-
الإخوان المسلمون... الثقب الأسود
يوماً بعد يوم يتضح للجميع حجم الخديعة التي تعرض لها الشعب السوري، الذي أدخل في آتون صراع دموي شارك فيه الجميع إقليمياً ودولياً، وأدواتهم في سلطة الإستبداد ومعارضة الإرتهان، تلك المعارضة التي كانت واجهتها السياسية، حفنة من التجار بإسم الدين والثورة.
إلا إنه وعلى مرّ هذه السنوات كانت أبشع أنواع الممارسات الإجرامية بحق الشعب السوري محاولات تحويل ذلك الشعب لمرتزقة وأدوات بيد من تحالفوا للقضاء على الموروث الثقافي والاجتماعي في البلاد.
هل كنا على مر التاريخ كسوريين مرتزقة ومأجورين؟؟؟
سمعت الكثير على مر التاريخ عن مرتزقة ولكن مرتزقة سوريين؟! لم نسمع بهذا إلا بوجود الإخوان المسلمين، وسلطة القتل في دمشق، لم أعلم حتى الآن مالغاية وماهو الدافع الذي يجعل ممن يدعون أنهم من الثورة السورية ومن الشعب السوري، وممن يدعون تمثيل شريحة منه، لسوق مئات الشباب السوري للقتال في أرض عربيه شقيقة، لمقاتلة شقيق عربي في إحدى الدول لتنفيذ أجندات دولية ومصالح دولة أخرى.
والسؤال الذي يطرح نفسه دائماً:
هل يجب التوقف عند الدوافع التي يملكونها لزج السوريين في معارك لاتعنيهم، فعندهم من المآسي مايفوق مايملكه الجميع، وما الدافع لزج السوريين في القتال نيابة عن الغير وللدفاع عن مصالحه، بالتأكيد غياب المجتمع الدولي والشرعيه الأممية جعلت من السوريين فريسة لإجرام كل مجرم ابتداءً من منظومة القتل في دمشق وانتهاء بتنظيمات الإسلام السياسي.
وكذلك الطرق والأساليب المقرفة التي تتبعها تنظيمات الإسلام السياسي لتحقيق أهدافها ومكاسبها على حساب الدماء السورية، ألم نستهجن ونستنكر كسوريين ويدمي قلوبنا الألم عندما نشاهد أبنائنا يقتلون بأيد عربية جندتها إيران للدفاع عن أجنداتها ومشروعها الإرهابي الظلامي؟.
ألم يدمِ قلوب السوريين عند مشاركة مقاتلين لبنانيين وفلسطينين وعرب آخرين في قتل السوريين تحت رايات تنظيمات إرهابيه تمولها إيران كحزب الله ومنظمة الجهاد الفلسطينية وسرايا بدر والميليشيات الشيعية العراقية الأخرى كفيلق بدر والنجباء، وغيرهم من الأدوات الرخيصة والقاعدة وفروعها.
نعم، حاول الكثيرون التملص من هذا العبء وتم نفي الأمر تكراراً ومراراً لتتكشف وجوه من قام بهذا، لذلك لسان حالنا هو الخزي والعاز لمن يزج بأبنائنا في آتون من النار إرضاءً للغير ولمصالحه في المنطقة.
فماذا يختلف السوري الذي ذهب للقتال في ليبيا عمن سبق، قطعاُ لا يختلف، وماذا يختلف من أرسل وجنّد وموّل الميليشيات لقتل السوريين في سوريا، عمن يجند السوريين لقتل أشقائهم في ليبيا، بالتأكيد لا خلاف، فالمدرسة واحدة والأسلوب واحد، والتطبيق متشابه.
-من جهة أخرى افقدت تلك الخطوة العرجاء المعارضة السورية كثيراً من حلفائها على الصعيد العربي والدولي بسبب تشابك وتناقض المصالح الإقليمية والدولية فيما بينها، حتى أن بعضها ممن يختلفون مع المشغل، أصبح يقبل بما لم يقبل به سابقاً، وهو إعادة تهيئة وشرعنة نظام القتل في دمشق من باب المناكفة السياسية والضغط المتبادل في الملف الليبي.
