الوضع المظلم
الإثنين ٠٨ / يوليو / ٢٠٢٤
Logo
WhatsApp Image 2019-09-04 at 1.10.22 PM

المخرج الإسباني خوسيه مونتانا:

"أمل" رواية الدمى التي تبكي يُصوّر اليوم في "سراقب"

وثائقي يرصد تجربة مسرح وليد أبو راشد فوق انقاض البيوت


حاورته:فاتن حمودي-ناجون


أن يلتقي أكثر من فن في الفيلم الوثائقي "أمل"، أن يجتمع المسرح، والرسوم المتحركة، والموسيقى معا، في حكاية واقعية جدا، يعيشها الطفل السوري منذ 8 سنوات تحت سماء الحرب، وإرهاب طيران يحوّل أرض السلام والزيتون إلى أرض محروقة؟



"امل" فيلم وثائقي يصوّر اليوم في سراقب، يتناول حياة الفنان الناشط ، وأحد الناجيين، وليد أبو راشد صاحب مشروع المسرح الحر والمتنقل تحت سماء الموت، ويحمل رؤية إخراجية للفنان الإسباني Jesus manuel Montane، خوسيه مانويل مونتانا، صاحب تجربة تمتد 25 سنة من الإبداع، حصد خلالها الكثير من الجوائز.



فما الذي قاد هذا المخرج إلى تجربة الناشط المسرحي وليد، وكيف تعرّف على هذا الشاب الذي اختار منصة المسرح فوق أنقاض البيوت المدمرة، مسرح الحارة، مسرح كركوز وعواظ، ليضيء من خلال هذا الفن لحظة أمل لدى أطفال يُسرق منهم كلّ شيء؟



يقول المخرج "خوسيه": الصدفة أخذتني إلى وليد، بينما كنت في إحدى الأماكن، لا أدري كيف اخترت بشكل عشوائي مجلة من بين مجموعة صحف ومجلات، لتقع عيني على صورة وليد، ولأتعرف من خلال مقال على شاب يعمل في عتمة الحرب، شاب اختار الفن والجمال مقابل بشاعة الحرب التي تقتل الإنسان السوري، وتحوّل أرضه إلى أرض محروقة، بحثت عن هذا الشاب في وسائل التواصل الإجتماعي، و كان دليلي"الفايس بوك"، فتواصلت معه، وقد برق في ذهني صور كثيرة، وكأن الإلهام بات سيد الموقف، هذا الشاب الذي يقف بكل الجمال ليروي لأطفال الحرب حكايات، وجدير جدا أن يكون هناك فيلم يغطي حرب نعيشها في القرن 21 ، على مرأى ومسمع العالم، الذي لايريد أن يرى فداحة موت الأبرياء، وآثار ا للدمار تفوق أي تصور.



يتابع خوسية:" كثيرون لم يسمعوا عن وليد، وربما لا يعرفون أعماله بما فيه الكفاية، شعرت أنا المخرج السينمائي، بأن هناك قصة كبيرة وهامة، راسلته عبر الفيس بوك، لتعانق رؤيتي في السينما مشروعه المسرحي، و قبل أشهرٍ قليلة بدأ المشوار بيننا، وكانت لحظة إلهام مشعة، فمن لا يتأثر بما يقوم به هذا الشخص؟ إنه يمنح الأمل للأطفال تحت سماء الحروب، شعرت أن قلبي انكسر، تأثرت وتعاطفت واحسست بأن هناك حاجة ملحة من أجل عمل فني سواء من الناحية الثقافية و الفنية والإنسانية، وأحببت أن أقدم شيء ما، يعكس تفاعلي وتضامني مع هذا الشخص وهؤلاء الأطفال الذي لا ترحمهم.

رسوم متحرّكة:



و حول جمع المخرج لأكثر من فن في هذا الفيلم الوثائقي" أمل"، فن التوثيق الواقعي، فن المسرح، ولجوئه إلى الرسوم المتحرّكة"الأنيميشن" قال:

نعم الفيلم سيجمع المسرح والسينما، مسرح وليد أمام الكاميرا، مسرحه والحكايات التراثية، والعالمية، والمحلية، وجمهور الأطفال وسط صورة مكان مدمّر، سيرّكز الفيلم على أعمال وليد بشكل كبير، و ستتحول بعض أعماله إلى أنيميشن والتي يقوم بها الفنان العالمي Kevin Geiger، مع فريقه، وهو أحد فناني ديزني سابقا.



أما الجانب الواقعي من الفيلم، ليس عن وليد فقط، بل سيتضمن إبداع نجوم آخرين حول العالم، وهناك اشياء لا أستطع الكشف عنها لأن السينما تقارب الشعر في لحظات كبيرة، وتحمل الصور شيئا تنتظره.



عار إنساني:

و حول القواسم المشتركة بين ثورة الإسبان ضد فرانكو، وما عاشوه من حروب أهلية، وثورة الشعب السوري، من أجل قيم العدالة والمساواة..يؤكد خوسيه، أن ما يمرُ به السوريون أسوأ بكثير مما مرّ به الإسبان خلال الحرب الأهلية، ولكن هناك بالتأكيد بعض القواسم المشتركة لاسيما الصراع من أجل العدالة والحرية، ويشير، إلى أن مايحدث في سوريا عار على جبين الإنسانية، كوننا نعيش زمن العولمة، زمن التكنولوجيا والأنترنت، خاصة أن كلّ شيء مكشوف بالصوت والصورة.

العولمة والحرب:

أما عن طرق تواصله مع وليد و فريق العمل يقول خوسيه: اتواصل بكل الوسائل الممكنة واتسآب – تيلغرام، والمكالمات التلفونية، اتواصل مع وليد و فريق العمل من المصوّرين، لاسيما المصورة كاثرين ويرميك Katherin Wkermke

أرسم لهم تقطيع المشاهد، ولأنني كنت صحافيا في السابق، فإنني امتلك شغف التفاصيل، العين اليد، الحجارة، و وردة طالعة من بين الصخور والهدم، ،من مسرح فوق الركام، من دمى محترقة تروي حكايتها وحكايات اخرى، يؤكد الفن دائما على الحلم، والأمل أيضا، نعم محالٌ أن تختفي ألعاب أطفالنا، "عم يلعبوا الاولاد عم يلعبو تحت السما الزرقا عم يلعبوا" ويشير إلى أن أمل، رواية الدمى التي تبكي على حال الطفل السوري.

ويؤكد خوسية على أن هناك شراكات لإنتاج هذا الفيلم، مع NGO، الكرفان، وتعاون مع فنانين أثبتوا حضورهم في الموسيقى لاسيما عازفة التشيلو جوليا كينت Jolia kent، و ماجوس هيريرا كصوت مؤثر في رواية الحكاية، وهي إحدى المتحدثات في الأمم المتحدة، للمساواة بين المرأة والرجل، إلى جانب ون فنغ كمشاركة في الرسوم المتحركة، وهي إحدى فنانات ديزني، و محمد بيطاري كاتب من كتّاب الأعمال المسرحية التي يؤديها وليد.

مسرحي طليعي:

ويشير إلى أن الفن لغة سلام ومحبة، وهو ما يفعله وليد، بالدمى والألوان ومسرح العرائس، فن يداوي الأطفال من صدمة الحرب وما تتركه من تشوهات وشروخ، يعلّمهم الحياة، وانا بدوري أوثق قبل أن تمحى الصورة في زمن يمحو كل شيء.


 


النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!