-
إذا فازت المعارضة.. هل سيتغير الموقف التركي من روسيا؟
من الجوانب التي شغلت الناس، وهم يتابعون الانتخابات التركية، وما اتصل بها من حملات أطرافها، هو القضية الروسية، والموقف الذي ستتخذه تركيا إذا فاز مرشح المعارضة في الانتخابات.
وحتى المرشح المعارض حاول استغلال هذا الأمر فتارة يصرح أنه سيتبع سياسة يكون بها أقرب إلى الغرب، وثارة يتم اتهام روسيا بمحاولتها التأثير في الناخب التركي وتوجيهه.
وهذا كله مقبول، فهذه هي اللعبة الديمقراطية، والتي تبيح كل شيء في سبيل الحصول على الأصوات، سواء كان ذلك بالادعاء أو التأثير على العواطف، وهذا مما لا تخلو منه أي انتخابات في العالم.
ولكن السؤال: هل حقاً لو فاز مرشح المعارضة فإنه سينزع إلى سياسة مغايرة مع روسيا ويقترب أكثر من الغرب؟
وجواب هذا السؤال يحيلنا إلى سؤال آخر أكثر دقة وأكثر أهمية، وهو هل ما تقوم به تركيا حالياً من دور في الأزمة الروسية يعتبر ابتعاداً عن الغرب واقتراباً من روسيا؟
والجواب طبعاً لا، وذلك أن الغرب نفسه يرغب في الحفاظ على الحد الأدنى من التواصل مع روسيا، وهذا الحد الأدنى هو الذي توفره تركيا وتضمن وجوده واستمراره، كما أن أكثر الدول استفادة من هذا الدور الذي تلعبه تركيا هي دول الغرب، وأوضح دلالة على هذه الاستفادة، هي صفقة الحبوب، والتي لولا تركيا ما تمت، وأكثر المستفيدين منها هي دول الغرب، والتي يصلها السواد الأعظم من الحبوب، وأما الدول الفقيرة فلا يصلها إلا الفتات.
ولهذا فإن ما يروّج له مرشح المعارضة للرئاسة، لا يزيد عن كونه داخلاً في الدعاية الانتخابية، ولو انتهى به الأمر إلى كرسي الرئاسة فإننا لن نرى تغيراً في سياسة تركيا الحالية في الأزمة الروسية الأوكرانية.
ليفانت - أيوب نصر
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!