-
المعابر الإنسانية في سوريا.. هل تنحني إدارة بايدن أمام الابتزاز الروسي؟
تستعد إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، لمواجهة مع روسيا بشأن تسليم مساعدات الأمم المتحدة لملايين السوريين خارج سيطرة النظام السوري.
حيث اعتبر باحثون أنّ روسيا تهدف إلى تعزيز سلطة الأسد، والضغط على المعارضة السورية، وربما انتزاع تنازلات بشأن السياسة السورية من إدارة بايدن.
إذ أنّه عام 2014، سمح مجلس الأمن الدوليّ بعبور المساعدات من أربع نقاط حدودية سورية مع تركيا والعراق والأردن، للوصول إلى المدنيين على جانبي خطوط القتال، وتوصيل المساعدات، غير أن الحال تغيّر في يوليو/ تموز المنصرم، حيث استخدمت روسيا والصين حق النقض في مجلس الأمن الدولي لتقليص عدد نقاط إدخال المساعدات الإنسانية إلى سوريا التي لا تتطلب موافقة دمشق، إلى نقطة واحدة.
هذه النقطة تقع عند الحدود التركية، في باب الهوى، وتتيح إمداد شمال غرب سوريا ومحافظة إدلب التي لا تزال خارجة عن سيطرة النظام السوري. وينتهي تصريح الأمم المتحدة لاستخدامه في يوليو.
بهذا الصّدد، نقل موقع الحرّة عن الكاتب السوري المقيم في موسكو، محمود الحمزة، قوله إن "روسيا سابقا عارضت أن تكون هناك أي معابر إلا أن تكون تحت إشراف النظام السوري، والآن تصوت ضد فتح المعابر بحيث تساعد في إحكام سيطرة النظام على المناطق المختلفة"، واصفاً المحاولة الروسية بـ"المهزلة الحقيقية" لأن النظام لا يسيطر إلا على 17 في المئة فقط من الحدود السورية، "فكيف يتم تسليم المعابر لهذا النظام، هذا مستحيل".
فيما اعتبر الباحث السوري في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، سمير التقي، في حديث مع موقع "الحرة" أن روسيا تقوم بعملية "ابتزاز سياسي"، وسبق أن وضعت حق الفيتو هي والصين ضد القرار السابق الذي سمح بدخول المساعدات في السابق دون مرورها عبر النظام. لافتاً إلى أنّه "منذ عدة أشهر قامت روسيا بسحب هذا القرار وهي تحاول تكريس أمر واقع عبر دورها بالفيتو في مجلس الأمن"، مشيرا إلى أن القصف الروسي طال المساعدات الإنسانية التي تنقلها الأمم المتحدة بشعارها.
ويوضح أن "الروس كانوا يحاولون أن يفرضوا إعادة سيطرة النظام على المعابر الأساسية وخاصة باب الهوى في الوقت الذي لا تستطيع فيه قوات النظام أن تصل إلى هذه المنطقة لأنها تحت هيمنة المعارضة، ولذلك يتاجرون بهذه القصة بهدف تحقيق شيء من النصر المعنوي خاصة قبل الانتخابات".
من جهته، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، خلال خطاب تناول فيه الوضع المأساوي في سوريا بعد حرب مستمرة منذ عشر سنوات إنّ "الفشل في تمديد تصريح الأمم المتحدة، سينهي خطط الأمم المتحدة لتوزيع اللقاحات المضادة لكوفيد-19 لملايين السكان في شمال غرب سوريا، ويقلل إلى حد كبير من العمليات الإنسانية الأساسية"، مشيراً إلى أنّ "شحنات الأغذية والمساعدات الإنسانية الأخرى للأمم المتحدة ستتوقف فورا. أغذية أقل تعني معاناة أكثر ونزاع أكثر".
وحول هذه الأسئلة، قال وزير الخارجية الأمريكي بلينكن الذي ترأس جلسة شهرية لمجلس الأمن الدولي حول الشق الإنساني في الملف السوري، في مارس/ آذار الماضي: "كيف يعقل ألا نجد في قلوبنا، حسا إنسانيا مشتركا لاتخاذ إجراءات مهمة؟".
اقرأ المزيد: روسيا تعلن استعدادها لفتح المعابر أمام الطلبة لتقديم امتحاناتهم في مناطق النظام
كما توجه وزير الخارجية الأميركي إلى أعضاء مجلس الأمن بالقول: "أنظروا في قلوبكم" داعيا إلى العمل للتوصل إلى تحسين الوضع الإنساني في سوريا وهو موضوع اجتماع للمانحين يعقد في بروكسل في مطلع الأسبوع الحالي، مضيفاً: "علينا أن نجد طريقة لفعل شيء ما، أن نتحرك لمساعدة الناس. إنها مسؤوليتنا. وعار علينا اذا لم نقم بذلك".
إلى ذلك، قال بلينكن: "دعونا نمنح أنفسنا عددا أكبر من المعابر وليس أقل لتوفير الغذاء والدواء للشعب السوري".
ليفانت- الحرّة
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!