الوضع المظلم
الجمعة ٠٨ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
العالم بإنتظار ولادة دولة جديدة
العالم بإنتظار ولادة دولة جديدة

أدلى سكان جزر بوغانفيل بأغلبية ساحقة بأصواتهم لصالح الاستقلال عن بابوا غينيا الجديدة، وتضمن الاستفتاء خيارين؛ الأول هو المزيد من الحكم الذاتي، أما الخيار الثاني فكان الاستقلال الكامل.


لكن 98 في المئة من إجمالي المشاركين في هذا الاستفتاء، البالغ عددهم 181 ألف ناخب، صوتوا لصالح الاستقلال الكامل، وصدّقت حكومة بابوا غينيا الجديدة على إجراء الاستفتاء، لكن نتائجه غير ملزمة.


ويضع الانتصار بابوا غينيا الجديدة أمام المزيد من الضغوط في اتجاه منح الاستقلال لهذه المنطقة، ويُقدر عدد سكان هذه المجموعة من الجزر حوالي 300 ألف نسمة بينهم 206,371 أشخاص لهم حق التصويت.


وشارك في المجمل بالاستفتاء 181,067 وجاءت نتائج الاستفتاء كالتالي: 176,928 ناخب صوتوا لصالح الاستقلال - 3,043 ناخب صوتوا لصالح المزيد من الحكم الذاتي - 1,096 صوت باطل.


وكشف بيرتي أهيرن، رئيس الوزراء الأيرلندي السابق الذي ترأس لجنة الاستفتاء، النتائج في مدينة بوكا، وقال جون موميس، رئيس إدارة الحكم الذاتي الإقليمي: "الآن، على الأقل نفسياً، نشعر بأننا تحررنا."


ونوّهت أليكسيا باريا، الحاصلة على مؤهل في التمريض من بوغانفيل، لوكالة الأنباء الفرنسية: "السعادة كلمة أقل من أن يوصف بها ما حدث"، وأضافت: "أترون دموعي، إنها اللحظة التي ننتظرها منذ زمن."


ووقعت في بوغانفيل حرب بين الانفصاليين والحكومة في بابوا غينيا الجديدة استمرت لتسع سنوات بدأت عام 1988، وكان المحرك الأساسي لهذه الحرب هو المعاناة الاقتصادية لسكان مجموعة الجزر، وانتهت باتفاق سلام تضمن تشكيل حكومة حكم ذاتي في بوغانفيل مع وعد باستفتاء استقلال بدون أن تكون نتائجه ملزمة.


واستخدمت بوغانفيل حتى في عصر الاستعمار، كقاعدة عسكرية وأثناء تأسيس دولة بابوا غينيا الجديدة عام 1975، أعلنت بوغانفيل استقلالها الأمر الذي تم تجاهله تماماً في ذلك الوقت.


ورغم أن نتائج هذا الاستفتاء غير ملزمة، مما يشير إلى أن الاستقلال لن يتحقق تلقائياً بموجب نتائجه، لكن مناقشات سوف تبدأ بين المسؤولين عن الحكم الذاتي لمجموعة الجزر والحكومة في بابوا غينيا الجديدة لاتخاذ القرار بشأن الوقت الذي يتحقق فيه الاستقلال أو الذي تبدأ فيه مرحلة انتقالية تمهيداً للانفصال.


وعلى الرغم من أن الحكومة المركزية تعارض الاستقلال وليست ملزمة بقبول نتائج الاستفتاء، بيد أنه من الصعب عليها تجاهل هذا التفويض الهائل، فنسبة التصويت لصالح الاستقلال تجاوزت كل التوقعات لتأتي عند 98 في المئة، بينما كانت أغلب التوقعات تشير إلى ما يتراوح بين 75 و80 في المئة.


وأشار بوكا تيمو، وزير الدولة لشؤون بونغافيل في بابوا غينيا الجديدة: "تبدو هذه النتائج منطقية"، لكنه طالب أن يمنح الناخبون "باقي بابوا غينيا الجديدة الوقت الكافي لاستيعاب النتائج، وحال تحقق الاستقلال لبوغانفيل، سوف تكون دولة صغيرة مساحتها لا تتجاوز عشرة آلاف كيلو متر مربع (أكبر بقليل من مساحة قبرص وأصغر بقليل من مساحة لبنان).


وفي تلك الحالة أيضاً يكون عدد سكان الدولة المحتملة هو الأقل على مستوى العالم - وهو أقل بقليل من سكان دولة فانواتو جارتها في المحيط الهادي وأكثر بقليل من سكان باربادوس، لكن استقلال هذه الجزر سوف يكون أفضل بعد عدة سنوات من الآن، وفقاً لدراسة أعدها معهد لوي الأسترالي.


فـ بوغانفيل غنية بالموارد الطبيعية، خاصة النحاس الذي يستخرج على نطاق واسع منذ عقد الستينيات من القرن العشرين، وذلك تحت إشراف الحكومة الأسترالية، فيما واجه نشاط التعدين صعوبات بسبب الحرب، كما كان توزيع عائدات هذا النشاط من أهم أسباب الصراع، وأيدت دراسة معهد لوي الأسترالي إن 56 في المئة من تلك العائدات تكفي بوغانفيل للاعتماد على نفسها كدولة.


ليفانت-وكالات

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!