-
ملالي ولاية الفقيه ــ الإسلام والتشيع.. رسالة نور من القلب إلى قارىء العربية 1-3
يجهل الغالبية العظمى من قراء العربية ماهية النظام الإيراني وحقيقة ما يجري في إيران من مآسٍ، ليس ذلك فحسب، بل وقع البعض منهم منخدعاً بنظام ملالي إيران وشعاراتهم المخادعة وانبرى متنصلاً من ذاته منصهراً مع هذا النظام الذي يستخف به ويمتصه ولا ينظر إليه إلا كوسيلة من وسائل بلوغ الغايات.
ذات يوم سأل أحدهم حكيماً أن يثبت له سطوع الشمس فأجابه سل جسدك في صبيحة يوم مشرق! والمؤسف أن الكثيرين من متلقي شعارات نظام ملالي إيران من كبيرهم إلى صغيرهم لا يريدون الدخول إلى عالم النور ورؤية الحقيقة التي بين أرجلهم وأمام أعينهم في العراق واليمن ولبنان وقد كان أهل هذه البلدان متعايشون متحابون قبل تدخل نظام الملالي في شؤونهم الداخلية، ولم يكلفوا أنفسهم عناء السؤال فيما وصلوا إليه من حال وما الجديد الذي أضافه إليهم ملالي إيران سوى الخراب والدمار والتناحر والشقاق فيما بينهم ولم يدركوا أبداً أن ما هم عليه من حال ما هو إلا أزمات مصطنعة ليهلكوا وينتعش الملالي على هلاكهم ولا عتب إن أكلت العقارب أمها فتلك أمها وليس العكس، أما ما يحدث في الدول المذكورة على العكس من الادعاء تماماً، حيث تأكل الأم المدعية بالوصاية باطلاً من هم تحت ادعاء وصايتها ولا يحدث هذا إلا مع الكائنات الموبوءة.
في هذا المقال المكون من ثلاثة أجزاء نسلط الضوء على الحقائق التي ينبغي أن يعرفها قراء العربية من العرب وغيرهم لإلقاء الحجة عليهم لعله يخرج منهم من يقول للحق نعم أو يستنير ويحتمي.
المجتمع الإيراني
يتكون المجتمع الإيراني عرقياً من عدة قوميات وأعراق شأنه شأن الكثير من الدول، ومن الناحية الدينية، فالغالبية العظمى من الشعب تدين بالإسلام على المذهبين، الجعفري الاثني عشري كغالبية، والمذهب السني، مع وجود أقليات مسيحية ويهودية وبهائية، ومن الناحية الاجتماعية كانت وما زالت الغالبية من الشعب الإيراني محافظةً متصوفةً نقية إلى أبعد الحدود بوجود الملالي وبدونهم، وكان شعباً قنوعاً راضياً متعايشاً مع بعضه البعض ينشد السلام والأمان الذاتي، وتقع كرامته وكبرياؤه في مقدمة حقوقه التي تتضمن كرامته وكبرياءه وصيانة شرفه وناموسه، وأموره المعيشية، ومتابعة تعليم أبنائه ورفعتهم، وكان مجتمعاً مكتمل القوام حتى منتصف القرن العشرين الميلادي من حيث طبقاته وفئاته الاجتماعية (العليا، والوسطى، والدنيا) ولكل طبقة خصوصياتها وشأنها والكل ملتزم بواجباته عارفاً لحقوقه بما يسير الحياة إلى الأمام بنمط مستقر حد الكفاية وبعض الرفاه للطبقة الأدنى أو الفقيرة، ولم تقم في تلك الحقبة ثورات شعبية لأجل الحياة وسبل المعيشة، فقد كانت أغلب الثورات ثورات نوعية تقوم من أجل الكرامة والحقوق العامة على وجه التحديد، كالثورة الدستورية المعروفة بـ(المشروطة) وهي ثورة نوعية بمعنى الكلمة، والثورة الإيرانية التي قام بها عموم فئات الشعب ومجاهدو خلق واليسار الإيراني عام 1979 وأسقطوا من خلالها أعتى نظام في الشرق وهو نظام الشاه، أما المؤسف في الأمر أنه على الرغم من الدور المحدود لرجال الدين في تلك الثورة التي يمكن تسميتها بثورة إسقاط الطاغوت والقضاء على عصر من الذل إلى حيث لا رجعة واستعادة الكرامة إلا أن الملالي قد خدعوا الشعب بخطابهم العقائدي الذي تستلم له الناس بطبيعتهم الصوفية استطاعوا أن يقفزوا على الثورة ويبتلعونها ويجعلونها مغنماً شرعياً لهم، لتبدأ حقبة جديدة أو حقبة مُجددة من البؤس والظلم، حقبة أكثر ظلامية وبغياً مما سبقتها، حيث كان وما زال ظلمها وبغيها بقبح وسفاهة لم تطال المجتمع الإيراني بكافة مكوناته فحسب، بل طالت الإسلام والمذهب الجعفري الذي يفترض أنهم يمثلونه، وقد أصبحت ثورات وانتفاضات الشعب الإيراني منذ عام 1979 وحتى وقت قريب انتفاضات من أجل الحياة والمعيشية ثم أخذت ثورات وانتفاضات الشعب اتجاهاً جديداً بالسنوات الأخيرة بعد تعاظم الإدراك لدى الشعب والدور الذي تلعبه المقاومة الإيرانية في توجيه وحماية الشعب حيث تبلورت كل مطالب الشعب الإيراني في مطلب واحد مختصر يشمل كل مطالبهم، وهو مطلب إسقاط نظام ومحو نظام ولاية الفقيه من الوجود، ومن يطلع على حقائق الأمور الجارية في إيران يقول لقد تأخر الشعب الإيراني كثيراً في سعيه نحو إسقاط نظام الملالي الرجعي؛ لكن من يعرف النظام وحقيقة الأوضاع يلتمس العذر لهذا الشعب الذي تعرض لخديعة باسم الدين والشعائر الدينية لأكثر من 43 عاماً على يد الملالي اللصوص الذين استخدموا شتى الحيل والمؤامرات ضد الشعب الإيراني الذي لم يعد تنطلي عليه كل الحيل فقد عايشها جميعها.
