الوضع المظلم
الإثنين ٢٣ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • وسط توترات بين الأهالي والنظام ..مؤسسات البعث ممنوعة من إقامة فعاليات في السويداء

وسط توترات بين الأهالي والنظام ..مؤسسات البعث ممنوعة من إقامة فعاليات في السويداء
مؤسسات البعث الممنوعة في السويداء.. وسط توترات بين الأهالي والنظام

ليفانت-السويداء-ماهر مصطفى


تزداد حدة التوترات بين القوى المسلّحة المحلية في محافظة السويداء جنوب سوريا وقوات ومؤسسات النظام السوري، مع استمرار محاولات النظام بارتكاب انتهاكات بحق شباب المحافظة من الناشطين المدنيين والسياسيين.


احتدمت تلك التوترات من جديد هذا الأسبوع عشية الذكرى الأولى لغزوة تنظيم داعش لمحافظة السويداء جنوب سوريا في 25 من تموز العام 2018، وفي خضم تلك المواجهه مع الأهالي والفصائل المحلية والتي سقط خلالها أكثر من 265 شهيداً وتم أسر حوالي 50 من النساء والأطفال وبغياب مفضوح لجيش النظام السوري وقواته الأمنية عن تلك المعركة مع التنظيم الأسود.



دعت قيادة فرع حزب البعث الحاكم في المحافظة وأحزاب "الجبهة الوطنية التقدمية" ببيان رسمي لإحياء ذكرى الـ25 من تموز باحتفال مركزي واسع، ونسبت في بيانها الانتصار على التنظيم للجيش السوري وأهالي المحافظة، مما استدعى أحد أهم الفصائل المسلحة المحلية "قوات الفهد" الرد وفي بيان رسمي على بيان حزب البعث جاء فيه: "قوات الفهد وكل من يتبع لنا أننا وفي الـ25 من تموز سنكون متواجدين على الأرض داخل المحافظة لمنع أي احتفال تشبيحي من قبل المتملقين للدولة، واللذين يحاولون نسب نصر معركة الكرامة لهم فهم من غدروا بنا بهذا اليوم، ولن نسمح لهم بتزوير تاريخنا أو تاريخ هذة المعركة وسنتعامل معهم على أنهم أعداء وقد أعذر من أنُذر".


ونشرت قوات الفهد عشية المناسبة العشرات من مسلحيها داخل المحافظة وفي القرى الشرقية التي دارت فيها المعارك مع التنظيم، وبشكل منظم وغير مسبوق وفي أجواء من التأييد والتعاطف الأهلي الكبير من أغلبية أهالي المحافظة.


وأمام كل هذه الأجواء المشحونة والمتوترة ألغت قيادات البعث في المنطقة وبطريقة مذلة احتفالها المركزي بعد مشاورات مع القيادات العليا للنظام، وبتدخل روسي من مندوب حميميم السامي في مدينة السويداء خشية المزيد من التصعيد في هذة الأيام، خصوصاً وأن محافظة درعا المجاورة أيضاً تشهد مواجهات شبه يومية مع قوات النظام وتصاعداً لافتاً لعمليات المقاومة الشعبية ضد حواجز النظام ونقاطه الأمنية هناك، أما إحياء المناسبة فقد اقتصر على تلبية لدعوة دار طائفة الموحدين الدروز بالاشتراك مع منظمة جذور سوريا بفعالية ومشاركة أهلية واسعة ولافتة، تحت عنوان "أرواح تموز" تخليداً لذكرى شهداء الجبل تحت رعاية شيخ العقل حسين جربوع والسيد ثائر الأطرش حفيد القائد العام لثورة 1925 سلطان الأطرش وأمام ضريحه في مدينة القريا.


وتتهم قوات الفهد النظام بمسؤوليته عن أحداث 25 يوليو، من خلال: نقل عناصر تنظيم داعش إلى تخوم المحافظة، ثم الانسحاب وترك الريف الشرقي دون حماية، حسب البيان الذي حمل تهديد قوات الفهد إلى مَن أرسل الدواعش في المرة الأولى، وهدّد بالرد على أي مخطط دنيء سيحاك للمحافظة.


يُشار إلى أنه خلال شهر يونيو الماضي تعرض مقرا الأمن السياسي والعسكري في السويداء لاستهداف بالقذائف لم يُعلن مصدره، حيث أدت القذيفة التي سقطت على مقر الأمن السياسي إلى إصابة عدد من العناصر، فيما اقتصرت الأضرار في الأمن العسكري على الماديات. وسبق ذلك هجوم على حاجز للدفاع المدني في مدينة السويداء قُتِل فيه عنصران من الدفاع الوطني.


وفي سياق متصل شهدت قرية الهويا جنوب شرقي السويداء، توتراً أمنياً كبيراً على خلفية توجيه أهالي معتقل من أبناء القرية نداء للفصائل المحلية المسلّحة للتحرك لإنقاذ حياة ابنها المعتقل بعد توارد أنباء عن صدور حكم عليه بالإعدام.



بالتزامن مع تلك التوترات في المحافظة، توافد عدد من الفصائل المحلية المسلّحة إلى قرية الهويا تلبية لنداء عائلة وأقارب المعتقل شادي بربور بعد توارد أنباء متضاربة حول وضعه الصحي الحرج جراء التعذيب، وصدور حكم عليه بالإعدام، بعد خمس سنوات من اعتقاله لدى النظام في سجن صيدنايا.


قامت الفصائل المسلّحة المحلية بجانب أقارب المعتقل من المدنيين بقطع طريق تل صحن العسكري، لعدة ساعات، ومنعوا ضباطاً في قوات النظام من العبور للضغط على الأفرع الأمنية لإنقاذ حياة المعتقل، ولم يفتحوا الطريق إلا بعد تلقيهم وعوداً من وجهاء في المنطقة ومن رئيس فرع أمن الدولة في السويداء بمعالجة مطالبهم.


ومن جانب آخر يحاول النظام السوري عبر أفرعه الأمنية باختطاف الناشطين من أهالي المحافظة، والضغط على القوات المحلية بالانصياع لأوامر النظام، إلا أن إصرار تلك القوات باستقلاليتها بعيداً عن النظام، وبوساطات روسية، دفع النظام الانسحاب من المواجهة المباشرة مع تلك القوات.


هذا وتبقى التوترات مستمرة بين الطرفين، بالتزامن مع استنفار كامل من قوات الفهد بعدم دخول أية قوات تابعة للنظام إلى المنطقة، وبحرصهم على إدخال خلايا تابعة لتنظيم داعش لتنفيذ عمليات إرهابية في أرجاء محافظة السويداء.


وسط توترات بين الأهالي والنظام ..مؤسسات البعث ممنوعة من إقامة فعاليات في السويداء


وسط توترات بين الأهالي والنظام ..مؤسسات البعث ممنوعة من إقامة فعاليات في السويداء

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!