-
الشرق الأوسط وسياسة القُوى
ثورات وحروب تقطع الأنفاس امتلأت بها سنة 2022، واكتظت بمساوئها وسائل التواصل الاجتماعي التي علاها شخصنة الأمور، وألاعيب رجال الأعمال بها، بطلها الثوري أيلون ماسك، في تطورات دراماتيكية ودراما مأساوية للعصفور الأزرق الذي طالما تدخل في السياسات الكُبرى وقراراتها في العالم.
وبشكل عام ما رأيناه من معارضي أوباما ومشاريعه السياسية في المنطقة ومؤيدي الرئيس السابق دونالد ترامب وشعبويته التي يسير عليها "ماسك" بإقصاء حرية التعبير.. وصولاً لهمجية النظام الإيراني داخلياً عبر الصدامات بين السلطة والمتظاهرين، لا سيما العنف ضد النساء والشباب والأقليات بقمع المحتجين السلميين وإعداماتها، التي أحدثت وقعاً كبيراً لدى الراي العام الأميركي والأوروبي. وخارجياً لإرهاب جيرانها من الدول وتمددها الاستعماري ببلادهم التي انتهت سيادتها، حتى الغزو الروسي لأوكرانيا الجارة التي لا تعترف بها كدولة؛ لتلتهم الآلتين العسكريتين لروسيا وأوكرانيا التي تساندها آلات الناتو وذخيرته الكًبرى التي تحمي دول الاتحاد الأوربي، وأدت إلى انقسام مجلس الأمن وانهيار قدرته على فرض وقف إطلاق النار، وانهيار للنظام الاقتصادي العالمي، لا سيما قطاع النفط التي توازن أوبك وأوبك + سوقها، رغم الانتقادات الأمريكية الغربية ومواجهتها لأسوأ شتاء عليهم بلا غاز، بعدما حددوا سعر الغاز الروسي، ومنعوا استيراده إلا القليل، ناهيك عن التضخم وأزمة الغذاء الكُبرى التي راح ضحيتها دول فقيرة، لتكون الطامة بالتهديد النووي من قوى العالم.
لذا فلن يكون هناك أي مفاجآت سياسة جديدة في عامنا القادم 2023، من دون أن نرى حلاً سريعاً ومباشراً لهذا الصراع، لا سيما صراعات الشرق والغرب، وهنا أعني الجانبين الروسي الصيني والأمريكي الغربي، وعصا الوسط الشرق أوسطية.
لقد فشلت سياسة إدارة جو بايدن في الشرق الأوسط، التي أهملتها وعرفت قدراتها مؤخراً بطلب النفط الخليجي، وإقامتها قمة دول أفريقيا لحفظ ماء وجهها بعدما كشف الانسحاب الأفغاني الخزي قوتها، لتجد روسيا والصين فرصتها في ملء الفراغ الأمريكي، التي انطلقت على إثر انسحابها وقراراتها المتضاربة عواصف جمة، وبالتالي سيكون ضرورياً لإدارة البيت الأبيض إعادة النظر في كسب العلاقات مع القيادة الخليجية، لا سيما الرياض ومصر بالشرق الأوسط، كشركاء لا يمكن العمل دونهم، وهي علاقات أهانها "بايدن" العجوز بإدارته السلبية، بعد إدارة الرئيس باراك أوباما وترامب، وتعاطيهم مع ملفات الشرق الأوسط، وخاصة اللوبي الإيراني على التحالف العربي، مما يعني أن الأوراق مخلوطة قد تبقى لعامنا القادم بلا تغيير أو حل، لكن قد نرى قوى جديدة هي خليجية عربية تتبوأ مقاليد بعض الأمور إذا اتفق الأشقاء.
ليفانت - شامان حامد
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!