حصانة وقدسية. وتابع محمد أنه إذا ما تم فتح ملفات الأمن، فستظهر فضائح أكبر تتعلق بالسرقة والفساد وحتى القتل والعمالة.

وأفاد محمد لـ"العربي الجديد" بأن لجان التفتيش مستمرة في كشف الفساد والسرقات، بالتعاون مع الجهات الرسمية المعنية، ومصممة على إتمام مهمتها حتى النهاية، مهما كانت هوية المتورطين. وأكد استرجاع مئات آلاف الدولارات وإخلاء المنازل وسحب السيارات الممنوحة من قبل هلال هلال وتجميد حسابات ومصادرة أموال وتوقيف متنفذين.

وأخيرًا، أشار محمد إلى أن بيان المكتب الإعلامي للقيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي، الذي صدر مساء الجمعة، يعتبر محاولة لـ"لملمة الفضيحة" بعد التفاعل الواسع داخل سورية وكشف سرقات بالمليارات، في حين يعاني الشعب من التجويع والتفقير.

وأكد أن بيان المكتب يعتمد خطابًا خشبيًا ويحمل وعيدًا مبطنًا، ولا يخلو من الاتهامية، متوقعًا أن تنتهي القضية بإعلان مرحلة جديدة للحزب، تتناسب مع "التنظيف" الذي يعلنه رئيس النظام بشار الأسد، في الحزب والبرلمان والدولة".

ليفانت-العربي الجديد

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!