الوضع المظلم
الخميس ٠٧ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
النظام الإيراني يقف على حافة هاوية السقوط
إيران

على مر 34 عاماً من الحکم الدکتاتوري المتمادي في ممارساته القمعية لنظام ولاية الفقيه في إيران، کان الهدف الأکبر والأهم لهذا النظام هو ضمان بقائه ودرء الأخطار والتهديدات المحدقة به والحيلولة دون سقوطه.

خصوصاً بعد أن باتت الطبقة الحاکمة في طهران والنخب السرطانية المستفيدة منها والتي أوغلت جميعها في کل أنواع الجرائم، تنعم بکل أنواع الترف والملذات في حين يعاني الشعب الإيراني من أوضاع بائسة يرثى لها بعد أن قام هذا النظام بتبديد ثرواته عن طريق سياساتهم الفاشلة وعن طريق عمليات سلبهم ونهبهم لثرواته، لا سيما وأنهم وأبناءهم وأحفادهم قد أصبحوا أصحاب مليارات في مختلف البنوك، وأن اندلاع الانتفاضات الشعبية والتحرکات الاحتجاجية المتواصلة ضده دلّ على أن أساليبه وممارساته القمعية وحملات إعدامه وتعذيبه الرهيب في السجون قد فشلت في تحقيق أهدافه المشٶومة وأن الشعب الذي وقف لنظام الشاه بالمرصاد وأسقطه هو نفسه الآن من يقف له بالمرصاد، ولا سيما بعد الانتفاضة الشعبية الحالية المندلعة منذ 16 سبتمبر2022، وحتى الآن.

المعارضة الإيرانية التي آلت على نفسها التصدي لهذا النظام الاستبدادي المعادي للشعب الإيراني وعدم السماح له بالتمادي في جرائمه والوقوف بوجهه والعمل من أجل خلق وتهيئة الأجواء المناسبة والملائمة التي سترسم الطريق لسقوطه، کان هذا النظام يتخوّف منها أکثر من أي شيء ولذلك فإنها کانت قاسية في التعامل معها إلى أبعد حد وتجاوزت کل القيم والمعايير القانونية والإنسانية وحتى السماوية في التعامل معها. کما أن الانتفاضة الأخيرة بشکل خاص ومصادقة البرلمان الأوربي على قرار تصنيف الحرس الثوري ضمن قائمة الإرهاب، کلها أدلة من الواقع تٶکد وتثبت بأن المعارضة الإيرانية صارت ليس رقماً صعباً فقط في المعادلة السياسية القائمة في إيران بل وحتى رقماً أساسياً وحاسماً.

 

كما جاء قرار الكونغرس الأمريكي رقم 100 الداعم لمقاومة الشعب الإيراني انتصاراً لخيارات ونضالات الإيرانيين الساعية لتحقيق الحرية وإقامة الجمهورية الديمقراطية وفصل الدين عن الدولة وإنهاء التسلح النووي، وتأكيداً على خطة النقاط العشر التي طرحتها مريم رجوي الرئيسة المنتخبة من المقاومة الإيرانية، وإدانة لإرهاب الدولة وجرائم الملالي وسياساتهم وانتهاكاتهم لحقوق الإنسان.  

أزمة السقوط التي تحيط بالنظام الإيراني من کل جانب ويحاولون بمختلف الطرق الخلاص منها ولکن من دون جدوى، إذ إن الشعب الإيراني الغاضب والمتربص بهم بعد کل الذي فعلوه به طوال 43 عاماً من حکم قمعي إجرامي، من خلال الانتفاضة الشعبية التي دخلت شهرها خامس، والعقوبات الدولية  التي عزلت النظام عن العالم وجعلته منبوذاً للشعب الإيراني، تجعل مستقبل ومصير هذا النظام على کف عفريت بل وإن معظم المٶشرات تدل على أن النظام يقف حالياً على حافة هاوية السقوط السحيقة وهو يبذل آخر ما بوسعه والتي هي أشبه برفسات الذبيح التي لا جدوى من ورائها أبداً.

ليفانت - حسين عابديني

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!