وهنا نستطيع أن نسأل ماذا فعل الإخوان المسلمون بالمعارضة السورية التي جردوها من حلفاء كثر إرضاء لمصالحهم ولتحقيق مآربهم الخاصة بمشروعهم الذي ابتلع كثقب أسود منذ عقد كل أمل لنجاح ثورة الشعب السوري وتحقيق طموحاته بنيل حريته واستعادة قراره، ولكن حجم المآساة لم يتضح بعد، فانعكاساته وتأثيره في أوساط الجماهير العربية الداعمة للشعب السوري والتي وقفت معه حتى أمد قريب في محنته سيكون خطيراً ويفتح الباب على مصراعيه أمام الإجرام المتزايد على الأرض السورية، وبالتالي ليكون هناك شعارات عدة يقتل السوريين في ظلها آخرها ماقدمه الإخوان المسلمون على طبق من فضة لأسيادهم في إيران وتركيا من تبرير لوجودهم في سوريا، وأنّه مشابه لوجود أبنائنا في ليبيا.
وهنا يستطيع الإيراني الرد الآن على الجميع بأن من أدخلهم وجنّدهم من مقاتلين وشذاذ آفاق ومرتزقه مآجورين لقتل الشعب السوري ودعم الطاغية مشابهون لمن تم الزجّ بهم في ليبيا لقتال فئة من الشعب الليبي تحت راية الارتزاق الإخوان، وهذا بالتأكيد لم يكن شأناً وطنياً سورياً، ولم يكن هدفاً لم يحلمون ويرفعون شعارات إسقاط أنظمة الاستبداد والمطالبة بالحرية.
ومن ناحية أخرى يظهر جلياً للعيان ولايختلف أحد في تقييم هذه الخطوة وأن من شأنها إشعال فتيل الصراع بين شعبين شقيقين في سوريا وليبيا رغم المسافات الكبيره التي تفصل بينهما، وكلاهما خاض تجربة المطالبة بالحرية والانتفاضة على سلطات الاستبداد، كما سيؤثر هذا بالتأكيد على تواجد السوريين الآخرين في ليبيا ويقدر عددهم بعشرات الألوف منذ ماقبل اندلاع الثورة السورية.
إن تمزيق النسيج العربي بإشعال الفتنة بين الشعوب العربية والسوريين سيزيد من كارثية الوضع، كما حصل عند تمزيق النسيج السوري ضمن سوريا إثنياً وعرقياً، بين العرب والأكراد والتركمان والخ، ناهيك عن العزلة العربية والدوليه التي ستتعرض لها قضية السوريين العادلة في طلب الحرية عند وسمهم بكلمة وتصنيف المرتزقة على أرض ليبيا، وهذا ما سيجعل بالتأكيد من الشعب السوري في شبه عزلة عربياً ودولياً وفريسة سهلة للمرتزقة الذين استجلبهم النظام السوري والنظام الإيراني.
إن هذه الخطوة هي سوداء بما تعني الكلمة من معنى، سعى من يقف خلفها لإضعاف أكثر للمعارضة السورية التي ينتابها الضعف في ظل ممارسات الإقصاء الإخوانية التي جعلت من المعارضة السوريه كياناً هشاً وغير متماسك، معلقاً بخيوط في الهواء أوهن من خيوط العنكبوت، تتقاذفها الأجندات الدولية والإقليمية لتحقيق مصالحه مستخدمة في ذلك أدواتها الرخيصة الموجودة في واجهة مؤسسات المعارضة السورية.
تلك الخطوة بالتأكيد لم تأتِ إلا خدمة لمرشد ومجرم وقاتل، وضاعف ذلك من ألم شعب يبحث عن استعادة أرضه وترابه وقراره في ظل ارتهانات متعددة للمصالح الدولية والإقليمية، في سبيل الحفاظ على مكاسب ضيقة آنية على حساب الأرض والدماء السورية، فعندما يمزج التراب بالماء يصبح المزيج طيناً وعندما يكون المزيج من ماء وتراب ودماء فيطلق عليه وطن والوطن هو سوريا.
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!