-
هيئة تحرير الشام تقتحم "أبو طلحة" في ريف إدلب الشمالي وتستولي على أرض مخصصة للنازحين
شهدت محافظة إدلب مساء أمس الخميس العديد من التوترات بين المدنيين وهيئة تحرير الشام بعد أن أقدمت الهيئة على إهانة أحد المدنيين على حواجزها ومحاولتها السيطرة على أراضي مخصصة للنازحين.
بدأ التوتر في مدينة سرمدا الحدودية وبحسب مصدر خاص تحدث لموقع ليفانت قائلاً: "بعد قيام مدنيين أثنين يستقلون دراجة نارية بالإصطام بالخطأ بإحدى اللافتات للوقوف على الحاجز ما أدى إلى تهجم عناصر من الحاجز على أحد المدنيين وضربه (بأخمص) البندقية كلاشينكوف ما أجبر الشخص الثاني على مشاجرة وملاسنة وتهديد عناصر الحاجز بالتوقف عن ضرب الشخص ومن ثم ذهب الشخصان إلى المدينة وجمعا عدة شباب آخرين وأجبروا عناصر الحاجز على الإنسحاب بعد إشتباكات استمرت لعشرين دقيقة استخدمت فيها الأسلحة الفردية مما أدى لطرد عناصر تحرير الشام من الحاجز الواقع على المدخل الجنوبي للمدينة".
وأضاف المصدر أن "هيئة تحرير الشام استقدمت تعزيزات من أمنيين في المنطقة لاقتحام مدينة سرمدا وإعتقال كافة الشباب الذين شاركوا باقتحام الحاجز وسط إطلاق نار كثيف داخل الأحياء السكنية ما أدى لإصابة مدني برصاص الهيئة وسط إنتشار كثيف لعناصر تحرير الشام وإقامة الحواجز والتدقيق في هويات المدنيين".
إقرا المزيد: أطفال سوريا من مقاعد الدراسة إلى ساحات المعارك
وتابع المصدر بأن تحرير الشام طلبت بتسليم عدد من الشبان المطلوبين للهيئة وبلغ عددهم 30 شاباً من أبناء سرمدا، حيث أعتقلت الهيئة 12 شاباً منهم في ظل استمرار المداهمات للبحث عن مطلوبين آخرين كما شهدت المدينة حالة هلع لدى السكان المدنيين مع إنعدام حركة تجوال في الشوارع الرئيسية والفرعية القريبة من مناطق المداهمات.
وأشار المصدر أن الهيئة طلبت جلسة تفاوض من وجهاء من المدينة لتسليم المطلوبين ممن أطلقوا النار على حواجزها.
وأوضح المصدر أن إتفاقاً بين أهالي المدينة وتحرير الشام تم إبرامه منتصف ليل الخميس/الجمعة بعد عدة ساعات من المفاوضات نص على: أولاً: سحب المظاهر المسلحة من مدينة سرمدا. ثانياً: تسليم المطلوبين للقضاء ممكن شاركوا بالهجوم على حواجز الهيئة، ثالثاً: إبعاد بعض الشبان إلى مناطق درع الفرات وعدم عودتهم إلى مدينة سرمدا.
ونوّه المصدر أن بعض الشبان يرفضون مغادرة المدينة والذهاب إلى مناطق درع الفرات إذ اعتبروها بمثابة التهجير القسري والممنهج التي يتبعها نظام الأسد مع معارضيه.
في سياق متصل شنّت هيئة تحرير الشام هجوماً على بلدة أبو طلحة بريف سلقين الواقعة على الحدود السورية التركية بهدف السيطرة على إحدى الأراضي المخصصة لبناء مخيّم للنازحين من أرياف إدلب الجنوبي وحماة الشمالي.
وأكد أحد أهالي بلدة أبو طلحة أن تحرير الشام أقتحمت البلدة بحوالي 150 عنصراً مدججين بالسلاح الخفيف والمتوسط وقاموا بالإعتداء على كوادر المجلس المحلي التابع للبلدة بعد رفضهم تسليم قطعة الأرض.
ولفت إلى أن تحرير الشام قامت بإعتقال بعض أعضاء المجلس المحلي وضربهم وإقتيادهم إلى جهة مجهولة بالإضافة لمصادرة بعض الهواتف الخاصة بالمدنيين أثناء تصويرهم لعملية إقتحام البلدة مشيراً إلى أن قطعة الأرض كانت مخصصة لبناء حوالي 65 خيمة لإستقبال النازحين فيها إلا أن تحرير الشام عرضت تأجيرها مقابل مبالغ مادية.
تتبع تحرير الشام سياسة ممنهجة من قمع وتكميم الأفواه أو حتى نفي كل من يعارض سياستها في محافظة إدلب حيث بدأت تلك الانتهاكات وبشكل واضح العام الماضي عندما سيطرت على مدينة معرة النعمان وإبعاد أبنائها الثائرين منها وإجبارهم على الذهاب إلى مدينة عفرين.
