الوضع المظلم
الأربعاء ١٨ / سبتمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • أحمد آل حمدان: أنتم ‏صراطي المستقيم وأنا سأظل أمشي فوق هذا الصراط حتى أصل جنتي.. وجنتي في هذه الحياة هي أنتم

أحمد آل حمدان: أنتم ‏صراطي المستقيم وأنا سأظل أمشي فوق هذا الصراط حتى أصل جنتي.. وجنتي في هذه الحياة هي أنتم
أحمد آل حمدان

في العام 2017 كانت روايته الأولى (مدينة الحب لا يسكنها العقلاء) التي تدور قصتها حول شخص يؤلف كتاباً يدعو فيه عشيقته التي لا تحب القراءة للرجوع إليه عن طريق وضع صورته على الغلاف.. إنه الكاتب والروائي السعودي الشاب أحمد آل حمدان المولود في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية عام 1992 م، ونشأ فيها ليحصل على شهادة البكالوريوس في الرياضيات من جامعة الملك عبد العزيز. ليأتي بعد الرواية الأولى جزءاً ثانياً من القصة بعنوان أنت كل أشيائي الجميلة وثالثاً بعنوان ردني إليك.

فماذا عن أعماله القادمة؟ وهل هو راض عن مستوى الإقبال الجماهيري على أعماله؟ وهل ينزعج من النقد الموجه إليه في هذه الفترة القصيرة من الكتابة؟

هذه الأسئلة وغيرها من خلال صحيفة ليفانت نيوز اللندنية في هذا الحوار مع الروائي السعودي الشاب أحمد آل حمدان.

● أعطاني الله قرّاء هُم عائلتي.. وهم يقدمون لي هذا الدعم باستمرار.. تكفيني تلك النظرة التي أراها في أعينهم عندما ألقاهم

● الكاتب الذي يريد أن يصل لقلب القارئ عليه أن ينزف لأجله

● إنها فكرة مجنونة أن يُقرر أحدهم البحث عن فتاة غائبة بواسطة الكتابة

● كانت هناك محاولة لنقل رواية أبابيل إلى الشاشة ولكن أدركت أنهم لن يقوموا بإنتاجه بالشكل الذي أرضى عنه ويرضى عنه القرّاء فطلبت إلغاء العرض

● إن النقد ثقيل على النفس لكنه مثل الدواء: مُر لكنه يجعل الداء يمُر

نص الحوار كاملاً:

◄هل يشعر الكاتب أحمد آل حمدان بالضيق كون وسائل الإعلام لا تلقي الضوء على الكتاب الجدد، وأنت منهم، رغم الأعمال الجيدة التي لاقت إقبالاً كبيراً من الجمهور؟

في الحقيقة الإعلام أمر مهم بالنسبة للكاتب فهو يقوم بتقديم الدعم النفسي له ويُسلط الضوء على إنجازاته ويُبرزها للناس. ولكن في الحقيقة أعطاني الله قرّاء هُم عائلتي، وهم يقدمون لي هذا الدعم باستمرار. تكفيني تلك النظرة التي أراها في أعينهم عندما ألقاهم. والرسائل التي تصلني منهم دائماً. ودعاؤهم الصادق لي. إنهم يجعلوني باستمرار أشعر بالإنجاز وأن جُهدي لا يذهب سُدى. بالنسبة لي أنا لا أنتظر أن يقوم أحدهم بتسليط الضوء على أعمالي.. يكفيني أن ينظر إليها قرّائي فأشعر أن العالم كله ينظر إليَّ.

◄برأيك أستاذ أحمد عندما تحمل قلمك فما الطريقة التي تتبعها في الوصول إلى قلب القارئ وتشكيل تلك العلاقة والرابطة بين عملك والقارئ؟

حتى تكوّن جملة تُقرأ فأنت بحاجة فقط لأن تعرف الحروف الهجائية للغة التي ستكتب بها. لذلك قد تبدو الكتابة للوهلة الأولى أمراً بسيطاً.. ولكنها في الحقيقة أعقد بكثير مما يتخيله الكثير.

إنها الالتزام الكامل واحترام القارئ والمحاولة والصبر.. والتعلم المستمر الذي لا ينتهي.. وأعتقد أن الكاتب الذي يريد أن يصل لقلب القارئ عليه أن ينزف لأجله. أن يكون في حالة كتابية متواصلة. يجب أن يفكر طوال وقته بشخصياته وأحداثه. يجب أن يراهم في الواقع وحين ينام. يحلم بهم. يجب أن يسهر ويتعب ويضع كل ما يملك من طاقة في النص الذي يكتبه. وبعد كل ذلك يجب أن يعلم أنه ربما لا تصل كلماته لقلب أحد. لذلك كل ما أتمناه دائماً هو أن تصل كلماتي لقلوب القرّاء، وأن تستقر فيها.

