أسعار النفط تستقر قرب 80 دولاراً.. بضغوط من الإنتاج والمخزونات الأمريكية

لم تشهد أسعار النفط تغييراً يذكر اليوم الخميس، حيث استمرت في التداول قرب مستوى 80 دولارا للبرميل، وسط عوامل متضاربة تؤثر على السوق.

فمن جهة، تثير المخاوف من اضطرابات التجارة العالمية في البحر الأحمر بسبب النزاع بين السعودية وإيران الطلب على النفط، ومن جهة أخرى، تضغط زيادة المخزونات والإنتاج القياسي في الولايات المتحدة على الأسعار.

وبحسب بيانات من وكالة رويترز، بلغ سعر خام برنت القياسي العالمي 79.80 دولار للبرميل، بارتفاع طفيف بلغ 0.1% أو 13 سنتا، في حين بلغ سعر خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 74.26 دولار للبرميل، بارتفاع بسيط بلغ 0.05% أو أربعة سنتات.

وتأتي هذه الأسعار في ظل تقارير عن ارتفاع مخزونات النفط الخام الأميركية بنحو 2.9 مليون برميل في الأسبوع الماضي، مقابل توقعات بانخفاضها بنحو 2.3 مليون برميل، وفقاً لإدارة معلومات الطاقة الأميركية. كما أظهرت البيانات أن إنتاج النفط الخام الأميركي وصل إلى مستوى قياسي جديد بلغ 13.3 مليون برميل يوميا، متجاوزاً الرقم القياسي السابق الذي بلغ 13.2 مليون برميل يوميا.

وتعكس هذه الأرقام زيادة الإمدادات النفطية في السوق العالمية، التي تواجه تحديات من جراء تباطؤ النمو الاقتصادي والتوترات التجارية والجيوسياسية. ومن بين هذه التحديات، تبرز الاضطرابات في البحر الأحمر، الذي يعتبر ممراً مائياً حيوياً لنقل النفط والسلع الأخرى بين آسيا وأوروبا وأفريقيا.

وقد اختارت بعض شركات النقل البحري الكبرى تجنب البحر الأحمر وسلوك مسار بحري أطول مما يؤدي إلى زيادة تكاليف النقل والتأمين، بعد أن تعرضت سفينتان تجاريتان لهجوم من قبل الحوثيين في اليمن، الذين يحاربون التحالف الذي تقوده السعودية. ويمر حوالي 12% من الحركة العالمية عبر البحر الأحمر وقناة السويس.

وقال بعض المحللين إن التأثير على إمدادات النفط محدود حتى الآن لأن الجزء الأكبر من خام الشرق الأوسط يتم تصديره عبر مضيق هرمز، الذي يفصل بين الخليج العربي وبحر عمان. وقال تسويوشي أوينو، كبير الاقتصاديين في معهد إن.إل.آي للأبحاث، إن "عاد تركيز السوق إلى تباطؤ الطلب العالمي إذ يُنظر إلى التأثير على البحر الأحمر على أنه محدود على النفط طالما أنه لا يمتد إلى مضيق هرمز"، وأضاف أن "ارتفاع مخزونات الخام والزيادة القياسية لإنتاج النفط المحلي في الولايات المتحدة يزيدان من الضغوط".

وذكر ناوهيرو نيمورا، الشريك في شركة ماركت ريسك أدفيزوري للأبحاث والاستشارات، إنه "نظرا لعدم وجود تخفيضات إضافية في الإنتاج من قبل أوبك+ هذا العام، فمن المرجح أن تظل أسعار النفط في ذلك النطاق حتى نهاية العام، مع التركيز على الإحصاءات الاقتصادية الرئيسية ورد فعل الدولار عليها". وتوقع نيمورا أن يتم تداول خام غرب تكساس الوسيط بين 70 و75 دولارا هذا الشهر.

وفي سياق متصل، أعلن التحالف بقيادة الولايات المتحدة، الذي يفرض سقفا سعريا على النفط الروسي المنقول بحرا، أمس الأربعاء عن تغييرات في نظام الالتزام الخاص به، وقالت وزارة الخزانة الأميركية إن التغييرات ستجعل من الصعب على المصدرين الروس تجاوز هذا السقف السعري، الذي يهدف إلى منع روسيا من الاستفادة من العقوبات المفروضة على إيران.

ليفانت-وكالات