-
عفرين.. مُعاناة الكوادر العلمية وحاملي الشهادات من انعدام فرص العمل
يعاني سكان منطقة عفرين، ذات الخصوصية الكردية شمال غرب سوريا، والتي تم احتلالها من قبل أنقرة ومسلحي مليشيات "الجيش الوطني السوري"، في مارس العام 2018، وخاصة الكوادر العلمية وحاملي الشهادات الجامعية والمعاهد، من انعدام فرص العمل وعدم تكافؤ فرص العمل، نتيجة تحكم المسلحين بتوفير فرص العمل، لذويهم المستقدمين للتوطين بالمنطقة.
ويتوازى ذلك وفق مصادر ليفانت، مع قيام المسلحين بفصل الكثير من الموظفين والمدرسين الكُرد من أعمالهم، بجانب تعرض الكثير منهم للاعتقال والاختطاف بغية الضغط عليهم، وتهجير ما تبقى من كوادر ومثقفي عفرين والقضاء على الوجود الكردي في المدينة، حسب المصادر.
وبهذا الصدد، تحدثت المواطنة "سوزدار أحمد/اسم مستعار"، لـ"ليفانت نيوز" حول معاناة كوادر ومثقفي مدينة عفرين من انعدام فرص العمل في المدينة منذ احتلال المنطقة.
اقرأ أيضاً: ضرائب وإتاوات جديدة على موسم الزيتون في عفرين
وقالت أحمد: "بداية أود التحدث عن معاناة حاملي الشهادات الجامعية وخريجي المعاهد من انعدام فرص العمل للكثير منهم في مدينة عفرين، بالرغم من انتشار المنظمات والجمعيات الإنسانية والإغاثية بشكل كبير في المنطقة، حيث قامت تلك الجمعيات والمنظمات بتفضيل تعيين المستوطنين والمقربين من قادة وعناصر الميليشيات المسلحة، بحجة أنهم مهجرين ولديهم الأحقية في الحصول على فرص العمل".
وتابعت قائلةً: "بالنسبة لي، فأنا خريجة جامعية وأبحث منذ أربعة أعوام عن فرصة عمل تناسب شهادتي الجامعية، وقمت بالتقديم على العشرات من فرص العمل في المنظمات والجمعيات العاملة في عفرين، إلا أنه لم يقدم لي أي فرصة عمل مناسبة أو قبول في تلك الجمعيات، بالرغم من أن هناك الكثير من موظفي وعمال المنظمات ليس لديهم المؤهلات العلمية المناسبة التي تخولهم للعمل كونهم مدعومين قبل قادة وعناصر الميليشيات المسلحة".
وأضافت: "في منظوري الشخصي، أرى بأن أنقرة وميليشياتها المسلحة تسعى من خلال هذه العملية إلى تهجير كوادر ومثقفي مدينة عفرين، ممن فضلوا البقاء في مدينتهم ورفضوا الخروج لطمس معالم المدينة وتاريخها والقضاء على الوجود الكردي في المنطقة، كون أن تلك الكوادر هدفها الأساسي هي العلو من شأن مدينة عفرين، ودراسة تاريخها ووجودها من خلال الكتب والمؤلفات التي تبحث في أهمية منطقة عفرين ومناطقها الأثرية وطبيعتها التي زادت من أهميتها".
وتابعت في نهاية حديثها قائلةً: "أود التنويه إلى الظروف الاقتصادية القاسية التي تمر بها مدينة عفرين، في ظل ارتفاع الأسعار بشكل جنوني الأمر الذي دفع بالكثير من حاملي الشهادات الجامعية للعمل في مجالات ليس لها صلة مع اختصاصهم العلمية، لتأمين المستلزمات المعيشية وخاصة أرباب المنازل ومن لديهم أكثر من طفل، حيث يبلغ احتياج العائلات في الظروف المعيشية القاسية أكثر من 400 دولار أمريكي، لتأمين كافة المستلزمات الضرورية للمنازل، من فواتير الماء والكهرباء والإنترنت، إلى جانب المستلزمات والمواد الضرورية الأخرى".
هذا ويسعى بعض السكان الكرد في عفرين، للقيام بمشاريع صغيرة على حسابهم الشخصي لتأمين مستلزماتهم المعيشية، بعد عجز الكثير منهم عن الحصول على فرص عمل مناسبة، في ظل احتلال أنقرة وميلشياتها للمنطقة الكردية السورية.
ليفانت-خاص
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!