الملالي والإسلام والتشيع
الملالي هم فئة من رجال الدين الطفيليين الذين نموا حول السلاطين لدعم عروشهم والاعتياش على منحهم وهباتهم، وأنشؤوا يؤسسون لدين ومذهب يتماشى مع رغبات هؤلاء السلاطين الذين لا هم لهم سوى عروشهم وملذاتهم، ولا علاقة في أغلب ما يدعون من عقائد بالإسلام ولا بآل بيت الرسول -صلواته الله وسلامه عليه وعليهم وعلى أصحابه الطيبين الطاهرين ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين- فلم يأمر الرسول الكريم وآل بيته بالظلم ولا العبودية ولا الاستغلال ولا الجهل ولا الفساد ولا السرقة ولا إساءة الآداب واستباحة الدماء ولا الكذب والادعاء ولا بنشر العداوة والبغضاء.
يدعي الملالي بأنهم من شيعة الإمام علي بن أبي طالب أبو الحسنين، ومن أتباع المذهب الجعفري نسبة لمؤسسه الفقيه الإمام جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر بن الإمام علي زين العابدين بن الإمام الحسين سيد الشهداء بن الإمام علي بن أبي طالب، وهل حقاً اتبعوه؟ لا وألف لا فلم يتبعوا علياً ولم يشايعوه ولم يمضوا خلف مسيرته ودليلي أنهم لو مضوا خلف أمير المؤمنين علياً لكانوا اليوم من أحسن وأبهى الأمم، وكذلك لم يتبعوا الإمام جعفر الصادق لأنهم لو اتبعوه لما وصلنا إلى هذا التشويه والضلال الذي هم عليه اليوم، لكن الحقيقة هي أن هؤلاء الملالي فئة من رجال الدين قامت لتخدم بلاط وعروش الظالمين وتفتي لهم بما يشتهون حتى بتنا اليوم أمام موروث وتاريخ من البغي والضلال، موروث بات الراعي يفتي فيه لرغبات السلطان والرعية معاً فأصبح يطيع المخلوق الحقير الضال ويعصي الخالق الجليل المتعالي، ويمتد هذا الموروث حتى وصل إلى التشويه التام للإسلام وللمذهب الجعفري الإمامي الاثني عشري على يد الملالي المتسلطين على الرقاب اليوم في إيران، علماً بأن الإسلام والمذهب الجعفري بريئان تماماً مما يدعون وحوادث الأيام تثبت ذلك، وقد خرج من تحت عبائتهم الكثيرون ممن يستنكرونهم ويستنكرون أفعالهم، من أمثال آية الله طالقاني وآية الله شريعتمداري، الذي أهانوه حياً وميتاً، وآية الله رضا الصدر الذي سجنوه وأهانوه، وسماحة السيد موسى الصدر الذي ترك لهم إيران واستقر في لبنان بعيداً ثم تخلصوا منه بالتعاون مع القذافي في ليبيا، وآية الله العظمى محمد حسين فضل الله الذي ترك لهم إيران واستقر في لبنان حتى وافاه الأجل، ولا يمكن للتاريخ أن ينسى خيانة خميني للسيد محمد باقر الصدر عندما خاطب خميني الصدر بعد تسريب وكالة الأنباء الإيرانية لخبر نية الصدر مغادرة العراق عبر الإذاعة الناطقة بالعربية من طهران والمعادية للعراق مذيعاً نفس ما سربته وكالة الأنباء الإيرانية بحجة أن الرسالة لم تصل بالبريد العادي ويقول له "سماحة حجة الإسلام والمسلمين الحاج السيد محمد باقر الصدر دامت بركاته، علمنا أن سماحتكم تعتزمون مغادرة العراق بسبب بعض الحوادث، إنّني لا أرى من الصالح مغادرتكم مدينة النجف الأشرف مركز العلوم الإسلامية، وإنّني قلق من هذا الأمر، آمل إن شاء الله إزالة قلق سماحتكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته"، وقد تسببت رسالة كبيرهم خميني الذي علمهم السحر في إعدامه ويجب أن يتحمل خميني ثمن دماء محمد باقر الصدر؛ ومن الفلاسفة وعلماء الاجتماع الشيعة الذين رفضوا الملالي نهجهم كان الدكتور علي شريعتي الذي مات غريباً، والدكتور علي الوردي رحمة الله عليهما فقد ماتا كلاهما مظلومين مضطهدين، وكذلك عشرات الآلاف من المناضلين السياسيين الإيرانيين الذين رفضوا الملالي فقضوا نحبهم شهداء على طريق الحق، وهذا غيض من فيض فماذا فعل الملالي بالإسلام وبالتشيع؟
يُتبع حتى الجزء الثالث 3-3
ليفانت - د. محمد الموسوي
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!