الوضع المظلم
الأحد ١٠ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
الحصاد المبكر في ريف حماه هل يوقف الحريق؟!
الحصاد المبكر ريف حماه.. ربما ينقذ المحاصيل من حرائق النظام السوري

الحصاد المبكر في ريف حماه هل يوقف الحريق؟!

شريف فارس - ريف حماه الشمالي




تعرضت أراضي المزارعين في الشمال السوري الواقعة تحت سيطرة المعارضة السورية للحرق، وذلك باستهدافها بشكل مباشر من قبل النظام السوري بالقنابل الحارقة، مما سبب بهلاك معظم المواسم الزراعية وخسارة كبيرة للمزارعينن ما أدى إلى ارتفاع ملحوظ في أسعار الخضروات وتأخير نزول بعضها إلى الأسواق واستيراد بعضها من تركيا.




لم يتوقف النظام السوري عن استهداف الأراضي الزراعية فقط، بل منع بعض المزارعين من اخماد الحرائق التي تلتهم محاصيلهم او حصد أراضيهم القريبة من خطوط التماس نتيجة استهدافهم بالرشاشات الثقيلة والمدفعية.




بعد أن تعمّد النظام السوري إحراق المحاصيل الزراعية ليزيد الضغط الاقتصادي على مناطق المعارضة. لجأ بعض المزارعين لحصد أراضيهم مبكرا خوفاً من استمرار النظام بقصفها بالقنابل الحارقة، ما أثر سلباً على الإنتاجية والنوعية للمحاصيل وتسبب بخسائر في موسمهم السنوي.




أشار "شحود جدوع" وهو ناشط في ريف حماة لـ "ليفانت": "هذا العام كان عام خير، وكانت هطولات الأمطار جيدة مما ساعد الفلاحين على انخفاض تكاليف السقاية وهو ما يدرّ ارباح جيدة بالمقارنة بالسنوات السابقة، وذلك بسبب التكاليف العالية للسقاية التي تعتمد على الوقود بشكل اساسي".




وأضاف "الجدوع": "يعتمد معظم فلاحي ريف حماه الشمالي وريف إدلب الجنوبي على القمح والشعير في المرتبة الأولى، ويأتي في المرتبة الثانية البقوليات والكمون، وكان فلاحين توقفوا عن زراعة المحاصيل الزراعية المروية كالخضار بسبب تكاليف الانتاج العالية".




وأكد النشط الحموي، أن الهجمة العسكرية للنظام تزامن مع نضوج هذه المحاصيل، فاعتمد سياسة الأرض المحروقة بشكل فعلي عبر القصف العشوائي، والذي استهدف التجمعات في الأراضي الزراعية (عمال الحصاد) او أي حركة داخل هذه الأراضي الزراعية، بقذائف المدفعية والنابلم الحارق، بالإضافة للغارات الحربية الجوية.




من جهته أكد السيد "عبد الله عبود" وهو أحد المزارعين في قرية الأربعين بريف حماة، أن:

"النظام استهدف حصاده بصاروخ كورنيت ما أدى لاستشهاد أحد المزارعين وإصابة آخر، وتدمير (الحصّادة) اثناء عملها، هذه الأسباب جعلت أهالي سهل الغاب تستعجل حصاد أراضيهم الزراعية من القمح والشعير قبل نضوجه خوفاً الحرائق"،

وشدد "عبود" في تصريحه لـ "ليفانت" أن الحصاد المبكر كان سبباً رئسياً في انخفاض انتاجية الهكتار الواحد".




موضحاً أن: "بسبب القصف العنيف أدى إلى تخوّف أصحاب الحصّادات من العمل في هذه المناطق الخطرة، لأنها باتت هدف مباشر لقوات النظام عبر صواريخ مضادة للدروع ما أدى إلى ارتفاع الأجور بشكل جنوني، على اعتبار أن مالك الحصّادة يخشى فقدان مصدر رزقه فيحاول تعويض الخسارة فيما لو حدثت برفع الأجور".




ويقول "حسين عبود " أحد مزارعي ريف حماه الشمالي: "استهداف الأراضي الزراعية منعنا من إدخال أي آلية إلى أراضينا، حتى أن إخماد الحرائق بالجرارات أو سيارات الدفاع المدني يستهدفها النظام بشكل مباشر".




من ناحية أخرى أدى تقدم النظام السوري في ريف حماة إلى خسارات كبيرة للمزارعين ومنعهم من حصد مواسمهم في مناطق سيطرته الجديدة بعد الحرب العنيفة في تلك المناطق التي أصبحت ساحات للمواجهة.




يقول "محمد حسين" مالك إحدى الأرضي بمنطقة قلعة المضيق: "خسرت موسم بطاطا الذي وصلت تكاليفه لنحو20 الف دولار، تبدأ من المحروقات للري إلى السماد وبذور البطاطا، لكن التصعيد المفاجئ للنظام على اعتبار أن مناطقنا تخضع لاتفاق خفض التصعيد، لكن تقدمه نحو مناطقنا أجبرنا على الفرار وترك محاصيلنا ومنازلنا، ما أدى ذلك لخسارة كبيرة لنا، حيث حصد النظام كل أراضينا وسرقها".




يشير "خالد الحسن" مسؤول مكتب الزراعة بمدينة كفرزيتا بريف حماة: "النظام استهدف الأراضي الزراعية بمدينة كفرزيتا ما أدى لاندلاع حرائق كبيرة لمساحات واسعة من الأراضي الزراعية، حيث تضررت أشجار الزيتون والفستق الحلبي، بالإضافة إلى التأثير المباشر للحرائق على البذور، ما أدى إلى تدمير المواسم الحالية والأراضي الزراعية المشجرة".




ولعل هذا الاستهداف الممنهج للمحاصيل والأراضي الزراعية من قبل قوات النظام والمليشيات الموالية له هو فصل جديد في الضغط على السكان المحليين اقتصادياً كأحد اهدافه الاستراتيجية لتحقيق تقدم ميداني وسياسي.


الحصاد المبكر في ريف حماه هل يوقف الحريق؟!

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!