 

◄كانت الفكرة جميلة وملفتة بأن ترسل تلك الرسالة التي تعبر فيها عن الندم وكل ما تسبب بذلك الفراق، فهل أنت بطل تلك المدينة المعنونة بصورتك على الغلاف؟ وهل كان هذا بحثاً عن حبيبة غائبة؟

نعم أعتقد أنها فكرة مجنونة تلك التي يُقرر فيها أحدهم البحث عن فتاة غائبة بواسطة الكتابة -كتابة رواية لها- ولذلك كان اسمها مدينة الحب لا يسكنها العُقلاء.. وفي الحقيقة مُنذ أن قمت بنشرها عام 2018 وأنا أُسأل دائماً عمّا إذا كانت حقيقية أم لا، وجوابي دائماً إنها حقيقية طالما أن القارئ يعتقد ذلك.. ولكنني أنا ككاتب ليس من حقي أن أُصرح إذا ما كانت حقيقية أم لا، فالعمل لم ينتهِ بعد، وأريد أن يكرر القارئ على نفسه هذا السؤال كل ما شاهد الكتاب فوق رف المكتبة.

◄الملاحظ في كتاباتك أنك تقدم أفكاراً وصوراً مترابطة من خلال أسلوب أدبي غني بالإبداع.. فماذا عن تلك الأفكار والصور ومن أين تستمدها لتجعلها قريبة من القارئ؟

أغلب كتاباتي أستمدها من البيئة المحيطة، البيئة العربية، فمدينة الحب لا يسكنها العقلاء، مثلاً هي الصورة الحديثة لقيس وليلى، وأنا أتبنى الكتابة الروائية السينمائية. أحب أن أصف الحركة والنظر والنفس. أُحب أن أكون أعمالي الروائية نافذة يعبر من خلالها القرّاء لعالم خيالي مليئة بالإثارة والمغامرة.

◄ماذا عن النقد وكيف يتعامل الأستاذ أحمد آل حمدان مع وجهات النظر المختلفة؟ وهل تنظر إليها بعين الاستفادة مهما كان حاداً؟

لأكون صريحاً معك لا أحد يُحب أن يُنقد. والكثير من الكتّاب لا يستمعون للنقد ويعتبروه إما كلاماً يكتبه حاقد أو حاسد أو جاهل. وفي الحقيقة أعتقد أن الكاتب يجب أن يعي أن النقد كنز ثمين. إنه وسيلة تعلم رائعة. فالكاتب لن يتطور ويتجاوز أخطاءه بالمجاملات وكلمات المديح. الكاتب لن يتعلم ويصبح أكثر قوة إلا إذا استمع للنقد. وصحح من أخطائه. صحيح أن النقد ثقيل على النفس لكنه مثل الدواء: مُر لكنه يجعل الداء يمُر.

◄لماذا لم نرَ إلى الآن الأعمال الأدبية لأحمد آل حمدان على الشاشات من خلال مسلسلات تلفزيونية؟

سبق وأن قدمت إحدى شركات الإنتاج عرضاً بنقل رواية أبابيل إلى الشاشة. وقد وافقت مبدئياً على العرض ولكن عندما تحدثت مع الشركة المنتجة أدركت أنهم لن يقوموا بإنتاجه بالشكل المطلوب الذي أرضى عنه ويرضى عنه القرّاء فطلبت إلغاء العرض. لا أُمانع أن تُنقل أعمالي إلى الشاشة ولكن بشرط أن أضمن أنها ستنقل كما يليق بها وبقرائها الرائعين.

◄هل أنت راض عن حجم الأصداء والقبول بعد كل إصدار أنهاه أحمد آل حمدان؟

نعم الحمد الله تمام الرضى.

◄هل من مشاريع وأعمال قادمة للكاتب أحمد آل حمدان وأحلام يحاول الوصول إليها؟

أعكف الآن على كتابة رواية جومانا، وهي أحد أجزاء سلسلة الطين والنار.. الجزء ما قبل أبابيل.

وبالنسبة للأحلام، إنه الحُلم ذاته وهو أن أقدم دائماً العمل الرائع المميز وأن أكون عند حُسن ظن أفراد عائلتي من القرّاء.

◄هل من كلمة أخيرة؟

نعم أوجه كلمة لأفراد عائلتي القرّاء من صحيفة ليفانت: "أنتم ‏صراطي المستقيم وأنا سأظل أمشي فوق هذا الصراط حتى أصل جنتي.. وجنتي في هذه الحياة هي أنتم".

مكتب ليفانت نيوز – القامشلي

إعداد وحوار: نورشين اليوسف

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!