-
هل تصدق إيران الالتزام ببنود الاتفاقية مع السعودية؟
يتداول الكثير من المحلّلين والسياسيين في الدول العربية أحد البنود الهامة الذي نتج عن اتفاقية بين المملكة العربية السعودية وايران برعاية صينية، البند الذي ينص على احترام ايران لشؤون جيرانها وعدم التدخل في دولهم.
بعد الاستماع للكثير من التحليلات والتوقعات من خلال اجتماعات عديدة مع سياسيين وكتاب وصحفيين منذ الأمس، وبعد أن رأينا الكم الكبير من التأييد للاتفاقية والقليل الرافض لها خوفاً من أن تستثمر إيران في الوقت، لأن إيران بين فكي كماشة انتفاضة داخلية وضغوط خارجية تعيشها من جراء العقوبات التي تطالها بسبب برنامجها النووي.
لابد هنا أن أعلق بمايلي: اعتقد أن هذا البند سينجح تطبيقه في اليمن إلى حد كبير، وذلك لأن إيران هناك تدعم ميليشيا واحدة لاتمتلك مخزون كبير للاستمرار دون دعم إيران، مما سيجعل الحوثي مرغماً على اتفاق سلام ينهي الحرب في اليمن في حال كانت نية إيران جادة في ذلك.
أما في لبنان ففرص نجاح الأمر أقل لأن ميليشا حزب في الضاحية الجنوبية من الممكن أن تتكيّف مع الداعم الإيراني ويتحول لحزب سياسي يشارك ويسهل الحراك السياسي في لبنان، لكن تبقى مشكلة الترسانة العسكرية التي يمتلكها هذا الحزب هي المشكلة التي ستواجه بقوة من بقية الأحزاب، مما يجعل الأمر كما قلنا فرص نجاحه أقل .
في سوريا و العراق لن ينجح الأمر برأي نهائيًا للأسباب التالية: إن التواجد الإيراني في سوريا هو باتفاق مع من قتل وشرد واعتقل الملايين من السوريين، رأس النظام بشار الأسد، وكذلك الأمر مع حكومة العراق، كما أننا من جهة أخرى يجب أن لا ننسى أن ميليشيات إيران في البلدين تفوق أعدادها الجيش النظامي لدى البلدين، وهذا ماعملت عليه إيران لسنوات طويلة ودفعت أثمان كبيرة لتصل أحوال هاتين الدولتين إلى هذا الحال، أنشطتها العسكرية، المخدرات، التغيير الديموغرافي، التشييع والحسينيات التي أصبح تعدادها بالآلاف في جميع المدن السورية والعراقية، استثمرت فيها إيران المليارات، فهل ستتخلى عن كل هذا !!!
لا اعتقد أن ذلك بالسهل أو المعقول، لأن مشروعها التوسعي مازال مستمراً ولم ينتهي ويحتاج لسنوات أخرى لتحقيق المكاسب المخططة، هنا لابد أن نسأل أنفسنا هل ستكتفي المملكة العربية السعودية بتهدئة الخاصرة اليمنية حالياً لكي لا يتعكر مسارها الصاعد اقتصادياً والتطور الكبير الذي تشهده المملكة، وبالتالي تنهي الملف باتفاق سياسي عاجل يرضي جميع الأطراف؟ وبالتالي تبقي ملفات الدول البعيدة عن حدودها ملفات هامة، لكن لا مانع من أن تأخذ وقتها الكافي لإيجاد حلول سياسية طويلة الأمد مع إيران (سوريا والعراق ولبنان) !؟ اعتقد هذا ما سيحصل خلال الأشهر القادمة، اليمن أولاً، وذلك للاطمئنان على عجلة الاقتصاد والتطور الذي نقل السعودية إلى مراتب جعلتها اليوم من أهم الاقتصادات العالمية ومرجع سياسي كبير وواسع وخصب لأي حل في الشرق الأوسط خصوصاً والوطن العربي عموماً.
ليفانت _ ثائر عبد العزيز الحاجي
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!