-
Targeting Damascus and Removing Iranians: Scenarios and Implications of Cutting Iranian Logistical Corridors
في ظل تصاعد التوترات في سوريا والمنطقة، يبدو أن الاهتمام ينصب الآن على احتمال استهداف دمشق في إطار الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى الحد من النفوذ الإيراني المتنامي. وتدور المناقشات حول السيناريوهات المحتملة، سواء العسكرية أو السياسية، والتي تهدف جميعها إلى إبعاد الميليشيات الإيرانية المحلية والإقليمية وتغيير موازين القوى في سوريا. وتأتي هذه التحركات في وقت حساس، حيث تسعى إيران إلى الحفاظ على ممرها اللوجستي الممتد من طهران إلى بغداد ودمشق وصولاً إلى بيروت، والذي يشكل شرياناً حيوياً يتيح لها الوصول إلى البحر الأبيض المتوسط الذي عملت عليه إيران لسنوات.
عملية عسكرية شاملة تستهدف دمشق
ومن السيناريوهات التي يطرحها المحللون العسكريون والسياسيون في المنطقة تنفيذ عملية عسكرية كبرى في دمشق بهدف تفكيك الميليشيات الإيرانية وإجبار قيادة النظام السوري على إعادة التموضع. وبحسب تقارير حديثة، تم توجيه رسالة إلى ماهر الأسد، المسؤول العسكري الرئيسي في سوريا، تعرض عليه خيار الانسحاب إلى الساحل السوري بضمانات روسية أو مواجهة التصفية العسكرية.
ويشير هذا السيناريو إلى احتمال اندلاع مواجهة مباشرة تستهدف النفوذ الإيراني، حيث قد يتم قطع الممرات اللوجستية التي تسمح لإيران بإيصال الأسلحة والإمدادات من طهران عبر العراق وسوريا إلى لبنان. وإذا نجحت هذه العملية، فإن استراتيجية إيران الإقليمية ستتعرض لضربة قوية، حيث سينهار "الهلال الشيعي" الذي تعتمد عليه لتعزيز حضورها العسكري والسياسي في المنطقة.
وفي هذا السياق، قد تلعب روسيا دوراً محورياً، إذ تسعى إلى الحفاظ على نفوذها في سوريا مع تقليص الدور الإيراني الذي يسبب التوتر مع القوى الدولية والإقليمية. وهنا من المرجح أن تقدم موسكو ضمانات لقيادات النظام السوري، مثل ماهر الأسد، لتسهيل انسحابهم إلى الساحل السوري، وبالتالي إعادة توزيع القوات داخل النظام بشكل يحد من نفوذ طهران دون الإطاحة بالنظام بشكل كامل.
الحل السياسي المدعوم دوليا
السيناريو الثاني، بحسب المعطيات الحالية، هو دفع الأمور نحو حل سياسي شامل يتضمن إخراج الميليشيات الإيرانية من سوريا وتنصيب رئيس جديد لسوريا يتفق عليه المجتمع الدولي. ومن المؤكد أن إيران في هذا السيناريو ستواجه ضغوطاً دولية متزايدة للتخلي عن طموحاتها اللوجستية في سوريا والعراق، حيث سيصبح الممر الاستراتيجي من طهران إلى البحر الأبيض المتوسط عرضة للانهيار.
وقد يدعم هذا الحل السياسي تفاهمات بين روسيا والولايات المتحدة، اللتين تشتركان في الرغبة في إعادة الاستقرار إلى سوريا دون استمرار الاعتماد على الميليشيات الإيرانية. وقطع هذا الممر سيؤثر بشكل مباشر على حزب الله في لبنان والعراق، الذي يعتمد على هذه الشبكة لتأمين الدعم العسكري واللوجستي من إيران. وبالتالي فإن الانسحاب الإيراني سيضعف موقف طهران في الصراع السوري ويحد من قدرتها على التأثير في ملفات إقليمية أخرى.
الحفاظ على الوضع الراهن من خلال خفض التصعيد
في حين أن السيناريو الثالث والأضعف قد يكون تجميد الوضع الحالي مؤقتاً، حيث تفضل القوى الكبرى عدم التصعيد في هذه المرحلة. وفي هذا السيناريو، يستمر النظام السوري في السيطرة على دمشق مع بقاء النفوذ الإيراني في بعض المناطق الاستراتيجية، مما يسمح لإيران بالحفاظ على بعض ممراتها اللوجستية. إلا أن هذا الخيار قد يكون هشاً، حيث ستستمر التوترات الداخلية والخارجية في فرض الضغوط على الأطراف المعنية لإيجاد حل نهائي للأزمة السورية.
