-
مناهج طائفية تهدد مستقبل التعايش في سوريا.. تكشف نوايا "تحرير الشام"
-
تكشف التعديلات الجديدة في المناهج التعليمية عن توجه خطير لفرض أيديولوجيا متطرفة تهدد النسيج الاجتماعي السوري المتنوع
أثارت التعديلات الأخيرة في المناهج الدراسية التي فرضتها "هيئة تحرير الشام" بقيادة أبو محمد الجولاني موجة غضب واسعة في الأوساط التعليمية والمجتمعية.
وتضمنت التغييرات المثيرة للجدل تعديلات جوهرية في مناهج التربية الدينية، التي أصبحت إلزامية وتدخل ضمن المعدل الجامعي، حيث تم إدخال تفسيرات متشددة تكرس الطائفية وترسخ كراهية الآخر.
وأبرزت التعديلات توجهاً خطيراً في تفسير النصوص الدينية، مثل تحديد "المغضوب عليهم والضالين" باليهود والنصارى حصراً، في تغيير جذري عن التفسير المعتدل السابق.
اقرأ أيضاً: ترقيات عسكرية تكشف النفوذ الأجنبي.. "تحرير الشام" تمنح رتباً لغير سوريين
وشملت التغييرات أيضاً حذف شخصيات تاريخية مهمة مثل زنوبيا وخولة بنت الأزور، إضافة إلى تعديل مفهوم الشهادة ليقتصر على من ضحى في سبيل الإسلام فقط، متجاهلاً التضحيات في سبيل الوطن.
وطالت التعديلات المناهج العلمية أيضاً، حيث تم حذف فصول تتعلق بنظرية التطور من منهاج علم الأحياء، وإلغاء صور تاريخية من كتب التاريخ بحجة أنها أصنام.
ويرى مراقبون أن هذه التغييرات تكشف عن الوجه الحقيقي لهيئة تحرير الشام وتناقض تصريحات قائدها أبو محمد الجولاني حول القبول بالدولة المدنية والتعددية.
ويحذر خبراء تربويون من أن هذه المناهج ستؤدي إلى تربية جيل متطرف، مما يهدد مستقبل سوريا ويزيد من مخاطر تصدير التطرف إلى دول المنطقة والعالم.
وتثير هذه التغييرات مخاوف المكونات السورية المختلفة، خاصة المسيحيين والدروز والعلويين والإسماعيليين والمسلمين السنة المدنيين، من محاولات فرض أيديولوجيا متشددة.
ويؤكد محللون سياسيون أن هذه التعديلات تشكل مؤشراً خطيراً على نية هيئة تحرير الشام فرض نموذج متطرف في الحكم، يشبه النموذج الأفغاني، رغم التصريحات المعلنة عن قبول الدولة المدنية.
وتطالب فعاليات مجتمعية بإيقاف هذه التعديلات فوراً، معتبرة أنها تهدد مستقبل الأجيال القادمة وتقوض جهود بناء سوريا موحدة تحترم التنوع والتعددية.
ليفانت-متابعة
