-
بيع الأسلحة في الأحياء السكنية.. كابوس يومي في إدلب
ليفانت- خاص
تشهد مدينة إدلب بين الحين والآخر، انفجارات لمحالّ تجارية مختصة ببيع الأسلحة، في شارع الجلاء، وهو الشارع الذي يقع وسط المدينة التجاري، والذي يعدّ الشارع الأهمّ في المدينة ككل؛ حيث تنتشر على جنبات الشارع محلات تبيع الأزياء العسكرية، والأسلحة والذخائر، على الرغم من تواجده وسط أحياء المدينة السكنية المكتظّة.
وتداولت صفحات التواصل الاجتماعية أنباء حول دوي انفجار في مدينة إدلب، مشيرة إلى أنّ مصدر الصوت هو شارع الجلاء وأنه ناجم عن انفجار محل لبيع الأسلحة.
اقرأ المزيد: استثمارات للفصائل المتطرفة في إدلب.. وعودة ظاهرة الخطف والملثمين
في السياق ذاته، أكّد المرصد السوري النبأ، وأفاد بأن انفجاراً وقع ضمن محل لبيع الأسلحة في شارع الجلاء وسط مدينة إدلب الخاضعة لسيطرة هيئة “تحرير الشام”، مما أدى إلى وقوع عدد من الجرحى، دون ورود معلومات عن سقوط قتلى حتى اللحظة، ولم ترد معلومات إلى الآن عن الأسباب التي أدت للانفجار.
ردود أفعال غاضبة
أثار الخبر موجة من الغضب على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، التي اعتادت أن تنشر أنباء المحافظة، والتي كانت في معظمها تنتقد ظاهرة انتشار محلات الأسلحة بين المدنيين، فضلاً عن استيائها من الإدارة الفاشلة لـ"حكومة الإنقاذ"، وتحميلها مسؤولية التفريط بسلامة المدنيين.
وتساءل أحد المعلّقين على الخبر، حول الغموض الذي يكتنف تكرار هذه الظاهرة في المنطقة ذاتها، وقال: "أشو هل محل إلي كل فترة بصير نفس القصة، حسبي الله ونعم الوكيل، بس يا أخي خلي برا البلد، حرام جداً الحكي كل فترة بنفس المحل تفجير وأضرار ما عدا إذا حدا انصاب أو مات، لله المشتكى بس!".
تعليق آخر تساءل صاحبه: "يعني ما سمعنا .. بالعالم دولة بتسمح لحدا يفتح محل بيع ألغام ومتفجرات وأسلحة بين المدنيين وبالسوق؟!".
وقد منحت هيئة تحرير الشام رخصاً، مقابل مبلغ مالي كبير لنحو 20 محلا تجاريا في مدينة إدلب وحدها، لبيع الأسلحة والذخائر، غالبيتها وسط الأسواق والأحياء السكنية.
وشهدت المدينة انفجاراً مماثلاً، خلال أشهر الصيف، وفي شهر تموز/ يوليو تحديداً، حيث أصيب أكثر من 15 شخصاً حينها، جرّاء الانفجار الذي وقع أمام أحد المحال التجارية في شارع الجلاء.
اقرأ المزيد:بعد اشتباكات كفرتخاريم مع داعش .. هتش تعتقل أعضاء سابقين في"حزم"
يشار إلى أنّه كان قد سُمع قبل يومين، دوي انفجار متوسط الشدة في مدينة إدلب الخاضعة لسيطرة هيئة “تحرير الشام”، ليتبين أن الانفجار ناجم عن عبوة ناسفة انفجرت بسيارة عسكرية عند شارع الثلاثين قرب “قصر المحافظ” وسط المدينة، دون معرفة إذا ماكانت فارغة أم يتواجد بها عناصر من الفصائل، وأسفر الانفجار عن إصابة طفلة كانت قرب موقع الانفجار.
وتزامن ذلك مع قيام مسلحين مجهولين ، بمهاجمة حاجز لهيئة تحرير الشام عند المدخل الجنوبي لمدينة إدلب، والمعروف بطريق أريحا، حيث دارت اشتباكات بين الطرفين، واستقدمت تحرير الشام تعزيزات عسكرية إلى المنطقة، قبل أن يلوذوا المهاجمين بالفرار، دون معلومات حتى اللحظة عن الخسائر البشرية.
استثمارات الفصائل العسكرية
استغلّت الفصائل العسكرية عشرات المطاعم ومدن الألعاب والكافتيريات والمقاهي لجعلها أماكن لأمراء الحرب من قادة "هيئة تحرير الشام"، ووجهة لاستثماراتهم، ضمن مشاريع سلسلة المطاعم، منها ما يقال عنه “مطعم ديزني لاند وكنتاكي والأندلس”.
إذ تعتبر المنشآت الخدمية والتعليمية في مناطق سيطرة تلك الفصائل، بيئة مناسبة يستثمر فيها الأمراء أموالهم، معفون بذلك من الضرائب ومستفيدين من تسهيلات أخرى.
اقرأ المزيد: منظمات حقوقية: أساليب التعذيب نفسها تتبع مع النساء والرجال في سجون هتش
ونقلت وسائل الإعلام عن المرصد السوري لحقوق الإنسان، قوله بأن غالبية الممتلكات تعود لأمير ما يعرف باسم “قاطع حماة”، ومعه شخص آخر يدعى أبو الزبير الأندلسي، حيث تمكنا من خلال نفوذ تحرير الشام، من جمع ثروات ضخمة، عبر التجارات الممنوعة على المدنيين، مثل الدخان وتهريب السلاح، وكذلك المعابر والحواجز، بحسب مصادر المرصد.
ولا تقلّ تجارة الأسلحة أهمية عن التجارات السابقة، من حيث كونها مصدر دخل هام للفصائل المتطرفة، وأحد أفضل طرق الاستثمار، التي يحتكرها قياديو التنظيم، الذين هم في معظمهم من غير السوريين، وغالباً ما تكون لهم صلات وثيقة مع تنظيم القاعدة.
جدير بالذكر أن إدلب تشهد حالة أمنية بالغة السوء، نتيجة القبضة الأمنية لـ"هيئة تحرير الشام"، التي تشنّ حملات اعتقال تعسفية في مدن وبلدات المحافظة، فيما تعيش المنطقة ظروفاً جوية بالغة السوء، والسيول الناجمة عن الأمطار الغزيرة التي غمرت الخيام خلال الأيام القليلة المنصرمة.
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!