تداعيات قطع الممرات اللوجستية الإيرانية
من الناحية الاستراتيجية، فإن قطع الممرات اللوجستية الإيرانية يعني توجيه ضربة قاسية لطموحات إيران الإقليمية. هذا الممر الذي يربط طهران ببغداد ودمشق وبيروت يشكل شرياناً حيوياً يسمح لإيران بتسليم الأسلحة والإمدادات لحلفائها في المنطقة، وفي المقام الأول حزب الله في لبنان. وإذا تم استهداف دمشق بنجاح وتم إبعاد الميليشيات الإيرانية، فإن هذا الممر سيصبح غير صالح للاستخدام، مما يعزل إيران إلى حد كبير ويحد من نفوذها في الشرق الأوسط.
فضلاً عن ذلك فإن قطع هذا الممر من شأنه أن يعيد ترتيب التوازنات الإقليمية، حيث ستفقد إيران قدرتها على استخدام سوريا كنقطة انطلاق لعملياتها في المنطقة، وهو ما من شأنه أن يضعف موقف طهران في العراق ولبنان، حيث يعتمد حلفاؤها بشكل كبير على الدعم اللوجستي الإيراني. كما أن فقدان القدرة على الوصول إلى البحر الأبيض المتوسط من شأنه أن يحرم إيران من تحقيق حلمها الجيوسياسي في التحول إلى قوة إقليمية ذات نفوذ مباشر على مسارح العمليات في البحر الأبيض المتوسط.
مستقبل دمشق ومصير النفوذ الإيراني
مع تصاعد التوترات في دمشق وتزايد الحديث عن استهداف النظام السوري والميليشيات الإيرانية، يبدو أن سوريا على أعتاب مرحلة جديدة من الصراع الداخلي والدولي، وسواء اعتمدنا سيناريو المواجهة العسكرية أو الحل السياسي، فإن المستقبل يحمل تحديات كبيرة لإيران، التي قد تجد نفسها مضطرة للتخلي عن مشروعها الإقليمي إذا ما قُطعت ممراتها اللوجستية.
وفي نهاية المطاف، يبقى نجاح هذه السيناريوهات مرهوناً بالتوازنات الدولية والإقليمية ومدى تغيرها وفقاً للمصالح والاتفاقات الجديدة، خاصة في ظل التوترات المستمرة بين القوى الكبرى والمصالح المتضاربة في سوريا والمنطقة عموماً.
شيار خليل - أخبار المشرق
You May Also Like
Popular Posts
Caricature
NATO Secretary-General Ex...
- November 7, 2024
Amid growing anxiety among several European countries participating in NATO over Donald Trump's victory in the U.S. presidential election, NATO Secretary-General Mark Rutte stated he looks forward to sitting down with Trump.
Upon arriving to participate in the summit of the European Political Community, which includes around forty heads of state in Budapest, he said, "I look forward to sitting with the elected U.S. president and seeing how we will collectively ensure we meet challenges, including the threats from Russia and North Korea." He also noted that the strengthening of ties between Russia and North Korea poses a threat to the United States as well, according to reports from Agence France-Presse.
Before Trump's victory, Rutte expressed confidence that a united Washington would remain part of the defensive alliance, even if Trump became the 47th president of the United States. In an interview with German public broadcaster ZDF last Monday night, he stated that both Republicans and Democrats understand that NATO serves not only the security of Europe but also that of America. He added that both candidates are aware that the security of the United States is closely tied to NATO.
On Wednesday, NATO congratulated Trump on his victory but did not address the Ukrainian issue.
It is noteworthy that the relationship between the elected U.S. president and the defense alliance was not the best during his first term in the White House. Trump criticized NATO member states multiple times and even hinted at withdrawing from the alliance unless they increased their financial contributions.
Additionally, the issue of the Russian-Ukrainian war is one of the matters that complicate relations between the two sides, especially since Trump has repeatedly stated that he can end this ongoing conflict, which began in 2022, quickly. He implied that he had a peace plan between Kyiv and Moscow, while his vice president, JD Vance, revealed aspects of that plan, which stipulated Ukraine's commitment not to join NATO, thereby sending reassuring signals to the Russians.
Furthermore, many NATO member states in Europe fear that Trump might halt military aid to Ukraine after he previously criticized the U.S. for pouring funds into supporting Ukrainian President Volodymyr Zelensky.
opinion
Report
ads
Newsletter
Subscribe to our mailing list to get the new updates!