كذلك الأمر قامت بترحيل المقاتلين في سهل الغاب وريف إدلب الشرقي وجبل الزاوية ومدينة أريحا وسراقب والأتارب ودارة عزة إلى مدينة عفرين لتسقط تلك المناطق قبل حوالي شهر بيد قوات الأسد وحليفيها الروسي والإيراني دون مقاومة.
حاولت تحرير الشام إتباع نفس السياسة قبل عدة أشهر في مدينة كفرتخاريم الخارجة عن نطاق سيطرتها، بدايةً عبر فرض سيطرتها على المجلس المحلي وإخضاعه بشكل مباشر إلى واجهتها المدنية حكومة الإنقاذ إلا أن محاولتها باءت بالفشل.
وفرضت تحرير الشام آنذاك ضريبة الزيت كأتاوة على أهالي مدينة كفرتخاريم حيث امتنع أهلها عن منح تحرير الشام أي جزء من محصولهم من الزيت وخرجت مظاهرات حاشدة داخلها تم على إثرها إخراج الهيئة من جميع مقارها وحواجزها الموجودة في محيط البلدة وأكد المدنيون في الوقت ذاته أن المشكلة ليست مقتصرة على ملف الزكاة وأخذها بالقوة وإنما الأمر يتعدى ذلك إلى حملات التضييق على المتظاهرين والناشطين البارزين في كفرتخاريم.
إقرا المزيد: شاهد يروي لليفانت انتهاكات الجندرمة التركية على الحدود السورية
لم يرق لتحرير الشام ما قام به أهالي كفرتخاريم وقامت بإستقدام تعزيزات عسكرية كبيرة وأسلحة ثقيلة إلى المناطق المحيطة بمدينة كفر تخاريم وركزت معظم تلك التعزيزات في مدينة حارم ومدينة أرمناز ثم بدأت حملة قصف مدفعي عنيف على منازل المدنيين في كفر تخاريم إنتقاماً منهم بعد أن رفضوا أي تواجد لها في مدينتهم وقد تذرعت الهيئة بأنها فقط تريد عدداً ممن وصفتهم بالمفسدين.
واستمر هجوم تحرير على المدينة لعدة ساعات متواصلة وعلى الرغم من كثافة الهجوم إلا أنها لم تستطع تحقيق أي تقدم ولم يسفر عنه أي نتائج ملموسة وذلك بسبب إجماع كافة أهالي كفرتخاريم على مواجهة الهيئة ومنعها من الدخول الأمر الذي سرعان ما تسبب بإنتفاضة شعبية في عموم مدن وبلدات محافظة إدلب من مدينة معرة النعمان جنوباً حتى سراقب وكللي وأرمناز وأريحا وإدلب المدينة شمالاً، حيث خرج الآلاف بمظاهرات حاشدة عبّروا فيها عن تضامنهم مع أهالي كفرتخاريم على خلفية الهجوم الذي تتعرض له كما نددوا بصمت الهيئة وعدم ردها على قصف مواقع قوات الأسد وروسيا المحيطة بمحافظتهم، والتي تقصف المدنيين وتوقع الضحايا في صفوفهم بينما تقوم في ذات الوقت بحشد أسلحة ثقيلة على مدينة كان لها السبق بالثورة.
يصف الكثير من المدنيين في محافظة إدلب هيئة تحرير الشام بأنها تنظيم أمني يسعى للسيطرة على الموارد والشعب الذي يجثم على صدره وهذه التنظيمات في حقيقتها تنظيمات استبدادية وتسلطية لا تؤمن بالمشاركة الشعبية بل تؤمن فقط بمشروعية القوة والحواجز والسيطرة، لكن باعتبار أن هذه التنظيمات تنشأ في بيئات محافظة فهي تتستر بشعارات دينية لحشد الأتباع وشرعنة وجودها.
بناء على ما سبق نستطيع القول إن مشكلة كفرتخاريم ليست مسألة دفع زكاة زيت الزيتون والضرائب وغيرها إنما هي مشكلة سياسية تتعلق بالسيطرة حيث إن كفرتخاريم وعدة مدن أخرى خرجت خلال الأشهر الماضية بمظاهرات منددة بقائد هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني ومتهمة إياه باللصوصية وخطف الثورة وتشويهها وتعريض الناس للخطر ونهب أموال الشعب، حسب ما عبّر المتظاهرون الذين طالبوا أيضاً برحيل وتفكيك الهيئة الأمر الذي يعتبر عند ذاك التنظيم الأمني مرفوضاً إذ أن المسألة أكبر من الزكاة وأكبر من تحصيل شيء من المال والزيت بل المسألة سياسية وتحكم وسيطرة لقمع إرادة الشعوب وقمع روح الحرية والكرامة وفرض سيطرة تنظيمات أمنية على إدلب لا تبتعد كثيراً عن نظام الأسد. ليفانت
قد تحب أيضا
كاريكاتير
من وحي الساحات في سوريا
- December 19, 2024
من وحي الساحات في سوريا
ليفانت-خاص
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!